المحتوى الرئيسى

المواطن مصري والكرباج سوداني | المصري اليوم

01/10 21:57

لكل بلدِ تذكار يميزه ويشتهر به، فحين تزور روسيا مثلاً سوف تشترى تمثال «الماتريوشكا» (وهى دمية خشبية تتضمن داخلها عدة دمى أخرى بأحجام متناقصة، بحيث إن الأكبر يكون محتوياً للأصغر). وحين تمر على الدنمارك ستقتنى تمثال عروس البحر (مبتكرها هو الكاتب الدنماركى الشهير هانز كريستيان أندرسن). وإذا اتجهت شمالاً إلى السويد ستعود بتمثال محارب فايكنج لطيف (تلك الحضارة استمرت ثلاثة قرون فى هذه البقعة من الأرض). وحتى فى البلد الواحد، تتباين التذكارات باختلاف المنطقة، ففى مصر مثلاً سيشترى زائرو مطروح «اللب»، بينما يقتنى ضيوف طنطا «الحلاوة»، وهكذا (الكثير من التذكارات فى بلداننا استهلاكية تؤكل وليست أيقونية يمكن الاحتفاظ بها، ولكن هذا موضوع آخر). وبعض البلاد تشتهر بأدوات مزدوجة الاستخدام، مثل الخنجر العمانى أو السيف السعودى أو الكرباج السودانى، والأخير كان بطلاً لواقعة درامية مؤلمة، ومع ذلك فليس كل الكرابيج كذلك، فهناك كرابيج حلوة الطعم مثل «كرابيج حلب» وهى حلويات سورية تشبه بلح الشام، وهناك كرابيج أخرى تُدخل البهجة على الناس مثل «أنطوان كرباج» الممثل المسرحى اللبنانى القدير والموهوب. المهم، أوائل الشهر كان المواطن المصرى «سامح محمد حافظ»، وهو صاحب شركة تنظيم معارض، فى زيارة للسودان لتنظيم معرض بمناسبة عيد الاستقلال هناك، وحين انتهت زيارته قام صديقه السودانى بإهدائه كرباجاً سودانياً وكمية من الشطة السودانى كتذكار، فقرر الرجل- أستغفر الله العظيم- أن يقبل الهدية ومن هنا بدأت الدراما.

انطلقت وقائع المأساة، أو النكتة، أثناء تفتيش رجال الجمارك بالقاهرة للحقيبة، اعترضوا على وجود الكرباج وتم إيقاف صاحب الحقيبة واستدعاء خبير المفرقعات (لا تتعجب أنها الحقيقة!)، قام الخبير بالكشف على الكرباج فلم يجد بالطبع ما يبحث عنه، فتم تحرير محضر حيازة سلاح أبيض! وتحويل الكرباج وصاحبه لمكتب الأمن الوطنى بالمطار، وهناك استمعوا لأقواله ثم قاموا بتحويله إلى المباحث الجنائية بالمطار وهناك استمعوا لأقواله مرة أخرى ثم تم تحويله إلى النيابة بتهمة حيازة سلاح أبيض! فقامت تلك الأخيرة بإيقاف المهزلة بالإفراج عنه بضمان محل الإقامة، ولم يتم توجيه أى اتهام له. هذه الرحلة الهزلية استمرت من العاشرة مساء حتى الرابعة عصراً! ست عشرة ساعة من الكوميديا السوداء. أعتقد أن الرجل عرف بعدها معنى قول صلاح جاهين: «كرباج سعادة وقلبى منه انجلد».

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل