المحتوى الرئيسى

فلسطين.. انتفاضة رياضية أولى

01/06 13:15

إذا ما كان للفلسطينيين انتفاضاتٌ ثلاث في وجه كيان مغتصب لأرضهم دفاعاً عن هويتهم العربية وجذورهم الضاربة منذ آلاف السنين في أرض الكنعانيين، فهم اليوم أمام انتفاضة رياضية تاريخية هي الأولى نحو إثبات هويتهم الكروية، وحقّهم في رفع علم فلسطين العربية في المحافل الرياضية الذي سيقاتلون لأجله رغم كلّ الصعوبات والعراقيل التي يجدونها من ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي لعرقلة الحركة الرياضية في البلاد.

انتعشت آمال الجماهير الفلسطينية في منتخب بلادهم عندما أهداهم تأهّله التاريخي إلى نهائيات كأس آسيا 2015 بعدما أحرز لقب كأس التحدّي في 30 أيار/مايو الماضي بفوزه على الفليبين بهدف نظيف من ركلة حرّة نفّذها أشرف نعمان في الدقيقة 59 من نهائي المسابقة التي أقيمت في جزر المالديف لتنضمّ فلسطين إلى شقيقاتها البحرين والإمارات والسعودية وسلطنة عمان وقطر والكويت والأردن والعراق.

وتصدّر الفريق مجموعته في الدور الأول بالفوز على قيرغيزستان (1-0) وميانمار (2-0) ثم تعادل (0-0) مع أصحاب الأرض، وفي نصف النهائي تغلّب على أفغانستان (2-0) قبل أن يتوّج بلقب البطولة بالفوز على الفليبين. 

يحيط بالرياضة الفلسطينية الكثير من التحدّيات والمصاعب التي تعيق حركتها بسبب النهج الذي يتّبعه الكيان الصهيوني في حقّهم من قرارات جائرة، حيث يعاني اتحاد الكرة من خطر الغياب عن المباريات الخارجية بسبب احتمالية عدم إصدار تصاريح السفر اللازمة من جانب سلطات الاحتلال، وكان الفيفا في وقت سابق اعتبر المنتخب الفلسطيني منسحباً بعدما رفضت الحكومة الإسرائيلية السماح بسفر 18 لاعباً لخوض مباراة أمام منتخب سنغافورة ضمن تصفيات آسيا لكأس العالم لكرة القدم 2010.

وأعلن المنتخب الفلسطيني انسحابه من تصفيات كأس التحدّي الآسيوي 2008 بسبب "عدم قدرة اللاعبين والطاقم التدريبي على الانتقال بين قطاع غزة والضفة الغربية"، عدا عن استشهاد الكثير من الرياضيين الفلسطينيين وكان آخرهم عاهد زقوت اللاعب السابق للمنتخب الفلسطيني الذي استشهد مع عشرين رياضياً آخر خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.

من جانبه، أكّد جوزيف بلاتر رئيس الفيفا في وقت سابق أن "الوضع الذي تعانيه الرياضة الفلسطينية ومنسوبيها غير مقبول"، مشيراً إلى أنه "سيبذل كلّ ما في وسعه من أجل دعم الاتّحاد الفلسطيني لكرة القدم" حيث "تمّت مناقشة المصاعب التي يواجهونها من منع اللاعبين والإداريين من التحرّك بحرية للعب المباريات الدولية، إضافة إلى حجز التبرّعات من المواد والمعدات الرياضية من الدخول إلى فلسطين وتعطيل بعض مشاريع المنشآت الرياضية من قبل السلطات الإسرائيلية".

رغم فوزه مع الفريق بلقب كأس التحدي فاجأ المدرّب الأردني جمال محمود الجميع بتقديم استقالته القدم قبل شهور قليلة من خوض فعاليات البطولة القارية.

وتعلّل محمود بأن أسباب خاصة وشخصية دفعته للاستقالة لكن هذا لم يؤثّر في نتيجة استفتاء جماهيري أجري مؤخّراً واختير على إثره محمود كأفضل مدرّب في فلسطين عام 2014، ولكن بعض التقارير أشارت إلى أن السبب الحقيقي وراء الاستقالة هو عدم حصوله على مستحقاته المالية وهو ما يرجّحه تقدّم المدرّب مؤخّراً بطلب عن طريق محاميه إلى الاتحاد الفلسطيني للحصول على مستحقاته المتأخّرة.

وترك محمود المنتخب الفلسطيني في مأزقٍ حقيقي خاصة أن الوقت لم يكن كافياً للتعاقد مع مدرّب أجنبي يقود الفريق لذا وجد الاتحاد الفلسطيني ضالته في المدرّب الوطني ولم يتردّد في إسناء المهمة بشكل مؤقت للمدرّب أحمد الحسن الذي يشغل منصب المدير الفني للاتحاد أيضاً.

وسبق للحسن أن عمل كمدرّب مساعد في المنتخب الفلسطيني عام 2007 كما سبق له العمل في التدريب على مستوى الأندية في فلسطين والعراق. 

شاركت فلسطين في التصفيات المؤهّلة إلى كأس العالم سنة 1934 و1938 تحت اسم آخر، ويقول الكاتب عصام خالدي صاحب عدّة مؤلّفات حول الرياضة في فلسطين إن الفلسطينيين أعربوا عن استيائهم تجاه الممارسات اليهودية "صهيونية الهدف" في مجال كرة القدم، إذ أن المنتخب الذي واجه نظيره المصري في تصفيات 1934 تشكّل من اليهود والجنود البريطانيين فقط.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل