المحتوى الرئيسى

ملف الصحراء الغربية، إلى أين؟ (2/2)

01/09 17:46

قدمنا في الجزء الاول من هذا المقال صوره موجزه عن الصحراء الغربية بين التاريخ والجغرافيا ناهيك عن تعداد اقطاب الصراع الصحراوي . وفي هذا الجزء، نلقي الضوء علي مراحل الصراع في بعديه المسلح والدبلوماسي منذ اندلاعه الي يومنا هذا.

تنويه: لطبيعه المقال الموجزه ، لا يمكن ان ناتي علي كل التفاصيل التاريخيه ، وبالتالي سنكتفي بالاحداث الكبري التي قد تساعد غير المختص في تكوين ادراك عام حول هذه القضيه ، وستكون لهذه التوطئه ما يليها بهدف التمكن من باقي التفاصيل.

امتدّت فتره الصّراع المُسلّح في الصّحراء الغربيّه من سنه 1975 اثر توقيع اتّفاقيّه مدريد بين اسبانيا وموريتانيا والمغرب الي سنه 1988 سنه التوقيع علي اتّفاق المبادئ بين المغرب و البوليساريو.

13 سنه من الصّراع المُسلّح حرّكتها مصالح الدّول الاستعماريّه (اسبانيا و فرنسا) , انطلقت بدخول المغرب و موريتانيا لارض الصّحراء بهدف احكام السّيطره عليها فسادت لغه الرّصاص و قصف المدافع خاصّه و البلدين يواجهان جيشا غير نظامي اذاق دوله عُظمي (مثل اسبانيا) الويلات في سنوات الحرب علي المُستعمر.

جُغرافيّا , دارت اغلب المعارك في الجزء الموريتاني من الصّحراء اذ اعتمدت الاستراتيجيّه العسكريّه لجيش التحرير علي ضرب الحلقه الاضعف في الحلف الموريتاني المغربي  خاصه عبر بتنفيذ هجمات في نواكشوط علي مرّتين , و هو ما ادّي تباعا الي دفع الجيش الموريتاني الي الانقلاب علي نظام الحكم وقتها ثُمّ الانسحاب من الصّحراء سنه 1979.

بالاضافه لصراع البوليساريو مع موريتانيا الذي انتهي بانسحاب الاخيره , دارت معارك علي الجبهه المغربيّه مع جيش المملكه خاصّه في مناطق السماره، طانطان، بوكراع وبيرنزران. معارك لضراوتها دفعت المغرب الي بناء حائط عازل لحمايه المثلّث المُفيد "المثلث المفيد" (السماره-العيون-بوجدور) من هجمات البوليزاريو مُؤمّنا بذلك المناطق الصّحراويّه الغنيّه بالفوسفاط و المدن الصّحراويّه الكبري و الاساسيّه .

معارك لم يقدر فيها اي طرف علي حسم الصّراع لفائدته و هو ما دفع جميع الاطراف الي البحث عن الحلّ السّياسي ما اشّر لانطلاق فتره اخري من الصّراع الدّبلوماسي بين اقطاب الصّراع الصّحراوي.

وهي مرحله انطلقت من وقت انتهي الصّراع المُسلّح اي سنه 1988, و هي مرحله تغيّرت فيها "الاسلحه" كما تغيّر فيها مشهد التّحالفات ايضا خاصّه بعد خروج موريتانيا من المعادله و انشغال الجزائر بهمّها الدّاخلي في علاقه بازمه الارهاب و ايضا تصاعد التّوتّر الحدودي بين المغرب و اسبانيا، مشهد عامّ تنضاف اليه نتائج حرب الاستنزاف التي تواصلت لاكثر من عقد من الزّمن ليتشكّل وعي عام لدي المُتخاصمين بضروره التّسويه و البحث عن حلّ سلمي.

اوّل المُؤسّسات الدّوليّه التي تناولت هذا الموضوع هي مُنظّمه الوحده الافريقيّه (هيئه اقليميّه) التي بادرت بمُحاوله ايجاد حلّ لهذه الازمه خاصّه في مؤتمرها التّاسع عشر سنه 1983 في اديس ابابا , الّا انّها افشلت  مُبادرتها بالتّسرُّع في الاعتراف بالجمهوريّه العربيّه الصّحراويّه رغم عدم نُضج الموضوع و هوما دفع المغرب الي الانسحاب منها سنه 1984 مُعلنا عجز الهيئه القارّيّه عن التّعاطي مع هذا الملف.

الجهود الدّوليّه تواصلت بدخول الامم علي الخطّ بعد عقد كامل من الاحتراب , و مضت في مجموعه من الاجراءات و المُشاورات (خاصه لقاءات مانهاتن) التي افضت الي 3 توجّهات كُبري :

تعود فكره الاستفتاء الي القرار 40/50الذي اتخذته الجمعيّه العامّه للامم المُتّحده في ديسمبر / كانون الاوّل الذي ينُصّ علي تكليف الامين العام للمنظّمه (خافيير ديكويلار ) بايجاد حلّ يرضي الطّرفين المُتنازعين فاقترح الاستفتاء سنه 1988 و قد لاقي قبولا اوّليّا بان تمّ الاتّفاق علي وقف اطلاق النّار بشكل كلّي منذ سبتمبر / ايلول 1991 ثم بتشكيل بعثه امميّه تسهر علي تنظيم الاستفتاء اطلق عليها اختصارا "المينورسو" الا ان هذا المسار انتهي الي طريق مسدود بالغاء تاريخ الاستفتاء المُعزم تنظيمه في 6 ديسمبر/ كانون الاول 1998.  بعد عدم الاتّفاق علي سجلّ المُشاركين فيه.

بعد الفشل الذي وصلت اليه مُبادره الاستفتاء , اصدر مجلس الامن القرار رقم 1309 في 25 يوليو/تموز لسنه 2000 بناء علي مُبادره امريكيّه فرنسيّه تقضي بمنح الاقاليم الصّحراويّه حُكما ذاتيّا مُوسّعا مع البقاء تحت الحكم المغربي لمدّه 5 سنوات ثُمّ يتم تنظيم استقتاء 1988 (المذكور اعلاه)

ويقترح مشروع "الاتفاق الثالث" ان تكون الجزائر وموريتانيا بمثابه شاهدتين عليه وفرنسا والولايات المتحده بمثابه ضامنتين لتعزيز التسويه وتنفيذ الاتفاق. وقد قبل المغرب الحل الثالث ورفضته البوليساريو والجزائر.

ينُصّ اقتراح التٌّقسيم علي منح المغرب اقليم السّاقيه الحمراء (⅔ الصّحراء) و ترك اقليم وادي الذّهب (⅓ الصحراء) للبوليساريو اين يثقيم دولته المُستقلّه و هواقتراح لم يُلاقي قبول الطّرفين.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل