المحتوى الرئيسى

نيويورك تايمز: النازيون لا يموتون أبدًا

01/13 12:51

مترجم عنOld Nazis Never Die

مع مرور الايام والسنين، يصبح هناك القليل جدًا من مجرمي الحرب النازيين الذين يمكن تعقبهم والذين لا يزالون علي قيد الحياه؛ الامر الذي يعزز دائمًا من دهشتنا حين نعلم ان البعض منهم كانوا يعيشون بيننا حتي وقت قريب.

فقد اشارت تقارير مؤخرًا الي وفاه الويس برونر، النقيب في جهاز الامن السري الالماني، قبل بضع سنوات في سوريا.

ووفقًا لافرايم زوروف، مدير مكتب مركز سيمون فيزنتال في اسرائيل، فان برونر لم يكن مختبئًا في الارجنتين او البرازيل او اي من دول أمريكا الجنوبية، وانما في العاصمه السوريه دمشق التي عاش فيها منذ خمسينات القرن الماضي تحت اسم جورج فيشر. بل وربما يكون قد عمل مستشارًا للحكومه السوريه.

لقد اتضح ان السيد برونر لم يكن شاذًا عن بقيه رفقائه الالمان الذين تركوا البلاد في اعقاب الحرب العالميه الثانيه. ففي الوقت الذي توجه فيه اعتي النازيين الهاربين الي امريكا الجنوبيه، غيّر المئات من اعضاء الحزب النازى والجيستابو وجهتهم الي منطقه الشرق الاوسط، وبشكل خاص الي سوريا ومصر. وبينما تمكن الموساد الاسرائيلي من القبض علي ادولف ايخمان، احد المسئولين الكبار في الرايخ الثالث، في مدينه بوينس ايرس في الارجنتين واعادته الي اسرائيل للمحاكمه التي انتهت باعدامه، تمكن نائبه برونر من ان يصنع لنفسه حياه جديده في الشرق الاوسط. وكانت بعض دول الشرق الاوسط قد عهدت الي اولئك النازيين الهاربين في بعض الاحيان بوضع برامج لاعاده بناء المؤسسات العسكريه كالجيش والمخابرات.

ولا تقتصر قائمه هؤلاء النازيين الفارين علي برونر وايخمان، ولكنها تمتد ايضًا لتشمل الدكتور اربيرت هايم، احد اهم النازيين المطلوبين لدي المحققين. وفي الوقت الذي تواصلت فيه عمليات البحث عن هايم، كان قد تواري عن الانظار واتجه صوب مصر ليقضي بقيه حياته في احد احياء الطبقه العامله بالقاهره.

وكما هو الحال مع برونر، كان هايم واحدًا من الجنود والقاده والعلماء الالمان الذين شقوا طريقهم الي شمال افريقيا والشرق الاوسط. وعلي النقيض من الفرنسيين والبريطانيين، فقد تعاطف القاده في الشرق الاوسط مع تطلعات الالمان في المنطقه. وظهرت بوادر ذلك التعاطف جليهً خلال الحرب العالميه الثانيه حيث تعلقت امال الكثير من القوميين العرب في نجاح المشير الالماني ارفين روميل في اكتساح قوات الحلفاء في منطقه الشرق الاوسط.

وعقب هزيمه التحالف العربي من قبل الاسرائيليين في عام 1948، عهدت الدول العربيه سرًا الي المستشارين الالمان باعتبارهم افضل الموارد المتاحه في عمليات البناء الجديده لجيوش عربيه قويه. وكان المخرج الفرنسي الالماني جيرالدين شوارتز قد تتبع مسارات الجنود الالمان الهاربين في فيلم وثائقي فرنسي تم انتاجه مؤخرًا تحت عنوان: «النازيون المنفيون: وعد الشرق». ومن بين الشخصيات التي رصدها الفيلم الجنرال الالماني ارتور شميت، الذي قاتل مع روميل في شمال افريقيا، والذي قامت الجامعه العربيه بتجنيده للمساعده في تشكيل قوه قتاليه اكثر فعاليه.

وفي عام 1951 وبعد رحلته الي مرتفعات الجولان، اعتبر شميث في احدي رسائله لاحد زملائه في مصر ان هزيمه الدول العربيه من اسرائيل عام 1948 كانت نتيجه «فشل القاده المصريين في الاستفاده من مراحل القتال الاولي لمحو دولة إسرائيل من علي الخريطه».

في الوقت نفسه، شهدت تلك الفتره سفر احد الوكلاء السوريين الي روما للبحث عن والتر رؤوف، احد القاده الالمان النازيين، للاستعانه بخدماته في البحث عن عدد من المستشارين العسكريين الالمان من قاده الجيش والمخابرات. وفي غضون اشهر، كان عشرات النازيين قد شقوا طريقهم نحو دمشق، بما في ذلك فرانز ستانجل، الذي قاد معسكرات الموت في سوبيبور.

وكانت اعداد النازيين الألمان الذين زحفوا نحو مصر وسوريا قد قُدرت بنحو 120 شخصيه. عمد العديد من الهاربين الي اعتناق الاسلام، وتغيير اسمائهم الي اسماء اسلاميه وعربيه، الامر الذي جعل من عمليات البحث عنهم وتعقبهم امرًا صعبًا انذاك.

جرت عمليات التجنيد التي تمت بحق الاشخاص المتهمين بارتكاب جرائم حرب في معظم الحالات في اطار من السريه. غير ان العديد من الالمان في خمسينات القرن الماضي والمعروفين باسم «الالمانيو»، والذين كانوا يعيشون في القاهره عاشوا حياتهم علنًا نظرًا لجهودهم في عمليات تحديث وتدريب الجيش المصري. وقد مكَّنتهم تلك العلانيه من استئجار الشقق الفاخره، وقياده سيارات المرسيدس، بالاضافه الي قضاء عطلات نهايه الاسبوع علي شواطئ البحر الاحمر والحصول علي عضويات الانديه.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل