المحتوى الرئيسى

فى ذكرى وفاته.. «الأوزاعى» إمام عصره قوي الحجة.. صمد أمام الطغاة ولم ينازع الحكام ملكهم

01/16 15:44

امام زمانه والمحدث المشهور وعالِم اهل الشام هو الامام والفقيه، عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد الاوزاعي، والذي يكني بـ"ابو عمرو" وكنيته لابيه علي عاده بعض العرب بالرغم ان ابنه اسمه محمد.

ولد بمدينه بعلبك في عام 88 هـ، لقب بالاوزاعي نسبه الي محله "الاوزاع"، وهي قريه خارج باب الفراديس من قري دمشق، وتعود اصوله الي همدان.

نشا الاوزاعي بالبقاع يتيما في حجر امه التي كانت تنتقل به من بلد الي بلد وترعرع في وسكن العقيبه الصغيره بدمشق ثم سكن بيروت مرابطا الي ان مات فيها، وسمع جماعات من التابعين، كعطاء بن ابي رباح، وقتاده، ونافع مولى ابن عمر، ومحمد بن المنكدر، والزهري.

زار الاوزاعي العراق، حيث سمع في البصره من قتاده وسمع في الكوفه من عامر الشعبي، وانتقل الي الحجاز حيث سمع في مكه من عطاء بن ابي رباح وسمع في المدينه من ابن شهاب الزهري ومن نافع المدني، وفي دمشق اخذ عن مكحول الشامي، واتصل بالإمام مالك بن انس، وسفيان الثوري، وعبد الله بن المبارك وغيرهم.

كان الاوزاعي اماما لزمانهِ، ومحدثا مشهورا متصلاً ببعض العلماء الذين رووا عنه وروي عنهم امثال الامام مالك في الموطا، والثوري، وقتاده، والزهري، وابن المبارك، وابو اسحق الفزاري، وغيرهم، وكذلك روي الاوزاعي عن اصحاب كتب السنن المعتبره، ومنهم البخاري في صحيحه، ومسلم القشيري النيسابوري واصحاب السنن الاربعه المنوه بهم، والدارقطني، والشافعي، واحمد بن حنبل، ومحمد بن الحسن الشيباني صاحب ابو حنيفه النعمان، ومحمد ابن جرير الطبري، وداود الظاهري، وصاحبهُ ابن حزم الاندلسي.

واما مذهبه في الفقه فهو صاحب مذهب مندثر، كمذهب الليث بن سعد في مصر، ولا خلاف بين المؤرخين والفقهاء علي ان هذا الامام كان صاحب مذهب فقهي، ولم يكن محدث فحسب كما قال بعضهم، الا ان علمه لم يجمعه تلاميذه في الكتب كما كان من اتباع ابي حنيفه النعمان وغيرهم فحافظوا علي مذاهب معلميهم، وانشا مذهبًا مستقلاً مشهورًا عمل به مده عند فقهاء اهل الشام والاندلس ثم اندرس، ولكن ما زالت له بعض المسائل الفقهيه في امهات الكتب.

وكان الاوزاعي رحمه الله في علاقته بولاه الامور علي منهج ائمه الهدي: لا ياتيهم، ولا ينازعهم ملكهم، ولا يستغلُّ مكانته الدينيه للشَّغب عليهم، ولكن: اذا لقيهم، او دخل عليهم واجههم بالنصيحه الخالصه: قويهٌ صريحهٌ، فيعلمون انه لا يريد بها الا وجه الله والدار الاخره، فيهابونه ويكرمونه.

ودخل "عبد الله بن علي" عمُّ السفاح الي دمشق، واجلي بني اُميه عن الشام، وازال الله دولتهم علي يديه، وطلبَ الاوزاعيَّ، فتغيَّب عنه ثلاثه ايام ثم حضر بين يديه، فقال: يا اوزاعيُّ، ايعدُّ مقامنا هذا ومسيرنا رباطا؟ قال: فتفكَّرتُ، ثم قلت: لاَصْدُقَنَّه، واستبسَلتُ للموت، ثم رويت له عن يحيى بن سعيد حديث: "انما الاعمال بالنيات"، وبيده قضيب ينكثُ به.

ثم قال: يا ابا عبد الرحمن ما تقول في قتل اهل هذا البيت يعني: بني أمية؟ قلتُ: حدثني محمد بن مروان، عن مطرِّف بن الشِّخير، عن عائشه، عن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال: "لا يحلُّ قتل المسلم الا في ثلاثٍ:... الحديث"، فقال: اخبرني عن الخلافه: وصيهٌ لنا من رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ فقلت: لو كانت وصيه من رسول الله صلي الله عليه وسلم ما ترك عليٌّ رضي الله عنه يتقدَّمه، قال: فما تقول في اموال بني اميه؟ قلت: ان كانت لهم حلالاً، فهي عليك حرام، ان كانت عليهم حراما، فهي عليك احرمُ، فامرني، فاُخرجت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل