المحتوى الرئيسى

ما السبب وراء مخاوف ميشيل هولبيك من الإسلام؟

01/12 18:15

تردد مؤخرا في الساحه الادبيه اسم الروائي الفرنسي ميشيل هولبيك، كواحد من اولئك المتهمين بالاساءه الي الاسلام، خاصه وان له روايه صدرت في يوم وقوع مجزره "شارلي إبدو" الاربعاء الماضي، التي راح ضحيتها 12 قتيلا من العاملين في المجله، 4 منهم رسامي كاريكاتير.

ربما تكون تلك هي المره الاولي التي نستمع فيها الي اسم هذا الروائي، لكننا لا نعرف عنه شيئا، وتتوالي الاحداث وردود الافعال لنكتشف انه قد صرح، في عام 2002، بان "الاسلام اغبي الاديان"، ويبقي موقفه المتخوف من الاسلام، والمثير للجدل خاصه بعد خروج روايته الاخيره "استسلام"، لتلقي هجوما ورفضا لا يقل عن الهجوم علي رسمات "شارلي ابدو" المسيئه للاديان.

ولد "ميشيل هولبيك" الشهير بـ"ويلبيك"، في 26 فبراير سنه 1958، في جزيره ريونيون في فرنسا، كان والده مرشدا في مناطق فرنسا الجبليه، ووالدته طبيبه تخدير، في سن السادسه تخلت عنه والدته بعد ان اشهرت اسلامها، وتركته في رعايه جدته لوالده الشيوعيه التي تشبع بافكارها، لذلك فهو يكره ماضيه، ويمثل له الاسلام شبحا من نوع خاص، ويرجع سبب معاداته للاسلام لترك والدته له.

لم يعش ميشيل بعيدا عن باريس في طفولته، فاول مره غادرها، عاش في شابيل مع جدته، ثم انتقل الي مدرسه داخليه بعد ذلك في ميو لمده ست سنوات، واخيرا نال دورات تحضيريه قبل ان يلتحق بنظام الدراسه في مدرسه جراندي، وغيّر اسمه الي ويلبيك لانه كره كل ما يذكره بالماضي.

في عام 1978 ماتت جدته، وبعدها بـ3 سنوات حصل علي شهاده البكالريوس في الهندسه الزراعيه عام 1980، وفي العام نفسه، تزوج من اخت زميله في الدراسه، وفي عام 1981 رزق باول مولود له واسماه "اتيان"، وبعد اربع سنوات عاني فيها من البطاله، طلق زوجته ودخل في نوبه اكتئاب طويله واقام في مصحه نفسيه، حتي تعافي وحصل علي عمل سكرتير اداري في الجمعيه الوطنيه الفرنسيه.

بدا ميشيل مسيرته الادبيه شاعرا وهو في العشرين من عمره، سانده وقتها بلتياو، رئيس تحرير مجله "نوفيل دي باريس"، الذي التقاه اول مره في عام 1985، وساعده في نشر قصائده، ليصبحا بعد ذلك صديقين، واقترح بلتياو ان يكتب ميشيل ضمن سلسله "غير القابل للتكرار"، التي اطلقها بلتياو وطبعتها دار نشر "لو روشيه"، وبعدها زادت شعبيه ميشيل وشهرته.

نشر ميشيل، في عام 1991، كتاب "طريقه ريستر فيفيان في البقاء علي قيد الحياه"، وفي عام 1992 نشر مجموعه قصائده الاولي "السعي لتحقيق السعاده"، والتي فازت بجائزه تريستان تزارا الادبيه، وفي عام 1994 نشر ديوان "ماذا بعد؟" عن دار نشر Maurice Nadeau، ثم اصدر روايته الاولي "الظلام والياس"، والتي جلبت له جمهورا واسعا وتمت ترجمتها الي عده لغات.

ومنذ عام 1996 تنشر دار نشر "فلاماريون" اعمال هولبيك، وفي عام 1996 حصل علي جائزه "فلور"، واعاد نشر اعماله في نفس الدار، اما في عام 1998، فقد حصل علي الجائزه الكبري في الاداب للمواهب الوطنيه عن مجمل انتاجه الادبي، وفي نفس العام، تزوج من ماري بيير غوتييه، الذي كان قد التقاها في عام 1992، وفي عام 1999، نشر مجموعه جديده من القصائد، وفي ربيع عام 2000 غني بصوته بعض قصائده.

ترجمت اعمال هولبيك الي 36 لغه، وانتشرت في العالم من اليونان الي اليابان، مرورا بروسيا والسويد وايسلندا وصولا الي الولايات المتحده، ما يعني ان رواياته مترجمه لمعظم لغات العالم، ويعتقد غير الفرنسيين ان هولبيك هو بلزاك هذا العصر، واهم روائي فرنسي.

ومؤخرا، اثار هولبيك الجدل بعد روايه "استسلام"، والتي يتخيل فيها اسلمه المجتمع الفرنسي، ويعتبر بعض الناس ان هولبيك يعاني من "الاسلاموفوبيا"، ويتواجه الصحفيون والكتاب وعلماء الاجتماع عبر مقالات محتدمه ومتناقضه فيما احتل الكاتب المثير للجدل الساحه الاعلاميه ويتهمه مدير صحيفه "ليبراسيون" اليساريه في فرنسا، لوران جوفران، باللعب علي وتر الخوف من الاسلام وبتعزيز افكار اليمين المتطرف.

ودافع عنه الكاتب ايمانويل كارير بحماس شديد، حيث قال عن "استسلام" انه "كتاب رائع يتسم بزخم روائي استثنائي"، في مقاله ينشرها الملحق الادبي لصحيفه "لوموند"، متابعا ان "تكهنات ميشال ويلبيك الاستباقيه تنتمي الي العائله ذاتها" مثل روايتي القرن العشرين "1984" لجورج اورويل، و"افضل العوالم" لالدوس هاكسلي، واقرت الصحفيه كارولين فوريست، بان "الروائي ليس صاحب مقال، لا يمكن ان نحكم عليه بالطريقه نفسها"، مؤكده انه "من الطبيعي ان نتساءل حول نجاح ادب يتناول نظريه انحطاط فرنسا".

وكان هولبيك، في تصريح سابق قبل عده سنوات، قد هاجم الاسلام ووصفه بانه "اغبي الاديان"، ومع ذلك فهو يصر علي قوله انه لا يريد ان يستفز احدا، واشار الروائي، في احد المقابلات التي اجراها قبيل نشر الكتاب، الي ان فكره قيام حزب إسلامي بتغيير وجه السياسه الفرنسيه فكره معقوله جدا، ولو انه اقر بانه قلص المده التي يمكن ان يحدث فيها ذلك، كما صرح لمجله "باريس ريفيو": "حاولت ان اضع نفسي مكان شخص مسلم، وتيقنت انهم في الحقيقه واقعون في وضع فصامي لا يحسدون عليه".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل