المحتوى الرئيسى

جان دارك.. أيقونة نضال عصية على النسيان

01/06 19:57

في تاريخ البشريه، الذي كتبته الاحداث بالانتصارات والهزائم، والقمع والتسامح، وبالسجن والتشريد، والنضال والمقاومه، هناك عده وجوه اسطوريه اقتربت من قلب الانسانيه المُشعّ، تفتحت خلاياها في فضاءات النضال المتسعه، ومن هذه الوجوه جان دارك التي كتبت بروحٍ عاليه وصبرٍ لا ينفد تاريخًا جديدًا لبلادها.

اهتم بها الاديب الالماني فريدريش شيللر، وكتب عنها مسرحيته "عذراءُ اورليانز"، وهي دراما رومانسيه انسانيه، لم يقصد بها امه محدده، بل عممّها لكي تشمل كل الامم المفككه، التي تسعي الي مواجهه الاطماع الخارجيه، عن طريق الوحده.

فمنذ صغرها الممتلئ بالذكاء الوقاد وبالاصرار الذي سيمكنها من مواجهه الحياه في ما بعد، فقد نشات جان في كوخ صغير في بلده صغيره علي مقربه من حدود مقاطعتي شمبانيا واللورين بريف فرنسا، وقد نضجت شخصيتها بسرعه غير طبيعيه، وكانت تساعد ابيها في الزراعه والرعي وكان والديها امييّن مثلها، فهي لم تعرف القراءه والكتابه في حياتها، علي الرغم من ذكائها الشديد.

قررت دارك، ان تساهم بكل ما تملك في تحرير فرنسا التي كانت واقعه تحت الاحتلال الانجليزي، وعندما كانت في زياره لخالتها ذهبت مع زوجها وقابلت حاكم منطقه "فوكولور"، وعندما تحدثت مع الحاكم وصفها بانها "فتاه مجنونه" فعادت خائبه الي بيت والديها .

وعادت جان، لزياره خالتها بعد فتره وصدف في هذه المره وجود فارسين في البلده معروف عنهما الشهامه والشجاعه احدهما يسمي برتراند دي بولانجيه، والاخر جان دي ميتس، وعندما سمعا عن جان ذهبا اليها وبعد حديثهما معها وعداها بمساعدتها وذهبا بعدها لمقابله حاكم "فوكولور"، وكان يحترمهما كثيرًا فوافق علي التوسط لتحديد موعد تلتقي فيه جان بالملك شارل السابع.

واشاد بها اهل القريه وتبرعوا لها بمالهم، فاشترت حصانًا ودرعًا وسيفًا ورمحًا، وارتدت زي رجل وقصت شعرها، وتطوع شابان من القريه من اجل مرافقتها.

وسافرت دارك ورفيقاها الي مدينه شتون وواجهت خلال رحلتها الكثير من المشاق، وقصدت ملكها، وبعد ان قابلته لم يصدقها علي الفور بل جعل مجموعه من القساوسه يحققون معها للتحقق من مقاصدها فاقنعتهم باجاباتها، فنصحه رجال من حاشيه الملك بان يرسلها الي مدينه "بواتيه" لكي يحقق معها النائب العام، وعندما ذهبت الي هناك سالها النائب العام اسئله كثيره للتحقيق معها، حتي اقنعته بضروره تحرير فرنسا.

فامر الملك بتجهيز قوه عسكريه تكون تحت امرتها، وتطوع العديد من الشبان في جيش جان، حتي بلغ عدد الجنود 12 الفًا.

وارسلت جان رساله الي الانجليز من اجل التفاهم وديًا قبل البدء في المعارك، ولكن الانجليز لم يقبلوا فخاضت العديد من المعارك معهم.

وانتصرت جان في كل المعارك التي خاضتها وحررت الكثير من الحصون وفكت الحصار عن مدينه "اورليان"، ومنذ ذلك الحين، عُرفت جان باسم "عذراء اورليانز" وزحفت نحو باريس حتي احتلت مدينه سان دينيس عام 1429، وحين اقتربت من مدينه "سان انورا" اصيبت بسهم في رجلها، ولكنها نهضت وحثت الجنود علي متابعه القتال وامتطت فرسها دون ان تابه بجرحها والمها.

وحينما انسحب الانجليز من المدينه، امرت قواتها الا يلحقوا بهم اي ضرر، وحين اصبح سقوط باريس وشيكًا، امرها الملك شارل السابع بالعوده الي مدينه "سان دينيس" لكي تبقي بجوار الملك فنفذت الامر ولكنها اصيبت بالحمي نتيجه جرحها.

وسادت الفوضي الجيش الفرنسي بعد رحيل دارك بامر من الملك واستولي الانجليز علي مدينه "سان دينيس"، ورغم كل ذلك اصر شارل السابع علي بقاء جان معه بحجه انه يشفق عليها بعد كل ماكابدته من مشقه .

واستطاعت دارك، ان تقنع الملك بان يسمح لها بالخروج مع عدد لا يتجاوز 400 جندي فقط، ودارت معارك صغيره انتصرت فيها جان ورجالها فزحفت نحو مدينه كومبيان، وهناك دارت معركه حاميه هُزمت فيها دارك واسرها البرجانديون، عملاء الانجليز.

وتمت محاكمه دارك وحكم عليها بالاعدام حرقًا علي الرغم من ان التقاليد العسكريه لا تسمح باعدام الاسري خاصه اذا كانوا قاده بل يتم دفع الفديه لانقاذهم، ولكن الملك شارل السابع احرق جان وهي في الـ 19 بتهمه الهرطقه والسحر، والقي رمادها في نهر السين عام 1456.

ولكن اعدام جان لم يقضي علي جمره المقاومه، بل اشعلها حتي تحررت فرنسا.

وفي ابريل عام 1920، اقيم حفل كبير في كنيسه "سان بطرس" وتم اعتبار جان دارك "قديسه"، وتحتفل الكنيسه بعيد القديسه جان في يوم ذكري موتها اي في الثلاثين من مايو من كل عام.

وكانت قصه جان دارك من اكثر القصص الملهمه في التاريخ، والفت عنها كتب ومسرحيات والفت قصائد وافلام.

2015-01-06 19:56:47 | شروق منصور

2015-01-06 19:27:39 | محمد جبريل

2015-01-06 19:15:46 | محمد جبريل

2015-01-06 19:10:23 | ساره رضا

2015-01-06 18:39:35 | ريهام رمضان

2015-01-06 18:22:46 | سمر علي

2015-01-06 18:15:20 | سمر علي

2015-01-06 18:04:54 | زياد ابراهيم

2015-01-06 17:37:28 | ريهام رمضان

2015-01-06 17:23:21 | ساره رضا

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل