نتنياهو يتصدر سباق الانتخابات الإسرائيلية بعد مشاركته في مسيرة باريس

في الواقع القاسي للسياسه يبدو ان مقتل اربعه يهود فرنسيين في متجر في باريس ساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علي توصيل رساله قويه للناخبين بانه يدافع عنهم.

وقبل شهرين علي الانتخابات الوطنيه في اسرائيل يتصدر نتنياهو -الذي شارك مع عشرات من زعماء العالم في مسيره لتكريم ضحايا هجمات متشددين اسلاميين في باريس الاسبوع الماضي- سباقا مكتظا بالمرشحين رغم التحدي من تحالف جديد ينتمي ليسار الوسط.

ويتهم النقاد نتنياهو بالسقوط في زلات ويرون كوميديا وسط الماساه، حين ناور ليشق طريقه الي مكان في الصف الامامي في المسيره التي خرجت لتكريم 17 قتيلا سقطوا في هجمات بالرصاص علي صحيفه شارلي ابدو الساخره وفي متجر للاطعمه اليهوديه.

بل واوحي الموقف بفكره لعبه عبر الانترنت باسم "ادفع بيبي" التي تستخدم اسم التدليل لنتنياهو ويمكن فيها للاعبين دفعه عبر حشود ليحتل مكانا في الصداره بجوار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشاره الالمانيه انجيلا ميركل.

ورغم السخريه لا تظهر استطلاعات الراي تغييرا حقيقيا في موقف المرشحين اللذين يتصدران السباق الاسرائيلي الذي جعل فيه نتنياهو الامن ومخاطر التطرف في الشرق الاوسط القضايا الرئيسيه.

ولا يزال حزب الليكود بزعامه نتنياهو وحزب العمل المنتمي ليسار الوسط يمضيان عنقا بعنق في الصداره في حين يتمتع حزبه بافضل الفرص لتشكيل ائتلاف حاكم مع فصائل اصغر بعد انتخابات 17 مارس.

واظهر استطلاع نشره اليوم الاربعاء معهد الديمقراطيه الاسرائيلي وجامعه تل ابيب ان 60 في المائه من اليهود الاسرائيليين يعتقدون ان كتله من اليمين ستكون لديها افضل فرصه لتشكيل الحكومه القادمه ويفضل 55 في المائه تلك النتيجه.

بل وحظي الزعيم الاسرائيلي باشاده علي مضض في صحيفه هاارتس ذات الميول اليساريه – وهي من اشد منتقديه – بسبب تذكيره اليهود الفرنسيين ان باستطاعتهم دائما الهجره الي اسرائيل.

وكتب المعلق تال نيف في الصحيفه قائلا "الشعور بالخزي.. من تدافعه لا يجب ان يحجب حقيقه انه نجح في ارسال رساله واضحه متجاوزا.. هولاند.. وللامانه .. متجاوزا كل زعماء النظام السياسي في اسرائيل: "تعالوا الي الوطن. سوف احميكم".

وعاد نتنياهو الي بلاده بعدما رتب مراسم دفن في القدس لليهود الاربعه الذين قتلوا في الهجوم علي المتجر في باريس وانتقد في كلمته اثناء المراسم "التعصب المسموم" للاسلام المتشدد.

وتمثل الاشاده بنتنياهو – الذي يسعي للفوز بفتره ولايه رابعه – علي انه الزعيم الاسرائيلي القادر علي الحفاظ علي البلاد امنه فكره مالوفه في حمله ليكود الانتخابيه.

واظهر نفس الاستطلاع ان 34 في المائه من الناخبين اليهود في اسرائيل يعتقدون ان نتنياهو في افضل وضع ليكون رئيس الوزراء القادم. وجاء زعيم حزب العمل اسحق هيرتزوج في المركز الثاني بنسبه 17.7 في المائه فقط.

ويامل حزب العمل الذي تحالف حديثا مع حزب الحركه الوسطي بقياده كبيره مفاوضي السلام السابقه تسيبي ليفني في الحفاظ علي تركيز الناخبين علي الامور الماليه وتلك المتعلقه بنوعيه الحياه وخاصه التكلفه المرتفعه للسلع الاستهلاكيه والاسكان.

واشارت ليفني الي الانتقاد المتكرر من الولايات المتحده والشركاء الاوروبيين لنتنياهو بسبب توسع الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتله وانهيار مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.