المحتوى الرئيسى

في ذكرى افتتاحها.. الأمم المتحدة تفشل في تضميد جراح العالم

01/09 11:23

تاسست منظمه الامم المتحده بتاريخ 24 اكتوبر 1945 في مدينه سان فرانسيسكو بكاليفورنيا الامريكيه، وذلك بعد فشل منظمه "عصبة الأمم" في القيام بمهامها بعد قيام الحرب العالمية الثانية، ما ادي الي نشوء الامم المتحده بعد انتصار الحلفاء وتم الغاؤها.

تاسست عصبه الامم في اكتوبر 1918 بالمملكه المتحدة، بهدف تعزيز العداله الدوليه والامن الجماعي والسلام الدائم بين الامم.

وتولي تاسيسها القوي العظمي كجزء من معاهدات باريس للسلام والتسويه الدوليه التي اعقبت الحرب العالمية الأولي، وكان انشاء الجمعية العمومية للأمم المتحدة المبدا النهائي من المبادئ الاربعه عشر الخاصه بالرئيس وودر ويسلسون.

وادي فشل عصبه الامم في ضمان الامن الجماعي خلال الازمات الدوليه التي شهدتها فتره عشرينيات القرن العشرين وثلاثينيات القرن العشرين، والمتمثله في الصراعات البارزه مثل منشوريا والغزو الايطالي علي اثيويبا، والحرب الأهلية الأسبانية، والغزو الروسي علي فنلندا الي اضعاف ثقه العامه في العصبه ومبادئها.

وعلاوهً علي حالات انسحاب الدول الرئيسيه واستبعادها وطردها من مداولات العصبه، رفضت الولايات المتحده الانضمام وغادرتها المانيا واليابان عام 1933، وانضمت ايطاليا عام 1937، وطُرد الاتحاد السوفيتي عام 1939، اسهم ذلك في اظهار القيود المفروضه علي الامن الجماعي في غياب المشاركه الكامله والنشطه لجميع القوي.

وكان من السهل معرفه ضروره التوصل الي تسويه جديده بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه، وفي عام 1948 تاسست رابطه الامم المتحده لتعزيز عمل منظمه الامم المتحده، التي تاسست عام 1945 عقب مؤتمر دومبارتون اوكس المنعقد في العام السابق.

وادي ذلك الي تحويل عصبه اتحاد الامم منظمتها وعضويتها بالكامل الي رابطه الامم المتحده، ومع ذلك، وفقًا لاحكام ميثاقها الملكي، كانت عصبه اتحاد الامم قادره علي الاستمرار حتي منتصف سبعينيات القرن العشرين بقدره محدوده، لمعالجه الوصايا واداره عمليات دفع المعاشات للموظفين السابقين.

ويبني نظام الامم المتحده علي سته اجهزه رئيسيه، وتسمي "منظومة الأمم المتحدة" وهي:

في 25 ابريل سنه 1945، عقد مؤتمر الامم المتحده بحضور منظمات وهيئات عالميه في مدينه سان فرانسيسكو، وبالاضافه الي الحكومات فان عده منظمات غير حكوميه مثل نوادي الاسود الدوليه دعيت للمساعده في صياغه الدستور.

ووقع علي الدستور 50 دوله بعد شهرين وبالتحديد في 26 يونيو في بولندا، لتكون حصيله الموقعين علي الدستور 51 بلدا.

وظهرت الامم المتحده الي الوجود في 26 اكتوبر 1945، بعد تصديق الدستور من قبل الاعضاء الدائمين الخمسه في مجلس الامن ،وهم جمهوريه الصين وفرنسا والاتحاد السوفيتي والمملكه المتحده والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي ديسمبر سنه 1945، طلب مجلس الشيوخ والكونجرس بالاجماع من الامم المتحده ان يكون مقرها الرئيسي الولايات المتحده، وقبلت الامم المتحده الطلب وتم بناء المقر في مدينه نيويورك بين سنتي 1949 و1950 بجانب النهر الشرقي علي ارض اشتريت بـ8.5 مليون دولار تبرعًا من الابن جون دي روكيفيلر.

وفتح مقر الأمم المتحده رسميًّا في 9 يناير عام 1951، ضمن اتفاقيه خاصه مع الولايات المتحده الامريكيه منحت بعض الامتيازات والحصانات الدبلوماسيه.

وبينما يقع المقر الرئيسي للامم المتحده في مدينه نيويورك، فان للامين العام بان كي مون مكاتب فرعيه واقعه في جنيف بسويسرا، ولاهاي في هولندا، وفينا في النمسا، ونيروبي في كينيا، فيما تنتشر الوكالات والهيئات التابعه لنظام الامم المتحده بمواقع مختلفه من العالم.

وفي 25 اكتوبر، صادقت الجمعيه العامه التابعه للامم المتحده علي القرار 2758، الذي ينص علي استبدال حكومه جمهوريه الصين بحكومه جمهوريه الصين الشعبيه كالحاكم القانوني والممثل الشرعي للصين في الامم المتحده، وكاحد الاعضاء الخمسه الدائمين في مجلس الامن.

كان يملك مؤسسو الامم المتحده امالًا كبيره في منع النزاعات بين الدول وجعل الحروب المستقبليه مستحيله، تلك الامال التي من الواضح جدًّا انهم لم يستطيعوا تحقيقها بعد.

وقد جعل انقسام العالم من عام 1947 الي سنه 1991 الي معسكرات عدائيه اثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي هذا الشيء مستحيلًا، وبعد انتهاء الحرب البارده كانت هناك عده دعوات لمنظمه الامم المتحده لتكون الوكاله العالميه لانجاز السلام والتعاون العالمي.

واثار ارتفاع الولايات المتحده في السنين الاخيره الي موقع الهيمنه العالميه، الشكوك حول دور وتاثير الامم المتحده.

الا انه وبعد 70 عامًا يظهر جليًّا فشل الامم المتحده حتي الان في تسويه الازمه السوريه المستمره منذ اكثر من اربعه اعوام، اضافه الي القضيه الفلسطينيه التي تعبر بشكل صارخ عن تضارب المصالح الدوليه منذ اكثر من 65 عامًا، مع نشوء دولة إسرائيل وعدم تنفيذ قرارات الامم المتحده بشان حل تلك القضيه بشكل عادل يضمن حقوق اللاجئين الفلسطينيين.

وياتي الاخفاق الاخر بفشل عقوبات الامم المتحده المتصاعده لست سنوات في وقف برنامج طهران النووي، وازدياد احتمالات التدخل العسكري من طرف واحد، في حين تخطو ايران بخطي ثابته نحو تحقيق ما تصبو اليه، في ظل ازدواجيه المعايير في منطقه الشرق الاوسط بعد غض الطرف عن اسرائيل الدوله النوويه في الشرق الاوسط منذ الستينيات.

وكان الامين العام السابق للامم المتحده كوفي عنان، قدم في مذكراته الموسومه بعنوان "تدخلات"، "سردًا فاضحًا لبعض اخطاء الامم المتحده خلال عمله الذي استمر لعقود مع المنظمه، خاصه في مجال مهمات حفظ السلام في التسعينيات في الصومال ورواندا والبوسنه، التي وصفها عنان جميعها بحالات الفشل الكبري".

ورفضت المملكه العربيه السعوديه مؤخرًا قبول مقعد في مجلس الامن الدولي اعتراضًا علي اليه عمله، وفشله في حل الازمه السوريه وموقفه من القضيه الفلسطينيه.

وتطالب العديد من الدول بضروره حدوث اصلاحات جذريه لهيئة الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها، بحيث يكون لقراراتها المصداقيه بعيدًا عن هيمنه بعض الدول، علي امل ان يكون لهذه المنظمه الدوليه دور اكبر في انهاء ويلات الحروب والمجاعات والسير باتجاه عالم افضل.

ولم تبذل الامم المتحده مزيدًا من الجهد لانهاء العنف في غزه، او لوضع حد للصراعات في سوريا والعراق وجمهوريه افريقيا الوسطي وجنوب السودان وليبيا وافغانستان واوكرانيا.

ويبدو السبب الرئيسي في ذلك ان الامم المتحده هو ان الدول الاعضاء تفتقد التعاون فيما بينها، فالامم المتحده عباره عن كتله من الاجزاء وعندما تعمل هذه الاجزاء ضد بعضها البعض فان النتيجه الحتميه ستكون الجمود والعجز.

ومما فاقم جوانب القصور المؤسسي في الامم المتحده بلا جدال، منح حق النقض "الفيتو" للدول الخمس دائمه العضويه في مجلس الامن، وهي الولايات المتحده وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين.

لكن للاسف، كان هذا هو الثمن الذي كان من الضروري دفعه لضمان مشاركه القوي الكبري بعد فتره الحرب العالميه الثانيه، ولمنح الامم المتحده فرصه للنجاح فيما فشلت فيه عصبه الامم.

وقد استخدمت الولايات المتحده الفيتو 14 مره منذ انتهاء الحرب البارده، بينما لجات اليه روسيا 11 مره، وذلك لحمايه حلفائهما اسرائيل وسوريا.

وخلال الاشهر الاخيره، عادت اجواء الحرب البارده الي قاعه مجلس الامن الدولي، خاصه منذ ضم روسيا لشبه جزيره القرم.

واصبحت قاعه المجلس مليئه بالانتقادات اللاذعه، والمقتطفات الصوتيه الجاهزه مسبقًا، واصبحت في الغالب مكانًا لعرض المظالم وتبادل الاتهامات، اكثر منها للخروج بقرارات دبلوماسيه بناءه.

2015-01-09 11:10:40 | سمر علي

2015-01-09 10:28:21 | مروه ماهر

2015-01-09 09:14:52 | علاء سكر

2015-01-09 07:47:59 | علاء سكر

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل