المحتوى الرئيسى

عن داعش مرة أخرى (1) | المصري اليوم

01/16 21:29

.. وينبع الاصل الفكري لداعش من موقف جامد متاسلم لا ينظر الي الحاضر رافضا اي دعوه للتجديد او التاويل فباب التجديد اغلق والتاويل خروج علي النص القراني وصحيح السنه، ونتامل مسار هذه الفكره المتاسلمه.

• اول من قال بالتاويل الجعد بن درهم فقال ان الله لم يكلم موسي تكليما ولا اتخذ من ابراهيم خليلا وان «واستوي علي العرش» لا يعني ان ثمه مقعدا وانما هو تعبير عن قدره الذات الالهيه. وكان الجعد بالكوفه، وفي صلاه عيد الاضحى ام الصلاه خالد بن عبدالله القسري والي الكوفه وبعد الخطبه قال «انصرفوا تقبل الله ضحاياكم، اما اني فساضحي بالجعد بن درهم فذبحه اسفل المنبر» (ابن نباتة المصري- سرح العيون في شرح رساله ابن زيدون). وعلق ابن كثير في تاريخه الجزء التاسع، ومن بعدها حرص من يقول بالتاويل علي اضافه «بما لا يخالف شرع الله».

• وقال إبن رشد «ان ثمه معنيين للنص الديني ظاهر وباطن. وياتي الباطن باعمإل آلعقل عبر مفاهيم شتي ومن ثم تتعدد التاويلات وتتضارب، فلا اجماع في التاويل ولا تكفير في التاويل. لكن ابن رشد عاني انكارا وحرقا لكتبه».

• ومع التاويل ياتي الاجتهاد وهو ما دعا اليه القران «كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون، في الدنيا والاخره»(البقره 219) وايضا «وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما انزل اليهم ولعلهم يتفكرون» (النحل 44). وفهم العلماء والفقهاء منذ العهد الاول واجبهم في التفسير والشرح واعمال العقل وفحص اسباب التنزيل فكان الاجتهاد. والرسول حث علي الاجتهاد فقال «اذا اجتهد الحاكم فاصاب فله اجران واذا اجتهد فاخطا فله اجر» وايضا «ان الله يبعث علي راس كل مائه من السنين لهذه الامه من يجدد لها امر دينها» فتباري الفقهاء في الاجتهاد وكانت المذاهب واهمها الاربعه. وفي القرن الخامس الهجري اتفق فقهاء المذاهب الاربعه علي اقفال باب الاجتهاد قائلين ان نفراً من المتعالمين المغرورين بانفسهم قد سخروا علمهم للارتزاق وارضاء الحاكم، وكان اقوال الفقهاء الاربعه تمتلك قداسه تضاهي قداسه النص القراني. وكان الجمود والارتداد ورفض الاجتهاد ورفض التجديد واللحاق بالعصر الذي امرنا به القران والحديث الشريف.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل