المحتوى الرئيسى

"سكب الزيت على النار"..دور الإعلام العربي في الأزمات بين الدول الشقيقة

01/05 17:19

سيظل للاعلام سطوته واثره في توجيه الرأي العام، ولا شك ان قوته المهيمنه ستزداد يومًا بعد يوم، في ظل تعاظم التطور المعلوماتي والتكنولوجي في العصر الحديث، فيلعب الاعلام دورًا مهما وبالغ الاثر في تنفيذ السياسات ومسانده الحكومات، لكننا شهدنا في الفتره الاخيره تصاعد التحريض والتراشق الاعلامي بين الدول العربيه، الذي تجلي في ازمات متتاليه، ما قد يؤدي بالنهايه الي قطع العلاقات الثنائيه والدبلوماسيه بين البلدان العربية.

ترصد "الوطن" عده ازمات ساهم في تفاقمها الاعلام بوجه عام، سواء الاعلام المصري الخاص او العام او الاعلام العربي، وكان له دوره البارز في اشعال سكب الزيت علي النار.

تغيرت لهجه خطاب التلفزيون المغربي الرسمي، خلال اليومين الماضيين، ببث تقرير اخباري وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"الانقلابي الذي وصل الي السلطه يوم 3 يوليو 2013 بعد انقلاب عسكري قام به الجيش بقيادته".

وزعم التليفزيون المغربي ان الانقلاب اسفر عن عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وابطال العمل بالدستور واصدار اوامر باعتقال المئات من المعارضين ـ بحسب وصفه.

كما اسهم الاعلام المصري بشكل كبير ومباشر في تفاقم الازمه واجبار الأعلام المغربي علي التصعيد، عبر التصريحات المتكرره والاستفزازيه المتكرره، كاتهام الاقتصاد المغربي بانه "قائم علي الدعاره"، اضافه الي اتهام المغرب بانها "الدوله الاكثر اصابه بفيروس الايدز"، وان ثمانيه من كل عشره مغربيين يهود.

فيما برر الاعلام المغربي بث التلفزيون الرسمي لهذا التقرير كرد بسبب الهجوم المتكرر من الاعلام المصري علي الدولة المغربية، والتصريحات المتكرره والمُهينه للمغرب الشقيق، حسبما نشرت صحيفه "موروكو ورلد نيوز" المغربيه، التي تصدر بالانجليزيه الاخطاء الـ8 التي ارتكبها الاعلام المصري واثرت بالسلب علي العلاقه بين الطرف المصري ونظيره المغربي.

وقالت الصحيفه المغربيه ان مصر وشعبها لا يعلمون حتي الان ما السبب الحقيقي وراء وصف السيسي بـ"قائد الانقلاب" والرئيس الاسبق محمد مرسي بالرئيس الشرعي، لكنها قررت ان تفصح عن السبب وراء هذه التصريحات، وقالت ان بعد تولي الرئيس السيسي لمقاليد الحكم في مصر تعرض العاهل المغربي والشعب المغربي الي العديد من الهجمات من قبل الاعلام المصري وبعض الشخصيات الدينيه التي نالت من دوله المغرب وشعبها وحاكمها، ومن ابرز الاخطاء التي ارتكبت من قبل الجانب المصري.

وتابعت الصحيفه ان الدافع وراء انتقادات الاعلام الي المغرب هو كراهيتهم الشديده للاخوان المسلمين، ورؤيتهم للحزب الحاكم في المغرب جزءا لا يتجزا من الاخوان، وقالت ايضا ان الاعلام المصري يكره فكره وجود اي حزب له توجه اسلامي يحكم اي دولة عربية.

لم تترك قناه "الجزيره" القطريه فرصه سانحه لتصّعد تحريضها ضد القياده المصريه والاعلام المصري وبث الاكاذيب منذ بدايه ثوره يناير، حتي توقفت منذ ايام معدوده بعد الاتفاق علي مصالحه مصريه قطريه برعايه سعوديه وعربيه، واعلان غلقها.

استمرت قناه الجزيره الرئيسيه في استضافه القيادات الاخوانيه ونشر التسريبات المفبركه لاعلام الجماعه الارهابيه المحرضه ضد الامن المصري، وظهر ذلك جليًا في عده مرات ومواجهات.

وبدوره، ظل الاعلام المصري يرد علي الاتهامات الزائفه لقناه "الجزيره"، في الاحداث المختلفه التي مرت بها الدوله المصريه منذ ثوره يناير، ولكن طرق الاعلاميين المصريين في الرد علي ما تبثه القناه القطريه، اختلفت تباعًا لاساليبهم المختلفه، فكان هناك من الاعلاميين من يرد بمهنيه اعلاميه، وهم قله، والبعض الاخر يتجه الي اللا مهنيه في الرد علي اكاذيب "الجزيره".

رغم مرور الوقت علي الازمه بين مصر والجزائر اثر الاضطرابات والتوتر الدبلوماسي قبل وبعد مباراتي منتخبي مصر والجزائر في نوفمبر 2009، فان التاريخ لن يغفل دور الاعلام الجزائري والمصري بالتحديد في اشعال الازمه، حيث ساهما في تحول مباراه لكره القدم بين منتخبي بلدين عربيين الي مواجهه شعبيه ورسميه تتصاعد تدريجيا بصوره منظمه.

كما ساهم الاعلام من قبل الجانبين في تاجيج مشاعر الغضب في نفوس الشعبين، واعداد قنابل موقوته عرضه للانفجار في اي موقف، في ضوء الشحن المعنوي والتعصب الاعمي الذي لازم المواجهات الرياضيه، والذي تحول الي اعمال شغب واحتكاكات قد تخلف وراءها خسائر ماديه وبشريه، وقد تؤدي الي قطع علاقات دبلوماسيه وتاريخيه بين بلدين شقيقين.

اشعل بناء سد النهضه علي ضفاف نهر النيل علي الحدود الاثيوبيه السودانيه، الازمه بين الجانبين المصري والسوداني، وكان الدور الاكبر في اشعال الازمه لتناول الاعلام المصري لها في عهد الرئيس الاسبق محمد مرسي، الذي اقام الدنيا ولم يقعدها، وخيل للجميع ان مصر شارفت علي العطش والجفاف، وظن الجميع ان مياه النيل اوشكت علي التوقف عن الجريان.

وظهر ذلك جليًا بعد ان اججت تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير، حول سودانيه "حلايب وشلاتين"، غضب المسؤوليين المصريين والاعلامين وظل كل منهم يعبر عن رفضه لتلك التصريحات علي طريقته الخاصه، فظل الإعلام السودانى يؤكد علي ما قاله رئيسهم، وكذلك الجانب المصري يعرب عن استنكاره لتلك التصريحات بطريقه "صنعت ازمه".

ومن جانبه، قال الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الاعلامي، ان المعارك الاعلاميه التي اندلعت بين مصر وعدد من الدول العربيه سيئه الذكر، وبها مراره شديده، معتبرًا الي ان المعارك سياسيه في الاساس، لكن الاعلام يتورط فيها، مؤكدًا ان تورط الاعلام يكون علي حساب المهنيه من جانب والعلاقات التاريخيه من جانب اخر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل