الفاينانشيال تايمز تحدد كيفية مقاسمة العالم مع المؤمن الحق

نشر الصحفي البريطاني "مارتن وولف" مقالا بصحيفه الفاينانشيال تايمز يطرح فيه تساؤلا حول كيفيه مقاسمه العالم مع من وصفه بالـ"مؤمن الحق"، مدفوعا بصدي العمليات الارهابية الاخيره، التي وقعت في العاصمه الفرنسيه باريس.

يحاول "وولف" البحث عن جذور اشكاليه الارهاب مستعينا بكتاب للفيلسوف الامريكي الراحل "اريك هوفر" بعنوان The True Believer: Thoughts on the Nature of Mass Movements، او المؤمن الحق: افكار حول طبيعه الحركات الجماهيريه، ليبحث عن سبل مواجهه ظاهره الارهاب المتجدده.

ينقل "وولف" عن كتاب "هوفر" ان المؤمن الحق هو المستعد للموت والقتل من اجل افكاره التي يؤمن بها وتتطلب منه الاخلاص التام، بغض النظر عن محتوي الايمان او المذهب، الذي يتبعه هذا الـ"مؤمن".

يصف "وولف" في مقاله الاشقاء "كوشي" و"احمدي كوليبالي"- منفذي العمليات الااهابيه الاخيره في فرنسا- بالمؤمنين، مثلهم مثل اتباع التنظيمات المسلحه مثل "بوكو حرام" و"داعش" و"القاعده"، وقبلهم اتباع الايديولوجيه النازيه والشيوعيه، هم، حسب وصف "وولف"، متعصبون اسلموا زمامهم لافكار وعدتهم بالخلود والابديه، بعيدا عن المحتوي الحقيقي لديانتهم.

يسلط "وولف" الضوء علي حياه اتباع النظريات المتطرفه، ضاربا المثل بحياه "كوليبالي" محتجز الرهائن داخل المتجر اليهودي بفرنسا، فهم عاده يكونوا من صغار المجرمين، يدفعهم الاحباط قبل الفقر لتبني نظريه متطرفه تضع اجابات لكل ما يجابهونه في حياتهم، نظريه تخلق لهم "قضيه" ما لاتباعها، بغض النظر عن نبل او اخلاقيه تلك النظريات.

ينقل "وولف" عن "هوفر" ان اسباب ذلك الاحباط متعدده، مضيفا بان ابناء الاقليات المهاجره في الدول الغربيه يعتبروا الفئه الاسهل للوقوع كضحايا لبراثن هذا الاحباط، فهم يجدون انفسهم بين مطرقه اصولهم وهويتهم وسندان ضروره الاندماج في المجتمع الجديد.

يقول "وولف" ان الانظمه العلمانيه التي تتبني النظام الديمقراطي اصبحت تواجه العديد من المشاكل والتراجع، لافتا الي فضيحه استخدام الاستخبارات الامريكيه لاساليب التعذيب المنافيه لروح القانون الذي تدعي الامم الراقيه الالتزام به.