المحتوى الرئيسى

"إني مسيحيٌّ أجـلُّ محمدًا" .. 14 شاعرا مسيحيا مدحوا النبي

01/15 13:19

 "اني مسيحيٌّ اجـلُّ محمدًا".. لم يكن شطرا من بيت شعري متفرد، يصوغه جاك شماس الشاعر العربي المسيحي في مدح النبي محمد (خاتم المرسلين)، وانما امتداد لاكثر من 14 حاله شعريه مماثله في العصر الحديث.

وثمه دراسه ادبيه رصدت عام 2012، في مجلة الأزهر الحكوميه، كما يقول صاحبها خالد فهمي، استاذ النقد والادب بجامعه المنوفيه، قصائد المديح النبويه وقيمتها الحضاريه خلال العصر الحديث، وانتهت الي ان ثمه تطويرا وتجديدا شهدته قصيده المديح النبوي مع دخول شعراء مسيحيين لهذا المضمار، وفق مراسل الاناضول.

واوضح فهمي مضمون هذا التجديد، في حديث لـ"الاناضول" قائلا: "خرجت قصيده مدح النبي محمد صلي الله عليه وسلم، من مديح ايماني مغلق يختص بالمسلمين الي افاق رمزيه عالميه برع فيها شعراء مسيحيون اعتبروا سيدنا محمد مصلحا وقائدا، ورمزا عالميا".

وهو الراي الذي اتفق معه، خالد جوده، احد الباحثين في تاريخ المدائح النبويه، قائلا: "قمت ببحث في عام 2004، عن المدائح والسمات النبويه في مجموعه من القصائد في القديم والحديث، ووضح لي ان العصر الحديث خرج بالمديح النبوي من كونه ينصب علي مدح النبي (صلي الله عليه وسلم) بتعداد صفاته الخلقيه والخلقيه واظهار الشوق له ولمبادئه والصلاه عليه تقديرا وتعظيما، الي البحث عنه كمنقذ لحل مشكلات العالم وطريق علاج لها"، بحسب مراسل الاناضول.

وحول دخول الشعراء المسيحيين الي مجال المديح النبوي، قال جوده: "المسيحيون هم ابناء الحضاره العربيه الاسلاميه، وقالوا اشعارهم من هذا المنظور الحضاري".

ورصد الفصل الاخيرالمعنون بـ"في عالم الجمال"، من كتاب "مُحَمّد مُشْتَهَي الاُمَم" للكاتب محمد القوصي، (صادر في 2010)، اكثر من 14شاعراً مسيحياَ، مدحوا رسول الانسانيه عليه الصلاه والسلام، مبينا بحور الجمال الذي سعي لها شعراء مسحييون عرب عبر المديح النبوي.

وقال جاك شماس ابرز الشعراء المسحيين العرب في مقابله تليفزيونيه عام 2012: "يستغرب البعض لماذا اتحدث عن الرسول صلي الله عليه وسلم؟" ثم عقب قائلا انه "حديث من شغاف القلب لا ياخذ منحني اخر سوء خدمه وطني وعروبتي".

وخلال المقابله التليفزيونيه، لم يتوقف شماس، عن مدح النبي محمد خاتم المرسلين، بل قدم شماس شعرا يمدح فيه الشيخ احمد ياسين زعيم حركه "حماس" الذي اغتالته اسرائيل، في عام 2004، وحين سئل الا تخاف ان تتهم بالارهاب، قال: "اذا كان دفاعي عن وطني ارهابا فانا ارهابي" مشيرا الي ان مفهوم الارهاب "يضيق ويتسع كما تريد امريكا والغرب"، وفق مراسل الاناضول.

ونرصد ظاهره مدح شعراء مسيحيين للنبي، كالتالي:-

1- من مولد النبي محمد، ابحر ابداع شعراء مسيحيين عرب، وهذا الشاعر اللبناني الياس فرحات (1893-1976) يصرخ في مدحه للرسول من واقع الامه العربيه قائلا:

يا رسول الله انا امه ... زجها التضليل في اعمق هوّه

ذلك الجهل الذي حاربتَه ... لم يزل يظهر للشرق عتوّه

2- وفي قطار الوصف، انتقل الشاعر السوري الياس قنصل (1914ـ1981) من محطه لاخري يظهر صفات محمد قائلا:

يقابل بالصبر الجميل ضغائنا ... تمادي بها وعد بسب ويثلب

ويعفو عن الاسري وكان وعيدهم .... بما في نواياهم من الثار يلهب

اذا جاءه الملهوف فهو له اخ ... وان جاءه المحروم فهو له اب

صفات نبي احسن الله خلقه ... نفوس الوري من رفدها تتهذب

3- وذاب الشاعر السوري جاك شماس الذي ولد عام 1947، بشعره مدحا في محمد قائلا:

اني مسيحي اجل محمدا ... واجل ضادا مهده الاسلام

واجل اصحاب الرسول واهله ... حيث الصحابه صفوه ومقام

اودعت روحي في هيام محمد ... دانت له الاعراب والاعجام

ولا يمانع شماس ذلك الشاعر المولع بحب النبي، ان يكرر هذا المدح الشعري ويجهر به قائلا:

يممت طه المرسل الروحاني ... ويجل طه الشاعر النصراني

يا خاتم الرسل الموشح بالهدي ... ورسول نبل شامخ البنيان

مهما اساء الغرب في ايلامه ... لم يرق هون للنبي الباني

4- ولم يكن الشاعر السوري جورج سلستي (1909 - 1968)، بعيدا عن سباق المدح النبوي في قصيدته التي نشرت له في الكويت سنه ۱۹٦٤تحت عنوان (نجوي الرسول الاعظم)، قائلا:

يا سيدي يا رسول الله معذره ... اذا كبا فيك تبياني وتعبيري

ماذا اوفيك من حق وتكرمه ... وانت تعلو علي ظني وتقديري

5- وناظرا لواقع الامه العربيه، جدد الشاعر السوري جورج صيدح (1893 - 1978) نداءته لمحمد صلي الله عليه وسلم طالبا مددا ينقذ الامه، حيث قال:

يا صاحبي بايّ الاء النبي تكذبان؟

يا من سريت علي البراق وجزت اشواط العنان

ان الاوان لانّ تجدد ليله المعراج ان

6- وعلي حوض المنهل المحمدي، يقف الشاعر اللبناني حليم دموس (1888- 1957) واصفا محمد قائلا:

امحمد والمجد بعض صفاته ... مجدت في تعليمك الاديانا

انّي مسيحي احبّ محمدا ... واراه في فلك العلا عنوانا

7- وعبر قصيده "عيد البريه" ينطق الشاعر اللبناني رشيد سليم الخوري، بمديحه في محمد، جامعا فيه العالم وشمسه وانوراه والتمدن:

عيد البريه عيد المولد النبوي .. في المشرقين له وفي المغربين دوي

عبد النبي ابن عبد الله من طلعت ... شمس الهدايه من قرانه العلوي

بدا من القفر نورا للوري وهدي ... يا للتمدن عم الكون من بدوي

8- ولا يتخلف الشاعر السوري عبد الله يوركي حلاق (1911-1996)، عن التواجد في ديوان المديح النبوي، بقصيدته النونيه التي اشتهرت والقاها بدمشق في سبتمبر 1691:

اني مسيحي اجل محمداً ... واراه في سفر العلا عنوانا

واطاطئ الراس الرفيع لذكر من ... صاغ الحديث وعلم القرانا

9- اما اللبناني شبلي شميل (1853 - 1917)، الذي عرف بانه من الفلاسفه، فقد وقف علي باب النبي محمد مادحا في عظمته وايمانه بفصاحه القران حتي ولو كان مسيحيا لا يدين بالاسلام، فيقول:

انّي وان اك قد كفرت بدينه .... هل اكفرن بمحكم الايات؟

نعم المدبر والحكيم وانه ... رب الفصاحه مصطفي الكلمات

10 - وفي قصيده "عرب الحجاز تحيه وسلام"، يعلن بوضوح الشاعر اللبناني محبوب الخوري الشرتوني (1885- 1931)، حبه لمحمد الذي وصفه بانه امام العرب بقوله:

قالوا تحب العرب قلت احبهم ... يقضي الجوار عليّ والارحام

قالوا لقد بخلوا عليك اجبتهم ... اهلي وان بخلوا عليّ كرام

قالوا الديانه قلت جيل زائل ... ويزول معه حزازه وخصام

ومحمد بطل البريه كلها ... هو اللاعارب اجمعين امام

11- والي موطن الرومانسيه، لجا الشاعر السوري وصفي قرنفلي (1911 - 1978)، لتبرير حبه المسيحي لنبي الإسلام محمد، ويمجد فيه، واصفا ايام منقذ الشرق، قائلا:

قد يقولون: شاعر نصراني ..... يرسل الحب في كذب البيان

يتغني هوي الرسول ويهذي .... بانبثاق الهدي من القران

كذبوا والرسول لم يجر يوما ... بخلاف الذي اكن لساني

اوليس الرسول منقذ هذا الشرق ... من ظلمه الهوي والهوان

افكنا لولا الرسول سوي العبدان ..... بئست معيشه العبدان

12- ومعتبرا نفسه من اتباعه، يخطو الشاعر السوري المسيحي نصر سمعان (1905 - 1967)، خطواته في مدح محمد في عيد المولد النبوي عام 1936، قائلا:

لا تسل عن محمدٍ واغبط الدنـيا .. فاغلي كنوزها اوضاعه

شهد الله اننا في سبيل .. الـحق والمجد كلنا اتباعه

سيد المرسلين قم وتامل .. كيف نامت عن العرين سباعه

13- ومخاطبا "محمدا" يبدع الاديب السوري حسني رشيد جرجيس غراب (1899 - 1950)، في وصف النبي الاعظم وصفاته قائلا:

شعله الحق لم تزل يا محمد منذ اضرمت نارها تتوقد

جئت والناس في ضلالٍ وغي ومن الهدي في يديك مهند

فاذا الارض غير ما كنت تلقي واذا الناس غير ما كنت تعهد

وكما كنت كان عيسي علي الباطل والتابعين سيفاً مجرد

لم يرّ الكون فادياً مثل عيسي لا ولا ضمّ هاديا كمحمد

14- وتقدم المسيحي السوري ميخائيل خير الله ويردي (1868 - 1945) علي باب المديح، معارضا قصيده لامير الشعراء احمد شوقي «نهج البُرده» الاشهر في مدح محمد صلي الله عليه وسلم.

وعدّ "مخائيل ويردي" اول مسيحيا ينظم قصيدهً في (نهج البُرده) علي الاطلاق، بحسب الاديب محمد عبد الشافي القوصي في كتابه الجديد «نهج البرده للشاعر المسيحي ميخائيل ويردي» والصادر عن دار «الفضيله» في القاهره.

ومتميزا في وصف النبي محمد ، يقول ميخائيل في مديحه:

انوار هادي الوري في كعبه الحرم فاضت علي ذكر جيرانٍ بذي سلم

يا ايّها المصطفي الميمون طالعه قد اطلع الله منك النور للظّلم

صلي الاله علي ذكراك ممتدحاً حتي تؤمّ صلاه البعث بالامم

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل