أوهام التاريخ والجغرافيا لعبد العزيز جمال الدين في «كتاب الهلال»

    يمنح الكاتب والمحقق المصري عبدالعزيز جمال الدين الثقه في اي عمل يحمل اسمه، تحقيقا او تاليفا، فهو صاحب مشروع ممتد في البحث عن هويه مصر، وتقصي جذور هذه الهويه وافاقها، في حيوتها واستجاباتها المتواليه للتفاعل مع الحضارات الاخري.

ولعل هذا ما دفعه لبذل سنوات في تحقيق مخطوطه (تاريخ البطاركه) لساويرس ابن المقفع، بهدف اكتشاف تاريخ اخر، مسكوت عنه، كتبه الذين لم ينتصروا فظل مطويا، حتي ظن كثيرون لعده قرون انه تاريخ الكنيسة القبطية وبطاركتها، في حين انه تاريخ المصريين الذي تجاهله المنتصرون. ثم استغرقه لسنوات اخري تحقيق تاريخ الجبرتي، ومؤلفات اخري من مجلد واحد منها (قصه أحمد باشا الجزار بين مصر والشام وحوادثه مع نابليون بونابرت) للامير احمد حيدر الشهابي و(واقعه السلطان الغوري مع السلطان سليم) لابن زنبل الرمال.

  هكذا تقرا تصدير العدد الجديد من سلسله “كتاب الهلال” (يناير 2014) حيث صدر لعبد العزيز جمال الدين كتاب جديد عنوانه “مصر ـ اسكندريه: اوهام التاريخ والجغرافيا” والذي يصفه مدير تحرير السلسله احمد شامخ بانه عمل صغير الحجم، رشيق العباره، ولكنه ينطوي علي فائده علميه كبيره، اذ يناقش اوهاما اصبحت بمضي الوقت اشبه بالحقائق عن جغرافيا مصر وتاريخها.

مصر بلد عصي لا يمنح اسراره بيسر الي الاخر، فعندما شاهدت الشعوب المحيطه بمصر وزائروها، وكذلك الغاصبون، الانجازات الفنيه الباهره المعجزه التي بلغتها حضارتها القديمه، التي تسمي خطا الفرعونيه، فضلا عن تقدمها في علوم الزراعه وفنون العماره واداره الدوله، اصابهم انبهار، وحاولوا استعاره هذا المنتج الحضاري، ولكنهم لم يدركوا فلسفته.

    كان المصريون يصنعون التاريخ، ويؤسسون حضاره دفعت اخرين للاعتقاد بان سحرا ما وراء ما جري ويجري، ومن هنا اطلقوا علي مصر اسم “بلد العجائب”.