المحتوى الرئيسى

بعد 29عاماً من وفاته «الوطن» تنفرد بنشر التقرير الطبى لـ«سليمان خاطر»

01/07 10:16

من صفحات التقرير الطبي للجنه الطبيه العسكريه:

تقرير طبي خاص بالرقيب امن مركزي سليمان محمد عبدالحميد:

بناءً علي قرار نيابه السويس العسكريه بايداع الرقيب سليمان محمد عبدالحميد بمستشفي السويس العسكري، قسم الامراض النفسية لفحصه وتقرير مدي مسئوليته عن الجنايه المنسوبه اليه في القضيه رقم 142/ 85 جنايات عسكريه السويس.

قد تشكلت لجنه من الساده:

لواء طبيب/ مصطفي السوداني الريس، مستشار الامراض النفسيه وقائد مستشفي منشيه البكرى العسكري، عميد طبيب/ ايمن عبدالفتاح سلامه، مستشار الامراض النفسيه، عميد طبيب/ محمد عادل فؤاد، مستشار الامراض النفسيه، عميد جامعي/ مصطفي كامل عبدالفتاح، كبير الاخصائيين النفسيين، رئيس وحده علم النفس بمستشفي القوات المسلحه بالمعادي.

قامت اللجنه بفحص المتهم وذلك علي النحو التالي:

اطلعت اللجنه علي نتائج الفحص الطبي وملاحظه المتهم بمستشفي السويس العسكري، وتبين منها سلامه اجهزه الجسم المختلفه بما فيها الجهاز العصبي، وتبين ايضاً ان المتهم لا توجد به علامات مميزه او اصابات ظاهره.

اطلعت اللجنه علي تقرير السيد قائد قوات الأمن المركزي بجنوب سيناء عن سلوك المتهم ويبين التقرير ان المذكور انطوائي ولم يكن يعرض مشاكله علي احد من زملائه، ويبين التقرير ايضاً ان المتهم منضبط ويؤدي ما يطلب منه بصوره جيده وانه تحدث له بعض حالات الاكتئاب الشديد.

اطلعت اللجنه علي تقرير رسم المخ بتاريخ 26/10/ 1985 من مستشفي ق.م بالمعادي عن المذكور والذي ملخصه ان رسم المخ يوحي بوجود بؤره اماميه صدغيه يسري.

اطلعت اللجنه علي تقرير الاختبارات النفسيه التي اجريت للرقيب المذكور، والتي ملخصها ان المذكور يعاني من قلق واكتئاب نفسي ويحتمل ان تكون هناك بدايات لعمليه ذهانيه «عقليه» كرد فعل لشده ما تواجهه الذات من ضغوط في مجال العلاقه بنفسها او بالواقع.

قامت اللجنه بمناظره المذكور اكلينيكياً علي جلسات متعدده وبينت نتائج هذه المناظره تفصيلياً كما يلي:

سليمان محمد عبدالحميد، 25 سنه، اعزب من بلده اكياد مركز فاقوس شرقيه.

الشكوي: لم يشكُ المتهم من اي شكوي مرضيه او نفسيه.

ذكر التقرير بعض مقتطفات من التاريخ الاسري لحياه «سليمان» وانه نشا في اسره فقيره وكان والده يعمل مزارعاً، لم تكن بينه وبين ابيه علاقه عاطفيه قويه، علي عكس علاقته بعمه الذي حزن كثيراً لوفاته.

ارتبط «سليمان» بعلاقه قويه مع امه، كان هو اصغر اخوته، وبرغم ذلك تحمل «سليمان» العبء الاكبر في رعايه امه واحوال الاسره المعيشيه والتصدي للخلافات مع بعض الاعمام الناشئه عن المعيشه والزراعه المشتركه.

فيما ذكر التقرير بعض الجوانب الشخصيه في حياه «سليمان»، فروي التقرير ان طفولته لم تكن سعيده، بل كان يحيطها القلق والخوف، وانه في اثناء الدراسه، كان منعزلاً عن زملائه ويطلقون عليه «السرحان»، كان لا يميل للعنف ولا للرد علي مداعبات اقرانه او عدوانهم عليه، بل كان يميل الي التحمل وكبت مشاعره عن الاخرين.

جُند «سليمان» في 4/10/1982 وانضم الي قوات الامن المركزي بجنوب سيناء في 1/6/1983، وكانت خدمته بسيناء.

الحادث موضوع القضيه: كان الوقت حوالي غروب الشمس او بعد ذلك، عندما راي بعض الاشخاص يتقدمون نحوه، واحس سليمان بالخوف الشديد يتملكه، خصوصاً ان هذه اول مره يتقدم منه اشخاص في غير اوقات النهار. ولجا سليمان الي الكلمات الانجليزيه، التي تعوّد ان يستخدمها لابعاد هؤلاء الغرباء، الذين يقتربون من موقعه، ولكن هذه الكلمات لم تؤدِ هذه المره الي اي نتيجه، وشعر سليمان بالرعب وبدا يفكر في هؤلاء الاشخاص مَن هم وما يمكن ان يحدث منهم ومن يكون وراءهم، وماذا يمكن ان يحدث للوطن اذا تقدموا اكثر من ذلك. ولجا سليمان الي التظاهر بانه سيطلق النار علي هؤلاء الاشخاص حتي يخافوا وينصرفوا ولكنه هو الخائف والمرتعد، وهو يمسك بسلاحه ويتخشب عليه حتي انطلقت طلقه يذكر انه فوجئ بها، حيث وجد ان شخصاً وقع علي الارض والدماء تنزف منه، ويتذكر سليمان انه اذ راي منظر الدم لم يدر ماذا حدث بعد ذلك، حتي وجد نفسه بعد فتره قصيره راقداً في مكان اخر علي الجبل.

يذكر التقرير الطبي للجنه الطبيه العسكريه، خلال الفحص الطبي النفسي، ان الرقيب سليمان نحيل الجسم يبدو وقد فقد بعضاً من وزنه، نظيف الملبس في غير عنايه، وعلي وجهه مسحه حزن ويبدو عليه التوتر الشديد، كلامه عموماً قليل ولا يتكلم الا رداً علي ما يوجه اليه من اسئله، كلامه مترابط ومفهوم واجاباته مباشره وفي اتجاه الموضوع المطلوب الحديث فيه. وهو عموماً متعاون ولم يلاحظ عليه علامات تدعو للشك في صدقه او لجوئه لافتعال اعراض مرضيه. وفي بعض الاحيان تحدث له اثناء الحديث حالات من التخشب، و«البربشه» وصعوبه استدعاء المعاني مع شعور بالياس وانه لا يستطيع الاستمرار في الحديث، وقد يحدث بكاء او نشيج ويكون نبضه في هذه الحاله 120/ دقيقه. واحياناً يمكن حثه وتشجيعه علي التغلب علي هذه الحاله، وقد يكون الاستمرار في المقابله غير مجدٍ ويتعين انهاؤها، ويحدث لهذا السبب صعوبه تامه واستحاله ان يستكمل الحديث في بعض الموضوعات، ويذكر منها علي سبيل المثال الحديث عن بدايه تخوفه من رؤيه الدم «وذلك من خلال الحديث عن حادث وقع امام بيته في بلدته من حوالي عام ونصف العام» وبمواصله فحص المتهم وجد انه يعي الزمان والمكان والاشخاص. ولم تتضح به هلاوس او اضطراب في التفكير.

لخص التقرير حاله «سليمان»، حيث اكد التقرير ان الرقيب سليمان محمد عبدالحميد ليس به مرض عقلي او تخلف او صرع، ويعتبر مسئولاً عن تصرفاته، الا انه يعاني من حاله عصابيه شديده عباره عن خلفيه اكتئابيه مع حالات قلق شديد ورعب ومخاوف مرضيه متعدده خاصه من الظلام ومن رؤيه الدم مع استعداد لحدوث حالات مؤقته من الانفصال عن الواقع الخارجي عند حدوث الانعصابات «الضغوط النفسيه» الشديده.

التقرير الثاني الموقع بختم مستشفي الدكتور جمال ابوالعزائم للصحه النفسيه:

عن حاله الرقيب مجند امن مركزي سليمان محمد خاطر، المتهم في قضيه رقم 142/ 1985 جنايات ع السويس، المنظوره امام المحكمه العسكريه العليا الدائره الخامسه.

بتاريخ 24/11/1985 انا الدكتور جمال ماضي ابوالعزائم، بناء علي طلب الاستاذ محمد عماد الدين السبكي، محامي الدفاع الموكل عن الرقيب مجند امن مركزي سليمان محمد عبدالحميد خاطر المتهم في القضيه عاليه، قمت بالاطلاع علي ملف القضيه رقم 142/85 جنايات عسكريه السويس، واطلعت علي تقرير اللجنه الطبيه العسكريه المشكله من مستشاري القوات المسلحه والخاصه بالكشف علي المتهم المذكور وعلي محضر تحقيقات النيابه واقوال المريض المتهم والشهود.

ورغم انني لم اتمكن من الكشف علي المتهم ومناظرته لاسباب خارجه عن ارادتي وعن اراده دفاع المتهم، فانني ساستعين بتقرير اللجنه الطبيه العسكريه والكشف الذي اجرته.

واود ان انوه بدايه الي انني احيي اللجنه الطبيه العسكريه علي حسن جمعها للمعلومات عن المريض المتهم في القضيه وجهدها المشكور في اداء مهمتها، وعملاً بقول سيدنا عمر رضي الله عنه: «القوي عندي ضعيف حتي اخذ الحق منه، والضعيف عندي قوي حتي اخذ الحق له».

فانني لاحظت ان ملخص الحاله التي خلصت اليها اللجنه تتناقض تناقضاً كاملاً مع كل الحقائق العلميه، ولكل ما جمع عن المريض المتهم المذكور من اعراض مرضيه طويله.

اولاً: لا ادري لماذا اغفلت اللجنه ولم تعلق علي الأمراض العقلية العديده التي اثبتتها في تقريرها في ملخص الحاله.

وكذلك لم تعلق علي التقرير في التشخيص، وهو رسم المخ الكيميائي الذي لا يمكن اغفاله او انكاره، فقد ثبت من هذا التقرير انها لم تعلق علي حقائق رسم المخ الكيميائي التي ظهرت عند المريض المتهم، حيث تاهت الحقائق عن اللجنه، فما السبب وراء ذلك؟

ثانياً: اقر التقرير صراحه في صفحته الاولي البند «2» بوجود بؤره اماميه صدغيه يسري في رسم المخ، وهذا يجيب عن سؤال اساسي: هل كانت الواقعه نوبه صرعيه نفسيه؟

سؤال اخر: ما الاعراض التي تظهر عندما يمرض الفص الصدغي الايسر من المخ؟

دعونا نجمع المراجع العلميه العالميه ونتبين حقيقه ما اصاب هذا الرقيب المتهم من اعراض عصبيه وعقليه، واهم هذه المراجع: كتاب برين للامراض العصبيه، الكتاب العامل للاضطرابات العقليه للعالمين فريدمان وثادوك، الملاحظه السريريه للاضطرابات العقليه مارتن روث.

وتجمع هذه المراجع علي ان صرع الفص الصدغي يعطي الاعراض الاتيه:

نوبات هلاوس بصريه مركبه في شكل اشباح واشخاص مرعبه ومفزعه: وهو ما يحدث منذ فتره مع الرقيب المتهم (انظر صفحه 3 من التقرير الطبي العسكري) حيث ثبت اصابته بالرعب حين راي صور بعض الحمير المتحركه او البراميل الثابته في مكانها وتهيؤه لها علي انها اشخاص يتقدمون منه، والهلاوس هي ابصار بدون وجود المؤثر.

نوبات الاحساس بالخوف والرعب التي تؤدي في بعض الاحيان الي ما يسمي صرع الجري: وهو يحدث من الخوف وهو نوبه صرعيه صدغيه (انظر صفحه 3 من التقرير ايضا) وهي هنا في حالتنا هذه بالنسبه للمتهم المريض السبب الرئيسي في الحادث موضوع القضيه، وهي اذا حدثت اثناء النوبه بالنسبه له، فهي تعني اطلاقه السلاح الذي يحمله ولو ان ذلك حدث لثوانٍ معدوده، فنحن نعلم ان ذلك يؤدي الي خروج دفعه كبيره من الطلقات لطبيعه السلاح، تؤدي الي مقتل عدد كبير اكثر مما حدث، ولو اراد المتهم المريض ان يقتل المجموعه كلها ما ترك منهم احداً كبيراً او صغيراً.

ولكن الذي حدث نوبه تحركت فيها اصابعه في نوبه لا حكم له عليها ادت الي الاحداث الداميه التي وقعت في هذه القضيه، خاصه ان الفص الصدغي الايسر هو الذي يسيطر علي اصابع اليد اليمني المسئوله عما حدث، وهذا لا يدع لنا ادني شك في انها نوبه صرعيه خارجه علي اراده المتهم ولا يستطيع تحت اي حال من الاحوال الحيلوله دون حدوثها، ولكن هل هناك مثيرات تؤدي بالبؤره غير النشطه الي ان تنشط وتظهر الي الوجود؟

نقول نعم، وذلك من واقع المراجع العلميه العالميه والتي اكدت انه من العوامل المثيره للنوبات الصرعيه:

النوم، والحرمان من النوم: لوحظ ان النشاط الكيميائي للمخ يمر بعده مراحل اثناء النوم، وهذا التغير في النشاط الكيميائي قد يسمح للشحنات الصرعيه بان تنطلق فيحدث ما يعرف بالصرع الليلي، وهو ما ظهر في حاله المتهم في هذه القضيه في شكل كوابيس وصراخ اثناء النوم.

وتستطرد المراجع لتقرر ان الحرمان من النوم عن طريق السهر حتي ساعات متاخره من الليل يغير النشاط الكيميائي للمخ وبذلك يساعد علي حدوث النوبات الصرعيه. وهذا ما كان يحدث للمتهم نتيجه للنوبات الصرعيه في شكل رعب وخوف.

ويقول التقرير الطبي للجنه العسكريه في الصفحه 3: كان يلجا للنوم بالنهار فقط، فكان يخاف اذا بصق احد من زملائه علي الارض، ولكنه لم يكن يحدث زملاءه عن هذه الموضوعات خوفاً من سخريتهم (صفحه 3 من التقرير الطبي العسكري)، وما حدث له من هلاوس سمعيه (اصوات صادره من مياه الترعه) ويكون منها في اشد الرعب «صفحه 3 من التقرير»، وهلاوس بصريه تُصور له احياناً بعض الحمير المتحركه او البراميل علي انها اشخاص يتقدمون منه.

ذلك كله بالاضافه الي الاعراض العقليه الحاده الملاحظه في المتهم المذكور في تقرير الفحص الطبي النفسي من اللجنه المشكله: من فقد للوزن منذ فتره، مع حزن ويبدو عليه توتر شديد وحالات من التخشب، واصابته بالاجهاد النفسي والياس ولا يستطيع الاستمرار في الحديث دلاله علي وجود فقر في التفكير وبكاء وتشنج، ذلك كله مع ملحوظه خطيره، وهي ان المتهم المذكور لم يلاحظ عليه علامات تدعو الي الشك في تصرفاته او لجوئه الي الافتعال لاعراض مرضيه وعدم شكواه «البند - الشكوي - صفحه 3 من التقرير»، رغم ما وجدته اللجنه به من حاله عصابيه شديده عباره عن خلفيه اكتئابيه مع حالات قلق شديد ورعب ومخاوف مرضيه متعدده خاصه من رؤيه الدم وهو ما يسمي «فقد الاستبصار بالمرضي» وهو من دلالات الاضطراب الفصامي مع الصرع.

والاعراض المذكوره السابقه كلها اعراض عقليه تحدث مع الصرع بالاضافه الي ما جاء بالتقرير بالصفحه 1 ان الاختبارات النفسيه تظهر بدايات لعمليه ذهانيه عقليه كرد فعل لعده لشده ما تواجهه الذات من ضغط في مجال العلاقه نفسها وبالواقع.

نقرر باطمئنان اننا وفي ضوء ما سبق امام حاله صرعيه حدث معها الاتي:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل