المحتوى الرئيسى

الإرهابيون في هذه الصورة أكثر من الإرهابيين خارجها

01/12 19:17

ربما لا يتسع كادر هذه الصوره لكل الاسماء التي شاركت في المسيره المليونيه والتي سار علي راسها عدد من رؤساء ورؤساء حكومات او قاده العالم، لكن نظره فاحصه تخبرنا ان عدد الارهابيين في هذه الصوره (او في المسيره) يفوق عدد الارهابيين خارجها.

الارهابيون الذين نتحدث عنهم لن يوقفهم احد في المطارات او علي معابر الدول، فهم يقودون تلك الدول، وجميعهم تركوا العديد من المهام والمسؤوليات الجسيمه لكي يوفروا ساعات لحضور مسيره باريس لدعم “حريه التعبير” و “رفض الارهاب”.

هناك العديد من المسؤولين الذين شاركوا في المسيره والذين اضطروا ان يتوقفوا عن ممارسه القمع في دولهم لساعات قبل ان يعودوا ليكملوا ما بداوه. لكن الماساه الحقيقيه تكمن في ان هؤلاء القاده هم احد اهم اسباب ظهور الارهاب في العالم. تنظيم القاعدة علي سبيل المثال بدا في التوعد ومهاجمه المصالح الامريكيه لاسباب، اورد اسامه بن لادن احدها في خطابات عده، كان اشهرها خطاب "لن تنعم امريكا بالامن قبل ان تنعم به فلسطين"، والتي -للمفارقه- كان رئيس وزراء دوله الاحتلال فيها عام 1998 هو بنيامين نتنياهو.

الخطاب الديني الذي تبناه الوهابيون في السعوديه وحاولوا نشره في اوروبا، بالاضافه الي الدعم الخليجي لقمع الانظمه في الدول العربية لشعوبها، في الجزائر ومصر وليبيا والاردن واليمن، والوقوف في صف العداء للثورات وللتغيير السياسي السلمي، ودعم الاحتلال في فلسطين عبر وسائل عده، جميع تلك الاسباب وغيرها والتي التزم بها قاده الخليج علي سبيل المثال، وتبنت سياساتها بشكل او باخر معظم الادارات السياسيه العالميه، اوصلت المنطقه والعالم الي مرحله من التوتر لم يعد من السهل التراجع عنها، وقامت بالمساهمه في تاسيس اطروحه عنيفه صلبه.

هنا رصد لعدد من قاده العالم او ممثلي الدول الذين شاركوا في المسيره، والذين مارسوا بشكل شخصي، او تمارس دولهم التي يمثلونها اقسي اشكال القمع والارهاب، اما بالمعارضين، او حتي بالصحفيين مثل هؤلاء الذين ينتفض الزعماء من اجل مقتلهم!

الرجل الذي عانت فرنسا في عهده اقسي هجوم منذ رحيل المحتل الفرنسي عن الجزائر، ضعيف في بلده، قوي خارجها. التدخل الفرنسي في مالي والذي اسفر عن مقتل العديد من المدنيين، الوقائع التي تواتر شهودها تصل في بعضها الي الاعدامات الميدانيه الممنهجه التي ارتكبتها القوات الفرنسيه في مالي اثناء الحمله العسكريه في نهايه 2013.

ابراهيم ابو بكر كيتا: رئيس مالي

الرجل الذي يحكم البلاد منذ 2002، درس في فرنسا وعمل هناك. وعندما شعر بتهديد الجهاديين في مالي، استغاث بالفرنسيين الذين حضروا ليساندوا صديقهم. لم يكن ممكنا ان تمارس فرنسا الانتهاكات التي حدثت في مالي في خريف 2013 بلا مساعده كيتا.

بنيامين نتنياهو: رئيس الوزراء الاسرائيلي

خلال حرب الصيف الماضي علي غزه، قُتل اكثر من 2200 فلسطيني، ما يفعله رئيس وزراء دوله الاحتلال هو انه يبرر قتل الفلسطينيين حتي الان، لكن العالم  لا يلتفت الا لقتلي حريه التعبير. نتنياهو ايضا له دور عظيم في ذلك، فقد قتلت القوات الاسرائيليه 7 صحفيين علي الاقل خلال حربها علي غزه.

الفلسطينيون يحاولون الانضمام الي المحكمة الجنائية الدولية، وما يفعله بنيامين نتنياهو من جانبه هو انه يعرقل ذلك الانضمام، يحاول اجراء تحقيقات صوريه داخل جيش الاحتلال لاثبات جرائم لا ترقي عقوبه اقساها الي عقوبه سرقه بطاقه ائتمان.

الصحفيون الفلسطينيون يتعرضون بشكل دائم لتمييز من قبل سلطات الاحتلال، كما انهم يعملون في ظروف شديده التعقيد، وتحت تضييق مستمر.

في المسيره شارك ايضا اعضاء من الكنيست، ووزير الخارجيه الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، اليميني المتطرف وزير الخارجيه وزعيم حزب اسرائيل بيتنا.

محمود عباس (ابو مازن): رئيس السلطه الوطنيه الفلسطينيه

ربما لا يعرف عباس ما الذي جاء به الي هنا، فصحيفه هارتز الاسرائيليه اوردت ان الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند طلب من بنيامين نتنياهو الا يحضر، والا فسيضطر الي دعوه محمود عباس للحضور، ويبدو ان هذا هو ما حدث بالفعل. الدعوه التي شارك محمود عباس علي اثرها في مسيره باريس لم تلتفت لسجله كما لم تلتفت لسجل رفيقه الاسرائيلي في المفاوضات.

محمود عباس ترك مقاطعته في رام الله لكي يحضر الي فرنسا وهو المشغول بتعميق الانقسام الفلسطيني، وسرقه مخصصات السلطه، والهجوم علي المقاومه، والمعارك الداخليه في فتح، والتنسيق مع الاحتلال بالطبع. محمود عباس مهووس بذاته، فقد سجن الصحفي ممدوح حمامره من بيت لحم لسنه بتهمه “اهانه الرئيس”! بعد ان قام بمشاركه صوره علي حساباته علي مواقع التواصل، وفي فبراير 2013 قضت محكمه فلسطينيه في نابلس بسجن انس سعيد عوض لعام بتهمه مشابهه بعد ان شارك صوره لمحمود عباس شبهه فيها باحد لاعبي فريق ريال مدريد. (هناك صحفيون تم اعتقالهم بتهم مثل التشهير بشرطي في الامن الفلسطيني!)، هذه العقليه التي تحاكم الصحفي بتهمه "اهانه" شخص ما، هي ذات العقليه التي تقتل شخصا اخر في باريس، لاهانه مقدس ما، وهي ذات العقليه التي قتلت الرسام الفلسطيني ناجي العلي لانه اهان زعيم السلطه او زوجته او كليهما! وفضلا عن ذلك، فان التنسيق الامني مع سلطات الاحتلال الاسرائيلي ادي لاعتقال عشرات الصحفيين الفلسطينيين من قبل تل ابيب.

الامر الاخر ان محمود عباس لم يستطع التخلي عن مسؤولياته التي ذكرناها انفا من اجل الوقوف دقيقه حدادا علي 530 طفل و 302 امراه قضوا في حرب الصيف!

سامح شكري: وزير الخارجيه المصري

منذ الانقلاب العسكري في صيف 2013 قام النظام المصري باعتقال اكثر من 166 صحفيا (حتي مايو 2014)، العديد من هؤلاء الصحفيين تمت محاكمتهم امام محاكمات هزليه، ليس ادل عليها من محاكمه صحفيي الجزيره المعتقلين.

سامح شكري تفرغ في الفتره السابقه لتبرير الانتهاكات ضد الصحفيين، واكد عبر اكثر من تصريح ان القضاء المصري شديد الاستقلال. دعوات اعدام الصحفيين، والمعارضين السلميين، تصدر بشكل يومي من القنوات المصريه الخاصه والمملوكه للدوله، ووزير الخارجيه يشارك حكومته في مواقفها التي نتج عنها اعتقال قرابه 50 الف مصري خلال اشهر منذ منتصف 2013 حتي نهايه 2014.

الملك عبدالله الثاني: ملك الاردن

يتعجب المرء كيف استطاع ملك الاردن المشاركه في مسيره لصالح حقوق الصحفيين! فبحسب احصائيات مركز حمايه وحريه الصحفيين، تعرض 22 صحفيا لـ 153 انتهاكا حتي شهر اكتوبر 2014، وذلك بعد ان شهد العام 2013 ارتفاعا قياسيا بتعرض 61 صحفيا لما مجموعه 384 انتهاكا، مقابل تعرض 29 صحفيا لـ 61 انتهاكا خلال العام 2012.

المعارضه الاردنيه ليست بمناي عن القمع الحكومي. فعمّان تعتقل عددا من القيادات الاسلاميه المعارضه، من بينها زكي بني ارشيد، نائب المراقب العام للاخوان المسلمين في الاردن، علي خلفيه تصريحات ادلي بها واغضبت اصدقاء الملك في ابوظبي.

عبدالله بن زايد: وزير الخارجيه الاماراتي

جميع الانتهاكات التي سبق ذكرها في مصر والاردن وفلسطين وربما حتي اسرائيل، ومعظم الانتهاكات التي سنتناولها في هذا التقرير تتحمل الامارات العربيه المتحده جزءا من المسؤوليه عنها. فالدعم المالي والمعنوي الذي تقدمه الامارات للانظمه المناهضه للتحركات المطالبه بالحريه في الدول العربيه، بما فيها حركات المقاومه الفلسطينيه، او النشطاء الاسلاميين او اليساريين او الصحفيين في تلك الدول وغيرها، ادي بالانظمه الي الاعتماد شبه الكامل علي الدعم الاماراتي في توفير غطاء شعبي للقمع الذي تقوم به تجاه اطياف المعارضه علي اختلافها.

المتهمون باقتحام مقر شارلي ايبدو هم اخوين جزائريين، حصلا علي تدريب في اليمن، الايدي الاماراتيه ليست بعيده عن صنعاء ايضا، اذ تدعم الامارات نظام علي عبدالله صالح، والحوثيين الموالين له والموالين لايران، لواد التجربه السياسيه الاسلاميه والتي كان علي راسها حزب الاصلاح اليمني، وهو ما ادي من بين اسباب اخري الي صعود خطاب القاعده، وهذا تحديدا هو ما تقوم به ابوظبي في دول الربيع الاخري مثل ليبيا ومصر وتونس والبحرين.

اوضاع حقوق الانسان في الامارات شديده السوء، اذ تتحدث تقارير متوارده عن الانتهاكات ضد حقوق العُمال، والانظمه التي تسمح باستغلال النساء.

الامارات ايضا تسهم بشكل مباشر في دعم العقليه المتطرفه عبر تجريم الانتماد الي المجموعات الاسلاميه المعتدله، ومن بينها اغلب المنظمات الاسلاميه في اوروبا ، والتي هي الدرع الاساسي الذي يقي المجتمع المسلم في اوروبا من الافكار التكفيريه والعنيفه، وهو ما يؤدي بدوره الي العمل الاسلامي لان يهبط تحت الارض وهو المناخ الانسب لنمو مثل افكار القاعده وداعش.

خالد بن احمد ال خليفه: وزير خارجيه البحرين

— خالد بن احمد (@khalidalkhalifa) January 11, 2015

منذ الانتفاضه البحرينيه في فبراير 2011، تلتزم السلطات البحرينيه مسارا شديد العنف تجاه المعارضه، وتجاه الصحفيين علي حد سواء. فبعد ان استعانت البحرين بقوات درع الخليج والتي تشكل القوات السعوديه غالبيه تعدادها لتفرقه المظاهرات التي اندلعت وسط زخم الربيع العربي، التفتت السلطات الي الاعلاميين والمعارضين السلميين.

في مارس 2013 تمت تبرئه 5 من ضباط الشرطه البحرينيين بعد ان قاموا بضرب المدون زكريا العشيري حتي الموت في ابريل 2011. وفي نفس الوقت تقريبا تمت تبرئه ضابطه من الشرطه النسائيه قامت بتعذيب نزيهه سعيد، مراسله قناه فرنسا 24.

الان يوجد مئات المعتقلين من المعارضين في البحرين، و12 صحفيا معتقلا علي الاقل.

رمطان لعمامره: وزير الخارجيه الجزائري

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل