المحتوى الرئيسى

مأرب اليمنية.. تربعت على النفط فأشعلت أطماع المتصارعين

01/07 13:51

موقع محافظه مارب اليمنيه، وتربعها علي العرش النفطي، شرقي البلاد، اوقعها في فخ "اطماع" القوي المتصارعه علي الارض.. فهنا جماعة الحوثي "المتاهبه للاقتحام"، وامامها قبائل المحافظه "المدافعه"، وعلي مراي من الطرفين تقف الدوله رافضه وجود ايه قوه غيرها لحمايه المصالح النفطيه والغازيه. 

فمن جهه، يحذر الحوثيون من محاوله "اسقاط المحافظه في يد التكفيريين والقاعده"، ومن جهه اخري، يتمركز رجال قبائل مارب عند مشارفها، تحسباً لاي هجوم، ومن جهه ثالثه ترفض الدوله وجود ايه ميليشيات مسلحه تحت اي عنوان، وانها مصممه علي وجودها كقوه علي الارض لحمايه مصالحها النفطيه والغازيه.

وفي الخطاب الذي القاه عبد الملك الحوثي، زعيم جماعه "انصار الله" المعروفه اعلامياً بـ"الحوثي"، بمناسبه ذكري المولد النبوي، السبت الماضي، وتعريجه فيه علي الوضع في مارب، اعاد المخاوف ازاء اندلاع صراع مسلّح في المحافظه التي تُعدّ الرافد الاساسي لاقتصاد البلاد.

الحوثي المح في خطابه الي ان مسلحي جماعته لن يقفوا مكتوفي الايدي تجاه ما اسماه "محاوله اسقاط مارب في يد التكفيريين والقاعده، في حال لم تقم الجهات الرسميه بواجباتها".

لكن الرجل اشار الي وجود "حساسيه" للوضع هنا، وهو ما جعل اللجان الشعبيه (مسلحون موالون للحوثي) يترددون في اقتحام المحافظه حتي اليوم، خوفاً من تبعات هذا الاقتحام.

في المقابل، فان قوه التماسك القبلي في مارب حال دون حدوث بسط اي من القوتين سيطرتهما علي الارض، وشكّل تمركز القبائل، وعلي راسها "عبيده"، و"مراد"، و"جهم، و"الجدعان"، مصدات شديده في وجه تغوّل مليشيا الجماعتين (القاعده والحوثي)، وقطع الطريق عليهما، خاصه الحوثي التي من بين مبررات سيطرتها علي المدن هي "حمايتها" في ظل ضعف تواجد الدوله.

ومنذ اشهر يرابط الاف من رجال تلك القبائل علي مشارف المحافظه، وتحديداً في منطقتي "نخلا"، و"السحيْل"، بكامل عتادهم، بدءاً من الاسلحه الرشاشه الخفيفه، وحتي مضادات الطيران، والعيارات الثقيله، تحسباً لاي هجوم، خاصه من قبل جماعه الحوثي المسلحه والمحسوبه علي المذهب الشيعي.

واهل مارب، محسوبون علي المذهب الشافعي (السُّنّي)، وينتشر فيها مدارس دينيه تُحسب بعضها علي جماعه "الاخوان المسلمين"، فيما البعض الاخر يُشرف عليها علماء محسوبون علي المنهج السّلفي، وكلاهما منهجان يتّسمان بالوسطيه والاعتدال، ويحظيان بقبول شعبي واسع، وهو احدي الضمانات، الي جانب تماسك القبيله، في نبذ فكره الطائفيه والصراع علي اساس مذهبي، بحسب مراقبين.

ويقطن مدينه مارب، عاصمه المحافظه، مئات الاسر القادمه من محافظات يمنيه اخري، والمحسوبه في اغلبها علي المذهب السني، ويتشكلون من موظفي الدوله، والتجار، والباعه، فيما توجد اقليه من "الاشراف" او "الساده" وهم اقرب الي المذهب "الزيدي"، وتُوصف "الزيديه" بانها محسوبه علي الشيعه، وهي اقرب  الي السُّنّه.

وعلي مدي تاريخ مارب، لم تشهد المدينه صراعاً بين القبائل "السُّنّيّه"، و"الاشراف"، حيث  تعايشا طوال الفترات الماضيه دون ان يكون بينهما اي تمايز يُذكر وفقاً لانتمائتهم او طبقاتهم الاجتماعيه.

وحين ظهرت جماعه الحوثي لم تجدْ قبولاً لافتاً لدي اشراف مارب، وبدوا حذرين للغايه في التعامل مع ملف الصراع الذي يديره الحوثيون في العديد من محافظات البلاد،  ذلك ان الاحزاب السياسيه استطاعت استقطاب زعماء الاشراف اليها، واصبحوا يتولون مناصب حزبيه عليا في احزاب "سُنّيّه" بينها "التجمع اليمني للإصلاح"، المحسوب علي تيار الاخوان المسلمين، و"المؤتمر الشعبي العام"، حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ذو التوجه الليبرالي.

ومنذ اعلان السلطات اليمنيه الحرب علي ما يسمي "الارهاب"، تقريباً في العام 2001، وسعيها الحثيث للتوعيه بمخاطر وجود القاعده في مناطق القبائل، وما يترتب علي ذلك من تعريض حياه المدنيين للخطر نتيجه استهداف تلك العناصر، سواءً بالطائرات اليمنيه، او بطائرات امريكيه دون طيار، سارعت القبائل الي اعلان وثيقه شامله تُهدر دم كل منتمٍ الي الجماعات الارهابيه، او قاطع طريق، او مخرب للمنشات الحيويه كالنفط والغاز والكهرباء، واعلنت وقوفها الي جانب الدوله للقبض علي هؤلاء، كونهم خارجون عن القانون والاعراف القبليّه التي تجرّم مثل هكذا افعال.

وبدت في الاونه الاخيره، جلياً، محاولات للحوثيين، بعقد تحالفات مع بعض رموز القبائل في مارب، خاصه المحسوبين علي نظام الرئيس السابق، والتي باءت بالفشل، لادراك الجميع علي ما يبدو بـ"خطوره مواجهه القبائل او نشوب صراع في داخلها علي خلفيه مسانده الحوثيين وتسهيل مهمه دخولهم الي مارب" بحسب مراسل الاناضول، واستناداً الي امتناع معظم زعماء القبائل عن التوقيع علي وثيقه تسمح للحوثيين بدخول المحافظه.

وفي تصريح صحفي، حذر محافظ مارب، سلطان العرداه، من تعرض المصالح الحيويه في البلاد للخطر بسبب مساعي جماعه "انصار الله"  لـ"زعزعه امن واستقرار المحافظه التي تنتج اكثر من 70 في المائه من النفط والغاز للبلاد".

وقال العراده، وهو زعيم قبلي من ابناء المحافظه، ان "مارب ترتبط بحياه المواطنين اليوميه، وعندما تتعرض هذه المصالح (النفط والغاز) لاي اعتداء فان تاثيرها يعم البلاد كلها"، داعياً جماعه الحوثي الي "ايجاد الامن في المحافظات التي سيطروا عليها قبل ان يتحدثوا عن امن مارب".

واشار الي "ان ابناء المحافظه والسلطه المحليه يرفضون وجود ايه ميليشيات مسلحه تحت اي عنوان، وانهم مصممون علي منع وجود اي قوه غير قوه الدوله لحمايه المصالح النفطيه والغازيه".

هذا الحديث الواضح، من مسؤول في الدوله، الي جانب كونه زعيماً قبلياً، يكشف مدي جديّه الجانب الرسمي، في التعامل مع ملف الصراع في مارب، وان الجيش ربما لن يترك فرصه للحوثيين لاجتياح المحافظه، ذات الاهميه الاقتصاديه الكبيره، لبلد يعاني اصلاً من شحه في الموارد، ويقف اقتصاده علي حافه الهاويه، وفق مؤشرات اقتصاديه حديثه.

وتكمن اهميه محافظه مارب، في وجود حقول النفط بها، ومنها يمتد الانبوب الرئيس لضخ النفط من حقول "صافر" الي ميناء راس عيسي علي البحر الاحمر غربي البلاد، كما يوجد بها انبوب لنقل الغاز المسال الي ميناء بلحاف بمحافظة شبوة (جنوب)، اضافه الي وجود محطة مأرب الغازية التي تمد العاصمه صنعاء وعده مدن يمنيه بالطاقه الكهربائيه، اضافه الي انها تعتبر من اهم المناطق الزراعيه.

فكل هذه الميّزات، جعلت من مارب، محط انظار الكثير من القوي المتصارعه في البلاد، وعلي راسها جماعه "انصار الله"، وتنظيم "انصار الشريعه" فرع تنظيم القاعده في اليمن.

ثالوث البرد والسياسه والاستيراد.. يضرب ارض الملكه بلقيش

اليمن.. صراع النفط يحتدم في مارب

اليمن.. القبائل تهدد بتفجير انابيب النفط

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل