المحتوى الرئيسى

الإمارات تستضيف فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة 2015 خلال الفترة من 17 – 22 يناير الجاري

01/12 11:21

تحت رعايه الشيخ محمد بن زايد ال نهيان، ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة يفتتح فعاليات اسبوع ابوظبي للاستدامه والذي تستضيفه "مصدر" خلإل آلفتره من 17 الي 22 يناير 2015.

ويمثل اسبوع ابوظبي للاستدامه منصه عالميه تهدف الي معالجه التحديات التي تؤثر علي سرعه انتشار وتبني التنمية المستدامة والطاقه النظيفه في العالم.

ويعد هذا الحدث اكبر تجمع للمتخصصين في مجال الاستدامه في تاريخ منطقة الشرق الاوسط، كما انه يشجع علي تحقيق نتائج سريعه ويمهد لزياده اعتماد اساليب الاستدامه في العالم، ومن المتوقع ان يستقطب اكثر من 32 الف شخص من 170 دوله.

ويوفر الحدث منصه عالميه لمناقشه التحديات المترابطه للطاقه وامن المياه وتغير المناخ والتنميه المستدامه.

وقال ناجي حداد، مدير معرض "القمه العالميه لطاقه المستقبل" حيث اعرب العديد من المشاركين في دوره العام الماضي عن ان ثلاثه ايام ليست كافيه نظراً الي كثره الافكار والفرص التي يرغبون في تسليط الضوء عليها، وان اضافه يوم اخر ستعزز من مكانه ونمو اسبوع ابوظبي للاستدامه كمنصه عالميه لمناقشه قضايا الطاقه والتنميه المستدامه، وتقديم حلول عمليه فعاله للتحديات الملحه التي يواجهها العالم.

والي جانب القمه العالميه لطاقه المستقبل التي تعد من اهم احداث الاسبوع، فان برنامج عام 2015 سيتضمن سلسله من المؤتمرات والمعارض والفعاليات الاضافيه والتي تشمل القمه العالميه للمياه، وجائزه زايد لطاقه المستقبل، واجتماع الوكاله الدوليه للطاقه المتجدده ، ومعرض "ايكو ويست".

وتعريف الطاقه المتجدده انها تلك المولده من مصدر طبيعي غير تقليدي، مستمر لا ينضب ويحتاج فقط، الي تحويله من طاقه طبيعيه الي اخري يسهل استخدامها بوساطه تقنيات العصر.

ويعيش الانسان في محيط من الطاقه، فالطبيعه تعمل من حولنا دون توقف معطيه كميات ضخمه من الطاقه غير المحدوده بحيث لا يستطيع الانسان ان يستخدم الا جزءاً ضئيلاً منها، فاقوي المولدات علي الاطلاق هي الشمس ومساقط المياه وحدها قادره علي ان تنتج من القدره الكهرومائيه ما يبلغ 80% من مجموع الطاقه التي يستهلكها الانسان.

ولو سخرت الرياح لانتجت من الكهرباء ضعف ما ينتجه الماء اليوم، ولو استخدمنا اندفاع المد والجزر في توليد الطاقه لزودنا بنصف حاجتنا منها. ومن كل بدائل النفط، استحوذت الطاقه الشمسيه والبدائل الاخري المتجدده مثل طاقه الرياح ؛ طاقه الكتله الحيه ؛ طاقه المساقط المائيه ؛ طاقه حراره باطن الارض ؛ طاقه حركه الامواج والمد والجزر ؛ طاقه فرق درجات الحراره في اعماق المحيطات والبحار.

ورغم ان مزايا البدائل المتجدده معروفه جيداً، الاّ ان هناك بعض الصعوبات التي تواجه استخدامها، فهي غير متوفره دوماً عند الطلب، وتتطلب استثمارات اوليه ضخمه، واسترداد الاستثمار الاولي فيها يستغرق زمناً طويلاً.

وتدخل الطاقه الشمسيه والمصادر المتجدده عناصر اساسيه في برامج الطاقه لدي جميع البلدان، وخاصه تلك التي تتمتع بظروف شمسيه او حيوثرميه، او رياحيه جيده.

وقد بدا العالم الصناعي وعلي راسه الولايات المتحده الامريكيه يشعر بازمه الطاقه ابان حرب اكتوبر 1973 ، عندما اعلنت الدول العربيه المنتجه للنفط قطع امدادات البترول عن الدول الغربيه المسانده لاسرائيل.

ومنذ ذلك التاريخ صارت منظمه الاوبك OPEC هي التي تحدد سعر بيع البترول وليست شركات البترول كما هو الحال من قبل.

وكان لهذا الموقف تاثيره في لجوء هذه الدول الي وسائل بديله لتوليد الطاقه، ولم تنقض الا 8 اعوام علي حظر النفط، حتي تحفز المخططون ورجال الاعمال الي التفكير جدياً في طاقه الرياح.

ومن خصائص ومميزات الطاقه المتجدده انها متوفره في معظم دول العالم؛ مصدر محلي لا ينتقل ويتلاءم مع واقع تنميه المناطق النائيه والريفيه واحتياجاتها ؛ نظيفه ولا تلوث البيئه وتحافظ علي الصحه العامه؛ اقتصاديه في كثير من الاستخدامات وذات عائد اقتصادي كبير؛ ضمان استمرار توافرها وبسعر مناسب وانتظامه؛ لا تحدث اي ضوضاء او تترك اي مخلفات ضاره تسبب تلوث البيئه؛ تحقق تطوراً بيئياً واجتماعياً وصناعياً وزراعياً علي طول البلاد وعرضها؛ وتستخدم تقنيات غير معقده ويمكن تصنيعها محلياً في الدول الناميه.

الطاقه الشمسيه: وتعتبر الطاقه الشمسيه من اهم موارد الطاقه في العالم، وقد تاخر استثمارها الفعلي رغم من اهم مميزاتها انها مصدر لا ينضب، وعلي سبيل المثال فان المملكه العربيه السعوديه وحدها التي لا تزيد مساحتها علي المليون ميل مربع، تتلقي يومياً اكثر من 100مليون مليون كيلووات/ساعه من الطاقه الشمسيه، اي ما يعادل قوه كهربائيه مقدارها 4 بلايين ميجاوات، او الطاقه الحراريه التي تتولد من انتاج 10 مليارات من البراميل النفطيه في اليوم.

ومنذ عام 2010 تتصدر المانيا دول العالم في توليد الطاقه معتمده في ذلك علي الطاقه الشمسيه حيث تتصدر منذ ذلك الوقت اكبر 10 دول مصدره للطاقه الشمسيه في العالم متقدمه علي الصين، ايطاليا، اليابان، الولايات المتحده الامريكيه، اسبانيا، فرنسا، استراليا، بلجيكا، وبريطانيا الذين ياتون خلفها تباعاً.

وقد احتفلت المانيا بمرور 30 عاماً دون انقطاع الكهرباء في البلاد التي هي من اكبر الدول المصدره للكهرباء في العالم حسب تصنيف وكاله الطاقه الدوليه.

وتعد المانيا من اكبر اقتصاديات العالم التي تعتمد علي نفسها في انتاج الطاقه وتصدر جزءًا كبيرًا منها، اذ تقول الارقام ان المانيا تحتوي علي 140 محطه توليد للطاقه تعتمد علي الوقود الاحفوري، و28 محطه اخري كهرومائيه، و21 محطه اخري لانتاج الطاقه من خلال الطاقه الشمسيه، علي الرغم من قله الايام التي تظهر فيها الشمس بشكل كاف لانتاج الطاقه في المانيا مقارنه بالدول العربيه او جنوب الكره الارضيه بشكل عام.

وتعتبر المانيا رائده في انتاج الطاقه عالمياً حيث انتقلت مؤخراً الي النظام الاذكي عالمياً في توليد وتوفير الكهرباء، اذ يشترط علي البيوت الجديده في المانيا ان تزود بنظام توليد للطاقه الشمسيه يدعي النظام الضوئي "Photovoltaic System" ، ويقوم هذا النظام بتوليد الطاقه الكهربائيه من الطاقه الشمسيه ويستخدم جزء منها ويحتفظ بجزء اخر في البطاريات، ثم يباع الفائض للدوله،

وبذلك اصبحت البيوت في المانيا لا تستهلك الطاقه الكهربائيه وحسب وانما تساهم في انتاجها وتقوم الدوله بشراء هذه الطاقه من المواطنين. وتقول الاحصائيات ان المانيا انتجت خلال عام 2012 فقط 22 جيجا واط من الطاقه خلال كل ساعه، وتعادل هذه الطاقه ما يمكن الحصول عليه من خلال 50 محطه نوويه، وهو ما يغطي 50% من احتياج المانيا من الكهرباء.

ويتميز هذا النظام بانه صديق للبيئه باعتماده علي مصادر نظيفه في توليد الطاقه دون اي حرائق او انبعاثات، كما انه يوفر علي الدوله المزيد من المحطات او المولدات، في الوقت ذاته فانه ينتشر علي مساحات واسعه شبه ضائعه؛ وهي اسطح منازل المواطنين. في منتصف عام 2014 ، كانت المانيا قد وصلت سقف الـ 50% من اعتمادها علي الطاقه الشمسيه في توليد الطاقه الكهربائيه بمعدل 25 جيجا واط يومياً في الوقت الذي تستخدم فيها المانيا 50 - 55 جيجا واط يومياً.

وتقول المانيا انها تسعي لان تصل الي ما نسبته 80% من اعتمادها علي الطاقه المتجدده في عام 2050، في طريقها للتخلص من اعتمادها علي المفاعلات النوويه وغيرها من المصادر التي تضر بالبيئه من بعد الضغوط الشعبيه التي كانت بعد كارثه فوكوشيما النوويه التي حدثت في اليابان، اذ بدات المانيا منذ ذلك الوقت بخطه اغلاق محطاتها المعتمده علي الطاقه النوويه لتتمكن من اغلاق 8 محطات منذ ذلك الوقت. في 11 من مايو 2014، وصلت المانيا الي سقف 75% في اعتمادها علي الطاقه المتجدده (الشمسيه والمائيه والهواء) في اكبر سوق لانتاج الطاقه النظيفه في اوروبا.

طاقه الرياح: وفي مطلع عام 1981 اصبحت طاقه الرياح مجالاً سريع النمو، حيث اسفرت الجهود والطموحات التي بذلت خلال السبعينيات في البحث والتطوير عن ثروه من الدراسات الحديثه التي اثبتت ان طاقه الرياح مصدر عملي للكهرباء.

اذ يجري الان تركيب اعداد ضخمه من الالات التي تعمل بالرياح في كثير من البلاد للمره الاولي منذ ما يزيد علي 50 عاماً. ولهذه الالات سوق ضخمه تزداد نمواً في المناطق النائيه، حيث الكهرباء وقوي الضخ التي تمد بها محركات الديزل الشبكات الكهربائيه الصغيره باهظه الثمن. فمضخات الري التي تعمل بالرياح تنتشر الان في استراليا، واجزاء من افريقيا، واسيا، وامريكا اللاتينيه. وربما تستخدم الرياح، في القريب العاجل لتوليد الكهرباء في المزارع والمنازل بتكلفه اقل مما يتقاضاه مرفق الكهرباء المحلي.

وقد يتطلب اسهام التوربينات الريحيه الكبيره بقسط وافر في امداد الطاقه العالمي وقتاً اطول قليلاً. فهذه التوربينات ليست الات بسيطه، حيث انها تتضمن اعمالاً هندسيه متطوره، بالاضافه الي نظم تحكم ترتكز علي الحاسبات الالكترونيه الدقيقه.

وهناك شركات كثيره في الولايات المتحده الامريكيه وبضعه بلاد اخري لديها برامج بحثيه في مجال طاقه الرياح، وخطط عديده للاعتماد علي هذا المصدر للطاقه. ان الظروف مهياه تماماً لكي تنتقل هذه التقنيه سريعاً من مرحلتي البحث والتخطيط الي الواقع التجاري.

وقد تتوافر قريباً عشرات الملايين من التوربينات والمضخات الصغيره التي تلبي احتياجات مناطق العالم الريفيه، ومن الممكن ربط مجموعات من الالات الريحيه الكبيره بشبكات الكهرباء التابعه لشركات المنافع العامه. وفي خلال السنوات الاولي لهذا القرن يمكن لبلاد كثيره ان تحصل علي ما بين 20% و30% من احتياجاتها من الكهرباء بتسخير طاقه الرياح.

وسيكون لتقنيه طاقه الرياح الحديثه التي تستغل هذا المصدر النظيف الاقتصادي المتجدد للطاقه مكانها في عالم ما بعد النفط. ان ما يقرب من2% من ضوء الشمس الساقط علي سطح الكره الارضيه يتحول الي طاقه حركه للرياح. وهذه كميه هائله من الطاقه تزيد كثيراً علي ما يستهلك من الطاقه في جميع انحاء العالم في اي سنه من السنين.

وهناك ظاهرتان ميترولوجيتان اساسيتان تتسببان في الجزء الاعظم من رياح العالم. فينشا نمط ضخم لدوران الهواء من سحب الهواء القطبي البارد نحو المنطقتين المداريتين، ليحل محل الهواء الادفا والاخف الذي يصعد ثم يتحرك نحو القطبين.

وتنشا مناطق ضغط عالٍ ومناطق ضغط منخفض، وتعمل قوه دوران الارض علي دوران الهواء في اتجاه حركه عقرب الساعه في نصف الكره الجنوبي، وفي عكس اتجاه حركه عقرب الساعه شمال خط الاستواء، وهذان الخطان هما المسئولان عن سمات الطقس الرئيسيه كالرياح التجاريه المستمره في المناطق المداريه، والرياح الغربيه السائده في المناطق المعتدله الشماليه. والسبب الاخر للرياح البعيده المدي هو ان الهواء الذي يعلو المحيطات لا يسخن بالقدر الذي يسخن به الهواء الذي يعلو البر.

وتنشا الرياح عندما يتدفق هواء المحيط البارد الي البر ليحل محل الهواء الدافئ الصاعد. والنتيجه النهائيه هي نظم للطقس غير مستقره ودائمه التغير. ان طاقه ضوء الشمس الحراريه تتحول باستمرار الي طاقه حركه للرياح. ولكن هذه الطاقه تتغير عن طريق الاحتكاك مع سطح الارض وفي داخل الرياح ذاتها، وجزء صغير من طاقه الرياح هو الذي يمكن الاستفاده به فعلاً. فمعظم الرياح تهب في الارتفاعات العاليه او فوق المحيطات، وعلي ذلك فهي بعيده المنال.

وتعتمد الطاقه المتاحه في الرياح بصوره حاسمه علي سرعتها حيث تتضاعف الطاقه الي 8 امثالها كلما زادت سرعه الرياح الي المثلين. والمتوسط السنوي لسرعه الرياح يتفاوت من اقل من 6 اميال في الساعه في بضع مناطق، الي 20 ميلاً في الساعه في بعض المناطق الجبليه والساحليه. والسرعات التي تبلغ او تزيد علي 12ميلاً في الساعه في المتوسط وهي السرعات المناسبه لكي تكون الاله الريحيه المولده للكهرباء اقتصاديه، ويمكن ان تتوافر في مناطق واسعه.

وتبلغ طاقه الرياح الكونيه المتوقعه ما يعادل تقريباً 5 اضعاف الاستخدامات الكهربائيه الحاليه علي مستوي العالم، وحيث ان القوي المتاح توليدها من الرياح ترتفع بارتفاع مكعب سرعه الرياح، لذلك فان المناطق ذات الرياح الشديده سوف تشهد تطوراً كبيراً في هذا المجال.

وفي الولايات المتحده الامريكيه ظهر ان توربينات الرياح التي ركبت علي 6% من مساحه الارض يمكن ان تفي بما يوازي 20% من احتياجاتها من الكهرباء. وتكفي 3 ولايات امريكيه (هي نورث وساوث داكوتا، وولايه تكساس)، ورغم ان احداً لا يتوقع تنفيذ مثل هذه الخطه فمن الواقع ان القوي المحركه المولده من الرياح سوف تصبح مكوناً اساسياً في شبكه الكهرباء في امريكا الشماليه.

والرياح مثلها مثل باقي انواع الطاقات المتجدده لا يمكن الاعتماد عليها بصفه مستديمه فاي بقعه علي الارض قد تتعرض لرياح عاتيه في بعض الاوقات، وقد تتوقف عندها الريح تماماً في اوقات اخري وللتغلب علي مشكله تذبذب الطاقه، نتيجه لتغير سرعه الريح.

ويجب ان يواكب برنامج انشاء محطات قوي تعمل بطاقه الريح برنامجاً اخر لحفظ الطاقه، اما علي صوره طاقه كهربيه في بطاريات او طاقه ميكانيكيه تستخدم في رفع المياه الي اعلي فوق جبل مثلاً، ثم اعاده استخدام هذه المياه في توليد الكهرباء عندما تضعف الرياح.

وتنتج التوربينات الريحيه الصغيره باحجام واشكآل كثيره، ويتركز معظم النشاط الانتاجي علي الالات التي يمكنها توليد ما يتفاوت من كيلووات واحد الي 15 كيلووات، وتقل اقطار ريشه عن 12متراً. والمنزل الامريكي النموذجي الكائن في منطقه يزيد فيها متوسط سرعه الرياح علي 12 ميلاً في الساعه يمكن ان يحصل علي معظم احتياجاته من الكهرباء باستخدام توربين ريحي تتراوح قدرته بين 3 – 5 كيلووات.

وتتفاوت تكاليف نظام طاقه الرياح الذي يعد للوفاء باحتياجات مثل هذا المنزل، من 5 الاف الي 20 الف دولار امريكي. وهناك توربين الاماكن النائيه النموذجي وهو صغير ومتين ويولد تياراً مستمراً يمكن اختزانه في بطاريات لاستخدامه عندما لا تكون الرياح شديده.

وتستخدم الان 20 الف توربين ريحي في الاماكن النائيه في نقط مراقبه الحرائق، والمطارات النائيه، والمزارع المنعزله في استراليا، وعلي العوامات الطافيه لارشاد السفن بعيداً عن ساحل شيلي، وفي الاماكن المقامه بها الاكواخ الجبليه بسويسرا.

وتوجد صناعات نشيطه للتوربينات الريحيه في استراليا والدانمارك وهولندا والسويد والولايات المتحده وبضعه بلاد اخري.

والتوربينات الريحيه عاده ارخص في الاستخدام من المولدات التي تعمل بالديزل، خاصه في المناطق التي تكون الحاجه فيها الي الكهرباء قليله جداً. ومع هذا فان هذه النظم الصغيره للطاقه الريحيه باهظه الثمن فهي تولد الكهرباء بسعر يزيد كثيراً علي 20 سنتاً للكيلووات ساعه ـ اي اعلي كثيراً من سعر الكهرباء التي تولد مركزياً في معظم البلاد. وذلك لان الكهرباء التي تولدها يجب ان تخزن في بطاريات، وهذه عمليه مرتفعه التكلفه جداً.

وفي السنوات الاخيره انتج نظام مختلف تماماً يمكن استخدامه مقترناً مع الكهرباء المستمده من مرفق توليد الكهرباء. فبدلاً من ان تنتج هذه التوربينات الريحيه تياراً مستمراً توصل بمولد حتي ينتج تياراً متردداً ـ مماثلاً تماماً للكهرباء التي يحملها معظم خطوط المرفق.

وهناك الات جديده اخري يستخدم فيها محول متزامن لاداء هذا العمل نفسه. وبهاتين التقنيتين يمكن استخدام الكهرباء المستمده من الشبكه المركزيه مع الكهرباء الريحيه في المنازل واماكن العمل. وبدلاً من ان يضطر مستخدم هذه التوربينات الي الاعتماد علي البطاريات اثناء سكون الرياح، فانه يسحب الكهرباء من المرفق العام كاي عميل عادي.

وعندما تكون الرياح وفيره، والحاجه الي الكهرباء قليله، يمكن اعاده ادخال الطاقه الزائده في خطوط المرفق العام، فيعمل عداد العميل في الاتجاه العكسي. وهكذا يصبح مالك الاله الريحيه منتجاً للكهرباء، بالاضافه الي كونه مستهلكاً لها، وتكون شبكه المرفق العام هي في الواقع بطاريه العميل.

وتشير الدراسات الي ان هناك 3.8 مليون منزل بالانحاء الريفيه بالولايات المتحده تصلح مواقع مناسبه علي وجه الخصوص للمولدات الريحيه الصغيره وما يزيد علي 370 الف مزرعه.

ويمكن علي اساس هذه الدراسه، تقدير انه من الممكن ان يكون في الولايات المتحده الامريكيه في يوم من الايام عدد كبير من التوربينات الريحيه الصغيره العامله يصل الي 5 ملايين توربين تمد بنحو 25 الف ميجاوات من القدره المولده للكهرباء ـ اي نصف ما تمد به الطاقه النوويه حالياً.

وتحتل الولايات المتحده مكان الصداره في مجال تطوير الالات الريحيه، فمنذ عام 1975 بدات اداره شئون الطيران والفضاء "ناسا" العمل في سلسله من التوربينات الافقيه المحور المطرده الكبر، وقد اصبح هذا البرنامج تحت اشراف وزاره الطاقه الان، وتكفلت حديثاً بانشاء ثلاثه توربينات بقدره 2500 كيلووات في وادي نهر كولومبيا الشديد الرياح في الجزء الشمالي الغربي علي ساحل المحيط الهادي.

وقد صممت شركه بوينج اله ضخمه مذهله لها ريشتان ترسمان قوساً يبلغ قطره 100 متراً تقريباً يمكن رؤيتها من مسافه 5 اميال في اليوم الصحو. وتستخدم الطاقه لاداره مولد متزامن يدفع بالكهرباء مباشره في الشبكه الكهربائيه التابعه لاداره الكهرباء لمنطقه بونفيل.

ومن المتوقع ان تولد هذه الاله الكهرباء بسعر ابتدائي قدره 8 سنتات تقريباً للكيلووات ساعه.

ويامل المسئولون الرسميون في الدانمارك ان تعرض قريباً في الاسواق اله من انتاجهم تبلغ قدرتها 630 كيلووات. وهناك واحده من كبريات الشركات الهندسيه في انجلترا تصنع محطات توليد الكهرباء بالطاقه النوويه، وتقوم هذه الشركه بتصميم توربين ريحي قدرته 3 الاف كيلووات بتمويل حكومي.

وطورت شركه بندكس وشركه هاملتون ستاندارد بالولايات المتحده الامريكيه التين افقيتين المحور قدرتاهما 3 الاف، و4 الاف كيلووات.

وفي المانيا برنامج يسمي برنامج "جرويان" يتضمن 25 مشروعاً، بعضها لانتاج مراوح صغيره لانتاج طاقه كهربائيه في حدود 15 كيلووات، لاستخدامها في الدول الناميه ومشروع اخر لانتاج مراوح عملاقه يصل قطر المروحه الي 50 متر، وقدرتها 265 كيلووات ساعه.

الطاقه المائيه: وتعد الشمس الطاقه الميكانيكيه في المياه المتدفقه حيث ان 23% من الطاقه الشمسيه التي تصل الارض تسقط علي سطح البحار والانهار والمحيطات فيتبخر الماء منها ويتصاعد بخار الماء مع الهواء الي طبقات الجو العليا، فيبرد ويكون السحب التي تسير مع الهواء الي مناطق بعيده واذا ما قابلت سفوح الجبال فانها تبرد وتتحول ثانياً الي ماء او برد يهطل فوق هذه الجبال، ومنها يندفع الي اسفل بسرعه كبيره فيكون المجاري المائيه والانهار. جزء اخر من الامطار يتجمع فوق الجبال في بحيرات كبيره حتي اذا ما امتلات فاض منها الماء هابطاً الي اسفل مكوناً المساقط المائيه. ولكي يمكن استغلال طاقه الوضع المكتسبه في كميات الماء الهائله المخزونه في هذه البحيرات، توضع بوابات عند مخارج هذه البحيرات بحيث يمكن عن طريقها التحكم في معدل سقوط الماء.

وطاقه الوضع تساوي وزن الماء المخزون في البحيره مضروبا في ارتفاع البحيره عن النقطه التي ستستغل عندها هذه الطاقه. وعند اندفاع الماء المخزون في البحيره الي اسفل تتحول طاقه الوضع الي طاقه حركه، فاذا ما سقطت علي توربين متصل بمولد كهرباء تتحول طاقه الحركه هذه الي طاقه ميكانيكيه تدير التوربين وتولد الكهرباء، وكفاءه توليد الطاقه الكهربائيه من المساقط المائيه تصل الي 85% وهي اعلي من كفاءه توليد الكهرباء بواسطه المحطات الحراريه.

وقد اخذت دول كثيره في انشاء السدود عند منافذ البحيرات المرتفعه وفي مناطق الشلالات. وفي البلاد التي بها انهار يمكن بناء السدود والخزانات الكبيره علي مجاري هذه الانهار، واستخدام ارتفاع منسوب المياه وراء السد في اداره التوربينات لتوليد الكهرباء. كما هو الحال عند السد العالي المقام علي بحيره ناصر في اسوان في مصر وينتج سنوياً 8663 جيجا وات ساعه.

ومن ميزات استخدام محطات توليد الطاقه الكهربيه المائيه انها لا تحدث تلوثاً للبيئه ؛ رإس إلمال المنفق يتمثل في بناء السد او الخزان وهذا يفيد في تنظيم الري الي جانب توليد الكهرباء ؛ كفاءه توليد الكهرباء من الطاقه المائيه عاليه تصل الي 85 % ، بينما في المحطات الحراريه لا يتعدي 40 % ومن الخلايا الشمسيه 15 % ؛ لا تحتاج الي تكاليف عاليه للصيانه ، الي جانب ان التوربينات المائيه سهله التركيب والتشغيل .

طاقه المد والجزر: وتعتبر طاقه المد والجزر من مصادر الطاقه الميكانيكيه في الطبيعه ، وهذه الظاهره تنشا عن التجاذب بين الارض والقمر، ويكون تاثير قوي التجاذب كبير في المنطقه التي يتعامد عليها القمر علي سطح الارض، ولا يتاثر سطح اليابس بهذه القوه بينما يتاثر سطح الماء. وفي المحيطات ينبعج الماء الي اعلي وينجذب كذلك مركز الارض في اتجاه القمر مما يسبب مداً اخر في المنطقه المقابله من الارض.

واول من قدم تفسيراً عملياً لهذه الظاهره هو عالم الفلك الالماني "جوهانس كبلر" حيث ربط بين حركات الماء في ارتفاعها وانخفاضها وبين اوضاع كل من الشمس والقمر.

ثم جاء العالم البريطاني "اسحاق نيوتن" ووضع قوانينه الخاصه عن الجاذبيه بين مختلف الاجسام، وبذلك وضع الاساس الذي تقوم عليه النظريه الحديثه التي تفسر ظاهره المد والجزر. ونظراً لحركه الارض حول نفسها مره كل 24 ساعه، وان جذب القمر يحدث مداً في نقطتين متقابلتين علي سطح الارض في ان واحد، فان الفترة الزمنية بين كل مدين متتاليتين هو 12 ساعه.

وتظهر ظاهره المد بوضوح في بعض الخلجان بالمحيطات ، وفي بعض المناطق يصل ارتفاع الماء اثناء المد الي 15 متراً حيث يمكن استغلال هذه الظاهره مصدراً لتوليد الطاقه الكهربائيه.

وتستخدم طاقه المد في توليد الكهرباء عن طريق بناء سد عند مدخل الخليج الذي يتمتع بفرق كبير في منسوب الماء بين المد والجزر، وتوضع توربينات توليد الكهرباء عند بوابه هذا السد. ففي فتره المد يرتفع منسوب الماء في المحيط امام بوابات السد فتفتح البوابات شيئاً فشيئاً ويدخل الماء من المنسوب المرتفع خارج الخليج الي المنسوب المنخفض داخله فيدير توربينات توليد الكهرباء وتغلق البوابات بعد ذلك.

وعندما ينحصر المد وينخفض منسوب المياه في المحيط امام السد تفتح البوابات شيئاً فشيئاً فيندفع الماء من المنسوب المرتفع داخل الخليج الي المنسوب المنخفض في المحيط فيدير توربينات الكهرباء بما فيه من طاقه وضع وقد تحولت الي طاقه حركه.

وتغلق البوابات بعد ذلك حتي يبدا المد مره اخري بعد 12 ساعه فتعود الدوره من جديد ، لذلك هناك 4 دورات لتوليد الكهرباء في اليوم الواحد ، 2 اثناء المد ودخول الماء من المحيط الي داخل الخليج، و2 اثناء الجزر وخروج الماء من الخليج الي المحيط.

وقد انشات بعض الدول محطات كهربائيه تعمل بطاقه المد والجزر مثل فرنسا. وفي الولايات المتحده الامريكيه محطه قرب شاطئ بريتاني عند مدخل نهر رانس قدرتها 240 ميجاوات، وهناك خطه لاستغلال طاقه المد والجزر في توفير 1% من احتياجاتها في الطاقه، وهناك مشروع اخر تحت الدراسه يزمع اقامته علي الشواطئ الغربيه لنوفاسكوتشيا حيث يبلغ ارتفاع موجه المد نحو 8.7 متر عند دخولها نهر انابوليس ، وعند خروج المياه الي البحر اثناء الجزر تدفع توربينات يتوقع لها ان تولد نحو 20 ميجاوات.

كذلك بني الاتحاد السوفيتي سابقا ً، محطه مشابهه علي مدخل نهر كميلسايا لا تزيد قدرتها علي توليد اكثر من 400 كيلو وات.

الطاقه الغازيه: ويعد غاز الهيدروجين علي راس قائمه انواع الوقود التي يمكن استخدامها بعد ان تستنفذ انواع الوقود التقليديه، اذ انه من اكثر الغازات وفره في هذا الكون وهو يمثل الماده الخام بقلب كل النجوم، ورغم وفرته في قلب النجوم وفي الفراغ الواقع بين المجرات، الا ان الغلاف الجوي للارض لا يتوافر به غاز الهيدروجين الحر الطليق.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل