المحتوى الرئيسى

قنـديل: أتمنى أن يبعد معرض الكتاب عن الشللية

01/15 11:05

محمود قنديل اديب من جيل الثمانينيات، مواليد مدينه بنها "قليوبيه" عام 1962، عضو اتحاد كتاب مصر، وعضو نادي القصة بالقاهره، اصدر العديد من المؤلفات في الروايه "واد الاحلام – النفق – عفوًا سيدي المحقق"، والقصه "تداعيات الخوف القديم – اصداء التراتيل الصامته" والنقد "قراءه في صفحات الادب – جزء اول وثان" .

وله تحت الطبع "سؤال الفتي" قصص، و"حوارات حول الابداع" حوارات فنيه .اجمع النقاد علي انه صاحب لغه متميزه اقرب الي لغه الشعر.

وقال الناقد الدكتور مدحت الجيارعنه ان محمود قنديل تجاوز مرحله الحداثه لما بعد الحداثه الان .. فيما يقول هو عن نفسه: كتاباتي تستلهم مناخ الحُلْم، وجو الكابوس، وقد تتكئ - في بعض الاحيان - علي الاسطوره والتراث.

في هذا الحوار يطل علي محمود قنديل مبدعا، ويقترب من رواياته خاصه التي تعرض في معرض القاهره هذا العام ويعرج علي موقفه كاديب من المشهدين السياسي والثوري في مصر

- تشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015  ببعض من اصداراتك  .. حدثنا عنها ؟

هناك روايتان لي بالمعرض هذا العام الاولي "النفق" وهي صادره عن اتحاد كتاب مصر، والثانيه "عفوا سيدي المحقق" وقد صدرت عن هيئه الكتاب، وهناك كتاب سيصدر خلال ايام اتمني ان يلحق بالمعرض ولو في نصفه الثاني وهو بعنوان "حوارات حول الابداع"، يضم بين دفتيه مجموعه من الحوارات التي اجريتها مع كوكبه من كبار الادباء والشعراء حول تجاربهم الابداعيه، واري انه يهم المتخصصين والعامه، فمن خلاله تستطيع ان تقف بقوه علي حقائق تجارب المبدعين وسبر اغوارها، كما انه يطرح بعضا من القضايا الادبيه المثاره علي الساحه بموضوعيه شديده.

- لم لاتطل بنا علي روايتيك  .." النفق" و"عفوا سيدي المحق"..مااهم المضامين المطروحه فيهما و  الي اي مدارس والوان الادب تنتميان ؟

*  ترصد روايه "النفق" طبيعه العلاقه بين الفرد والسُلْطه، بما تشوبها من عوامل كبت وقهر للخطي والاحلام والامال والطموحات . انها تتحدث - فنيًا - عن واقع سياسي محبِط من خلال البطل الذي يلتقي فجاه بعجوز في المقابر ليلًا، فتصحبه الي عوالم موازيه لواقع مجحف عاشه، وادي الي وفاه زوجته بشكل غامض . انها محاوله للولوج الي مناطق بكر في فن الروايه . ويبقي الانجاز او الاخفاق هو حُكم القارئ المطلق .

- هل تصدي لها نقادنا ..من منهم  قراها قراءه نقديه؟

- بالنسبه لـ "النفق" فقد كتب عنها النقاد دكتور سعد ابوالرضا - د . نبيل نوفل - د . يحيي خاطر - د . محمد عبدالحميد خليفه، وقد تم تقريرها علي طلبه كليه تربيه جامعه بنها، وهي تطرح العديد من القضايا السياسيه، والرؤي الفنيه بطريقه ادبيه .

- وروايه  عفوًا سيدي المحقق ...؟

هي  ترصد حاله طبيب وهو في ذروه لحظات التازم نتيجه مثوله امام المحقق بفعل احتجازه لفتاه تم العثور عليها مصابه بغيبوبه، وياتي احتجازه لها لمحاوله اخراجها عن غيبوبتها التي لايعرف لها سببٌ، فالدافع الاساسي - في ذلك - هو انساني قبل كل شيء، وينجح الطبيب في محاولاته التدريجيه لافاقتها، لكن حقد احد زملاء المهنه لم يمهله، فيقوم بالابلاغ عنه، ليقع تحت طائله القانون امام محقق يود الكشف عن كل مايحيط بالحادثه، وملابستها، ودوافع الطبيب التي جعلته يقوم بما قام به .

- لكن الايبدو من عنوانها وكانها روايه بوليسيه  ؟

ليست روايه بوليسيه وان كان عنوانها يوحي بذلك. الروايه البوليسيه لا تحمل اي ابعاد فنيه، ولا تهتم بغير الحدث "الجريمه" وفاعلها . انها مطارده لمرتكب الجريمه بعيدا عن القيم الادبيه لذا فـ "عفوا سيدي المحقق" ليست هكذا فهي تحمل لغه الفن والبعد الانساني، والجلاء الفكري، انها تؤصل لما ينبغي ان يكون عليه الانسان من  خلال موقف يتعرض له البطل/الطبيب الذي يري نفسه في العنايه المركزه – امام فتاه مصابه بغيبوبه لا يُعْرَف لها سبب، ولم يُستَدل لها علي اهل الامر الذي يجعله يقوم بنقلها - بحيله ما - الي عيادته المجهزه باحدث اجهزه العنايه بغيه اكتشاف سببا للغيبوبه، ولمحاوله عودتها الي وعيها، فليس ثمَّه رؤيه بوليسيه اذاً، بل رؤي انسانيه بالدرجه الاولي .

- يري كثير من النقاد انك تكتب بلغه مختلفه، فما اسباب ذلك ؟

لا يختلف اثنان علي ان الاداه الوحيده لاي كاتب هي اللغه، من هنا كان لابد لي من خلق لغه لا تشبه الا ذاتها، لقد اردت للغتي ان تكون ذات جرس موسيقي يناسب المناخ العام للعمل الادبي، وكاننا بصدد موسيقي تصويريه تصاحب الحدث، اللغه هي المدخل الرئيس لاي نص ادبي، من هنا كان الاهتمام بها مهم للغايه، قد اكون انجزت، وقد اكون اخفقت، ويبقي في النهايه ما سيقوله التاريخ النقدي الموضوعي بشان ما نكتب .

- قلتَ ذات يوم : ان قضيتي الفنيه هي الانسان فهل من ايضاح اكثر ؟

اعتقد ان الانسان هو القضيه الاولي لصاحب اي راي او فكر او فن او فلسفه، فهو الكائن الذي خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، واسجد له ملائكته، ومع كل ذلك يبقي غامضا وهناك اسرار تحيط به، وما تم اكتشافه بشان هذا الكائن يظل قليلا من كثير، انه كما قال عنه الكسيس كاريل "ذلك المجهول" . لذلك احاول ان اكشف عما خفي في سراديب هذا الكائن محاولا الوقوف علي حقائق مشاعره واحاسيسه، تناقضاته وتقلباته. امكنه الظلام بداخله ومساحات النور. ان كل كتاباتي تحاول ان تجيب عن سؤال واحد الا وهو : ما حقيقه الانسان ؟

- من يقرا لكم يري حضور الموت - بقوه – في معظم كتاباتك، فهل من تفسير ؟

الموت هو الفزع الاكبر بالنسبه للانسان، ادم عليه السلام قد اخبر بالموت فجزع منه، لذلك عندما قال له ابليس "هل ادلكما علي شجره الخلد وملك لا يبلي" اكلا - علي الفور- منها .

 والموت هو الذي ابكي فاطمه لما علمت بقرب وفاه ابيها، ومن قبل ابكي محمداً علي وفاه ولده، والامام علي بن ابي طالب علي الرغم من ورعه وتقواه فقد كرهه وهو، والقران قد وصف الموت بانه مصيبه " ان ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبه الموت .

وعلي الرغم من انه عند اصحاب الكتب السماويه طور من اطوار حياتنا الابديه الا اننا جميعا في كل تصرفاتنا ننفر منه ونبعد عنه، من هنا كان الموت في معظم كتاباتي هو كاشف لمساحات داجيه داخل الانسان .

- بعد ثورات الربيع العربي حدث تغيرا في كثير من المشاهد فهل المشهد الثقافي في مصر ناله نفس التغير ؟

ثورات الربيع العربي اظهرت التيارات المنتميه للاسلام علي حقيقتها بدون زيف وبغير رتوش، فقد اتضح انها لا تملك افقا فكريا ولا رؤيه سياسيه، وان معظمها يتاجر بشعارات دينيه لجذب انصار ومؤيدين .لقد انطفات – فجاه – الهاله التي كانت تحيط بهؤلاء عندما دخلوا عندنا في خضم التجربه وتمكنوا من حكم وطن كبير اسمه مصر، وبعد اخفاقهم لم يؤثروا الانسحاب الي صفوف المعارضه، بل مضوا في غيهم مصرين علي التمسك بما يسمي بـ "الشرعيه" رغم الازمه العاصفه التي كادت تهرق الدماء، وفي خضم ذلك لم نرهم يحرصون علي وطن، بل مصالحهم الضيقه فوق كل اعتبار وتشهد علي ذلك مواقفهم وتصريحاتهم التي وصلت حد الاجرام .

ومع ذلك يظل المشهد الثقافي في مصر متراجعا، فالانقسام قائم بين اصحاب القلم، واتراب الفكر، واطروحات الكثير من مثقفي الوطن – للاسف - تاتي من منطلق شخصي وليس موضوعي .

هناك حاله من اعلاء الذات علي حساب الوطن انه ارث عقود طويله مضت، وهنا تحضرني مقوله غاندي: كثيرون حول السلطه وقليلون حول الوطن .

- العلاقه بين الناقد والمبدع .. كيف تراها.. كيف تقيمها ؟

النقد – برايي – له دوران، الاول هو تبصره المبدع وهو في طور تكوينه باخفاقاته، وبعد رسوخ المبدع فان وظيفه النقد تتحول الي تبصره القارئ بايجابيات المؤلف وسلبياته .

لكن ما يؤسف له اننا نري اليوم نقد المجامله ونقد المصالح ونقد الانتقام كلٌ حسب طبيعه العلاقه بين الناقد والكاتب وكلها تنال من مصداقيه النقد بوجه عام .

فقبل ان يتحدث المثقف عن الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي عليه ان يعالج الفساد الثقافي الذي هو من صنعته .

- في ظل الانترنت هل اصبح للكتاب نفس التاثير الذي كان في السابق ؟

من الطبيعي ان ينحسر تاثير الكتاب الورقي في وجود الانترنت، ومع ذلك فهناك من يحب قراءه الكتاب في نسخته الالكترونيه. فالوسيله قد تتراجع، ولكن يظل الفعل "القراءه" قائمًا بصوره ما ولا يمكن الاستغناء عنه، فالقراءه هي اول طريق الثقافه واول سبل المعرفه، ولا ننسي ان اول كلمه جاءت في كتاب الله "القران" كانت "اقرا" .

- كيف تري المشهد المصري بعد ثورتي 25يناير، 30يونيو ؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل