المحتوى الرئيسى

المخرجة أسماء البكري.. رحيل حفيدة ''الباشا والشيخ''!

01/09 11:39

ضجه داخل استديو التصوير بمدينه السينما، حركه مستمره من العمال والفنيين استعدادا لبدء تصوير احد مشاهد فيلم ''عودة الابن الضال'' في عام 1976، قبل ان يظهر المخرج ''يوسف شاهين'' يُتمم علي جاهزيه العمل، بينما تقف جانبه ''اسماء البكري'' فتاه عشرينيه، لا تفارقه اينما حَل، ترافقه كظله، تَنصِت لملحوظاته، تُنفذ تعليماته، تَشرب من خبرته في صَنعه السينما وتفاصيلها السحريه، ظلت علي نَفس الدرب عده سنوات تعمل كمساعده لـ ''جو'' -كما يُطلق عليه من اصدقائه- قبل ان تخوض تجربتها في عالم السينما كمخرجه واعده.

قبل ذلك بعده سنوات كانت اسماء تشق طريقها بعيدا عن عالم السينما، فحفيده الشيخ ''البكري'' و''حبيب باشا'' صاحب قصر ''السكاكيني'' بمنطقه الظاهر بالقاهره، اتمت تعليمها الاساسي، والتحقت بكليه اداب جماعه عين شمس، وتخرجت من قسم اللغه الفرنسيه في عام 1970، ولم يظهر لها اي تواجد سينمائي خلال هذه الفتره حتي عام 1973 عندما التحقت بشركه افلام مصر العالميه بعد عام من تاسيسها علي يد المخرج ''يوسف شاهين''.

عملت المخرجه الكبيره كمساعد مخرج لـ ''جو'' في العديد من الافلام ابرزها كما ذكرنا سابقا ''عوده الابن الضال'' و''وداعا بونابارت'' و''حدوته مصريه''، تحمس لها ''شاهين'' فانتج لها اول افلامها عن روايه لـ ''البير قصيري'' التي تجري حول تحقيق في جريمه قتل وقعت داخل احد بيوت الدعاره في القاهره عام 1945 خلال الايام الاخيره من الحرب العالميه الثانيه.

لـ ''اسماء البكري'' عملين اخرين في السينما، هما ''كونشيرتو في درب سعاده'' في عام 1998 بطوله نجلاء فتحي وصلاح السعدني، وفيلم ''العنف والسخريه'' عن روايه لـ ''قصيري'' في 2003 لم يلقَ حظا واسعا عند عرضه التجاري، فضلا عن 14 فيلما قصير ووثائقي.

يبدو ان المخرجه المُحبه للسينما كان لديها ولع واضح بتحويل الروايات لافلام، فعلتها مرتين مع الروائي ''البير قصيري''، واختارت روايه ''خالتي صفيه والدير'' لـ ''بهاء طاهر'' لتحويلها الي عمل سينمائي جديد من اخراجها، ساعدها في السيناريو المؤلف ''ناصر عبدالرحمن'' وانتهي من كتابته عام 2004، لكنها لم تنجح في اقناع شركه انتاج بتحمل نفقات مشروعها الجديد.

اختياراتها دائما كانت مختلفه عن نمط الانتاج السائد، لذا لم تُحقق ما في جعبتها من مشاريع، منها ما كانت تحلم به ''اسماء البكري'' بتقديم اوبرا عالميه بتناول بصري شديد الخصوصيه المصريه علي المسرح، عن الفلاحين والصعايده والنوبيين.

بعيدا عن الفن تُعرف ''اسماء'' التي رحلت عن عالمنا يوم الثلاثاء الماضي اثر تعرضها لازمه قلبيه، بانسانيتها المفرطه الظاهره في تعاملاتها مع اسرتها واصدقائها، فضلا عن اشتهار منزلها بشبرا منت بانه ملاذا امنًا للحيوانات الضاله، تعتني بهم، تطعمهم وتسقيهم، حتي ان المخرج امير رمسيس قال عن بيتها ''اشبه بسفينه نوح'' لكثره الحيوانات التي تؤويهم.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل