المحتوى الرئيسى

هجوم باريس وانعكاساته الأمنية على ألمانيا

01/10 12:54

ربما يكون امرا عاديا وانسانيا ان ينتشر في ربوع المانيا شعور بعدم الامان بعد الهجوم المسلح علي الصحيفه الفرنسيه الساخره "شارلي ايبدو" وما اعقبه من غضب وحزن بسبب الضحايا الذين سقطوا فيه. وهو ما دفع صحف المانيه لزياده الحراسه علي مبانيها، لاسيما الصحف والمجلات التي نشرت في الماضي رسومات لشارلي ابيدو.

سياره شرطه تحرس مؤسسه أكسل شبرنغر الاعلاميه في برلين.

وفقا لاجهزه الامن الالمانيه فانه لم يطرا تغيير علي الترتيبات الامنيه بعد ذلك الحادث الارهابي لان الوضع الامني لا زال مصنفا بانه "شديد الخطوره"، وهو ما يعني امكانيه حدوث هجمات ارهابيه علي الاراضي الالمانيه، بالرغم من انه لا توجد ادله علي خطط محدده لشن هجمات علي امكنه معينه.

"اندرياس ارمبورست" المختص بعلم الاجرام من جامعه ليدز يؤكد في حديث له مع DW انه "من الصعب ايجاد حمايه كامله لمنع تكرار ما حدث في باريس، اذ انه مادام وجد الارهابيون، الذين هم علي استعداد للقيام بهذا العمل، فان الخطر سيظل قائما وسوف يجدون منفذا للقيام بهجماتهم.

وحتي الان لم تشهد المانيا عملا ارهابيا اوقع قتلي الا عملا واحدا فقط، هو حادثه اطلاق النار في مطار فرانكفورت، في مارس 2011. اذا قام شخص اصوله من كوسوفو باطلاق الرصاص علي جنود امريكيين في المطار، فقتل اثنين منهم. مع العلم بانه كانت هناك في المانيا محاولات للقيام باعمال ارهابيه، الا انها اما فشلت او تم احباطها. ومع ذلك فان الخطر لا زال قائما خاصه مع الارتفاع الكبير في اعداد السلفيين في المانيا، الذين تضاعفت اعدادهم في السنوات الثلاثه الاخيره لتشير تقديرات الي انهم اصبحوا اليوم سبعه الاف سلفي، اخطرهم بصفه خاصه هم العائدون من سوريا والعراق.

د. بيتر نويمان خبير وباحث في شؤون التطرف بالكليه الملكيه في لندن

وطبقا للاعداد الرسميه، فان هنالك حوالي 600 جهادي الماني، ذهبوا للقتال في مناطق ما يعرف بـ "الدوله الاسلاميه". لكن بعض المراقبين يعتبرون ان هذا عدد ضئيل ويرجحون ان العدد الحقيقي اكبر من ذلك، كما هو الحال مع "احمد منصور" الخبير في علم النفس وفي شئون الاسلام، والذي يرجح "وجود حوالي 1500 حتي 2000 جهادي الماني في الحرب الاهليه الدائره في سوريا." وطبقا للترجيحات الامنيه فان عدد العائدين منهم الي الاراضي الالمانيه يقدر بـ180 شخصا .

العائدون من سوريا ثلاثه اصناف

ويصنف الخبير والباحث في شؤون التطرف بالكليه الملكيه في لندن "بيتر نويمان" هؤلاء الجهاديين العائدين الي الاراضي الالمانيه، الي ثلاث مجموعات مختلفه يجب ان تلقي كل مجموعه منهم تعاملا مختلفا. ووفقا لنويمان فان المجموعه الاولي هي مجموعه "الخطرين" ونسبتهم بين العائدين هي حوالي 10 بالمئه. وهؤلاء "يشكلون خطرا حقيقيا علي المانيا وذلك لاستعداهم في ان ينخرطوا في اعمال ارهابيه ويجب علي الدوله ان تلاحقهم قضائيا وتدخلهم السجون وان تحمي المجتمع من اخطارهم".

اما المجموعه الثانيه فهم "من اصيبوا بصدمه" وبعضهم اصيب باضطرابات نفسيه ايضا. وينصح نويمان في حديثه مع DW بتوفير العلاج النفسي لهؤلاء سواء عن طريق رعايتهم نفسيا او حتي وضعهم في مستشفيات. اما المجموعه الثالثه فهم الذين اصيبوا باحباط، وخيبه امل مما شاهدوه علي ارض الواقع في سوريا والعراق، وعادوا بعدها الي المانيا.

احد الاخوين كواشي ـ اللذين قاما بالهجوم المسلح علي الصحيفه الفرنسيهـ كان ناشطا في تجنيد الجهاديين الذاهبين للعراق وحوكم بالسجن ثلاث سنوات، مكث منها 18 شهرا، الا انه ظل متشبثا بافكاره المتطرفه. ويؤكد "رافايلو بانتوتشي" الخبير الامني من لندن ان "السقوط في فخ التطرف في السجن هو امر خطير ووارد، حيث يحدث ان يسجن اناس ويلتقون في السجن مع متطرفين ينقلون اليهم افكارهم ومعتقداتهم المتطرفه".

الاخوان كواشي منفذا الهجوم المسلح علي صحيفه شارلي ايبدو الفرنسيه

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل