المحتوى الرئيسى

موسى صبري.. صاحب الخطاب الذي هز الكنيست

01/08 17:46

موسي صبري، روائي وكاتب صحفي، قلمه لا يخشي احدًا، كان سلاحه يكمن في "الكلمه" ليكتب ما يؤمن به، ليس هذا بحسب بل ويدافع عنه الي النهايه، وكان هذا نهجه طوال مسيرته المهنيه في قطار الصحافه التي امتدت قرابه الـ 50 عامًا.

تحل اليوم الذكرى الثالثه والعشرون علي رحيل موسي صبري، الذي ولد عام 1925 بمحافظة اسيوط، حيث حصل علي شهاده التوجيهيه وغادر اسيوط عام 1939 الي القاهره ليلتحق بكليه الحقوق وتخرج فيها عام 1943.

اختار العمل الصحفي، وتقدم للعمل بالاهرام، لكن "انطون الجميل" اعتذر عن عدم السماح له بالعمل بسبب الظروف الاقتصاديه التي مرت بها الصحف المصرية نتيجه الحرب العالمية الثانية.

ولانه يعشق الصحافه لم يياس بل ذهب وقابل مصطفى أمين الذي كتب عنه مقالًا بعنوان "جنايه النبوغ" لان احدًا لا يريد ان يلحقه باي عمل نظرًا لصغر سنه، ثم قابل فكري اباظه فكتب عنه مقالًا بعنوان "ذكاء المرء محسوب عليه"، ونُشر المقالان في مجلتي "الاثنين"، و"المصور".

ولم يكتف بذلك فذهب الي عميد الادب طه حسين، فاعد العميد خطابًا الي صبري ابو علم وزير العدل وقتها وصدر قرار بالفعل بتعيين موسي صبري معاون نيابه واستدعي لحلف اليمين امام النائب العام غير ان حلف اليمين لم يتم لانه اعتُقل بتهمه توزيع "الكتاب الاسود" الذي وضعه مكرم عبيد، وبقي في السجن لمده تسعه شهور.

لكن عشقه واصراره علي تكمله مساره جعله يرسل اخبار المعتقل الي مصطفي امين رئيس تحرير مجله الاثنين وقتها لينشرها، ولكن الرقابه منعت مجله الاثنين من النشر.

بعد خروجه من المعتقل عمل موسي في مجله بلادي التي اصدرها محمود سمعان، ومن هنا حصل موسي صبري علي اول جنيه في حياته مكافاه من محمود سمعان مقابل الحديث الذي اجراه مع السيده نبوية موسي - اول سيده تدير مدرسه في مصر - ثم ترك مجله بلادي، بعد اغتيال احمد ماهر في البرلمان، وقرر العوده الي اسيوط ليبدا حياه جديده.

الا ان العمل الصحفي كان قدره، ففي اليوم الذي قرر يبدا حياه جديده فاز بمكافاه خصصها جلال الدين الحمامصي للقارئ الذي يرسل قصه واقعيه تصلح للنشر وسمح له الحمامصي ان يعمل معه كسكرتير للتحرير في مجله الاسبوع التي اصدرها، وصدر عدد واحد منها بعد تعيين موسي صبري، وابلغه الحمامصي انه اخر عدد من المجله وكانت بمثابه صدمه لموسي،عمل بعد ذلك مع محمد زكي عبد القادر في مجله الفصول.

ثم انتقل عام 1947 للعمل مشرفًا علي الصفحات الادبيه بصحيفه "الاساس" لسان الحزب السعدي، ثم انتقل بعد ذلك الي صحيفه "الزمان" وعمل سكرتيرًا للتحرير في الوقت الذي كان جلال الدين الحمامصي رئيسًا لتحريرها، ولكن بعد ان تولت حكومه الوفد الحكم غيّر "ادجار جلاد" صاحب صحيفه الزمان موقفه من حكومه الوفد وبعد ثلاث سنوات كان موسي صبري ورفاقه خارج الزمان.

في عام 1950 بدا مشواره مع اخبار اليوم وعمل محررًا برلمانيًا، ثم اختاره علي امين ومصطفي امين نائبًا لرئيس تحرير صحيفه الاخبار ثم رئيسًا لتحرير مجله الجيل، ثم رئيسًا لتحرير صحيفه الاخبار.

انتقل موسي صبري بامر من الرئيس جمال عبد الناصر للعمل بصحيفه الجمهوريه ثم عاد مره اخري رئيسًا لتحرير الاخبار، غضب عبد الناصر من موسي صبري بسبب ما كتبه عن قضيه المشير ومحاكمه عباس رضوان وما كتبه في اخر تحقيقه جمله "وما خفي كان اعظم"، فكانت هذه الجمله السبب في اصدار قرار بابعاد موسي صبري عن اخبار اليوم نهائيًا، ويذهب مره اخري الي الجمهوريه بشرط الا يكتب شيئًا باسمه وكان وقتها يكتب مقالين في عمود واحد بعنوان "ادم يصرخ" و"حواء تستغيث".

وافق عبد الناصر علي عوده موسي صبري الي اخبار اليوم، وكان الفضل يرجع الي السادات الذي كان يتولي وقتها مسئوليه الاشراف علي اخبار اليوم، فوقع الاختيار علي موسي صبري ليتولي رئاسه تحرير الاخبار.

بعد خروج مصطفي امين من السجن وعوده علي امين من لندن عام 1974 وتوليه رئاسه مجلس اداره دار اخبار اليوم، قفز موسي صبري الي منصب نائب رئيس مجلس الاداره، ولم تمضِ سوي سنوات قليله حتي اصبح عام 1975 رئيسًا لمجلس اداره دار اخبار اليوم.

ظل محتفظًا بمنصبه كرئيس مجلس اداره دار اخبار اليوم ورئيس لتحرير صحيفه الاخبار طوال فتره حكم السادات وفتره من حكم الرئيس محمد حسني مبارك، الي ان حان موعد خروجه علي المعاش في نهايه عام 1984.

كان يجمع بين موسي صبري والسادات علاقه وطيده للحد ان اطلقت عليه الكنيسه لقب "رجل السادات"، فكان يكتب خطابات السادات، ولعل اهمهم ما القاه في الكنيست عام 1977، في مبادره السادات.

وقد كان موسي صبري مرشح السادات في انتخابات نقابه الصحفيين لكنه لم ينجح بسبب تكتل الصحفيين ضده لانه مرشح السادات.

ومن شده مدحه في السادات، كتب ذات مره مقالا ردا علي احد منتقديه لكونه يغرق في مدح السادات والتملق له تحت عنوان "نعم انني اطبل وازمر".

حصل موسي صبري علي وسام الاستحقاق عام 1985، وترك للقارئ المصري والعربي مكتبه تزخر بالعديد من المؤلفات والمقالات السياسيه والصحفيه والاجتماعيه، فكتب ما يزيد عن الالف مقال.

ومن اهم مقالاته الصحفيه "سلاح البترول العربي في المعركه، لهيب المعركه، الاجيال لن تغفر ولن تنسي يا امريكا، حرب العمر كله، افهموها يا عرب لا تحرير بدون قتال، السلاح المشلول، افيقوا يا عرب".

بالاضافه الي "حب وحريه، المخاطره المحسوبه، اختصار الطريق، الانوار مضاءه، المعجزه لن تتراجع، اللامعقول، لا عوده الي الوراء، قرار في موعده، الحريه للشعب، الاسعار الطوابير والاسعار، القوانين والاسعار، وعن الارهاب ما هذا الارهاب، الحق اقوي من كل ارهاب، الديمقراطيه تضرب الارهاب، مقاومه الارهاب".

وكتب 24 مؤلف سياسي منها "السادات الحقيقه والاسطوره، وثائق حرب اكتوبر، وثائق 15 مايو، 50 عامًا في قطار الصحافه، قصه ملك و4 وزارات، ثوره كوبا، اعترافات كيسنجر، نجوم علي الارض، شيوعيون في كل مكان جزئيين، ثوره مايو في السودان، مخبر صحفي، وراء عشر وزارات".

ومن روايته "الجبان والحب، العاشق الصغير، الحب ايضا يموت، حبيبي اسمه الحب، الصحافه الملعونه، عشاق صاحبه الجلاله".

كما تحولت بعض اعماله الي افلام سينمائيه منها "صانع الحب، غرام صاحبه السمو، دموع صاحبه الجلاله، رحله النسيان،، كفاني يا قلب، المخربون، وحوار الخائنه".

وفي مثل هذا اليوم عام 1992، رحل عن عالمنا عاشق الصحافه الكاتب موسي صبري.

بيرم التونسي.. يصف الجنيه المصري بالـ"صنم"

المجلس البلدي... المحنه التي فجرت موهبه بيرم التونسي

الهروب طريق كارل شبيلتر الي نوبل

يوسف فخر الدين.. مع حبي واشواقي

بالصور.. المشوار الفني لفارس المسرح كرم مطاوع

عمار الشريعي.. غواص في بحر النغم

احمد فؤاد نجم.. ثائر الكلمه

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل