المولد النبوي.. احتفالات في العالم الإسلامي من أقصاه إلى أدناه

تتنوع وتتعدد صور الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتعدد بلدان العالم الإسلامي، وتختلف في تفاصيلها وطقوسها، لكنها تجتمع علي التعبير عن حب الرسول "صلي الله عليه وسلم" باكرام ذكري مولده.

وياتي الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف هذا العام وسط اجواء سياسيه وعسكريه مشحونه في العالم الاسلامي، حيث تعيش مجموعه من الدول الإسلامية علي وقع استقطاب سياسي وطائفي حاد، ادي الي تصاعد وتيره العنف فيها، ومع ذلك احتفلت شعوب تلك الدول بالمولد النبوي الشريف.

ففي اندونيسيا مثلًا يتجمع الاف المسلمين للاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف في المتنزهات العامه وتحديدًا في المتنزه الوطني في جاكرتا، وسط طقوس تتفوق علي اي عيد ديني اخر.

وفي ماليزيا يخرج المسلمون ككرنفال كبير تتخلله المواكب الهائله في الشوارع وتتزين فيه المنازل والمساجد بالزينات والاضواء، ويتم خلاله توزيع الاطعمه، فيما يقدم طلاب ندوات شعريه يتغنون فيها بسيره الرسول الكريم.

وفي الصين يعتبر المسلمون هذا اليوم بمثابه عيد، حيث يشبه احتفالات عيد الفطر وعيد الاضحي وعيد راس السنه الهجريه ويؤدي كافه افراد الاسره الصلاه في المساجد واحياء سيره الرسول "صلي الله عليه وسلم" عبر الخطب الدينيه، ثم يتم توزيع الحلوي والاطعمه الصينيه التقليديه في كل منطقه.

وفي الشيشان يجتمع المسلمون في المسجد الرئيسي في "جروزني" العاصمه، وتطلق الالعاب الناريه الاحتفاليه في المساء في كل الشوارع.

وفي تركيا يرتبط الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بشهر ابريل وليس بشهر ربيع الاول كما جرت العاده في انحاء العالم الاسلامي، وتبدا الفعاليات في سائر انحاء البلاد،وتمتد لمده اسبوع كامل، يجتمع خلاله الاف الاتراك بالساحات والميادين العامه من اجل حضور الاحتفالات تي اتتخللها الاناشيد الدينيه وكلمات الثناء علي الرسول الكريم.

وفي فلسطين، وعلي وقع قرع الطبول، توزع الحلوي، وتجوب فرق صوفيه طرقات البلده القديمه في مدينه نابلس، يتقدمها حاملو الرايات المزينه باسماء الصحابه.

وامتلات شوارع المدينه بالزينه، وعبارات التهئنه، وتسابق اصحاب المحال التجاريه الي توزيع الحلوي علي ابواب محالهم، مذكرين الماره بالصلاه علي النبي "صلي الله عليه وسلم".

وفي مصر تميز الاحتفال بالمولد النبوي بوجود دمي من الحلوي، كما تقام مجالس الذكر وحفلات الانشاد الصوفي التي تسرد قصائد في مدح النبي صلي الله عليه وسلم، ويقصد المصريون اضرحه ال البيت، كما تقام حلقات الذكر الصوفي، وتبسط الموائد لتقديم الطعام للجميع.

اما في الجزائر فيُعد يوم المولد النبوي يوما استثنائيًا، ويبدا الاحتفال به عند غروب الشمس، فيلهو الاطفال بمختلف انواع المفرقعات والعبوات الصغيره من البارود غير الناسفه، والصواريخ فوق اسطح المنازل، وتجتمع العائلات لاحياء الذكري بشتي صنوف الماكولات وتبادل الحلويات وسط عبق العنبر الذي لا يكاد يخلو منه اي بيت جزائري في هذا اليوم.

وفي المغرب تبدا الاحتفالات منذ بدايه شهر ربيع الاول وحتي يوم الثاني عشر منه، وتقام يوميًا بالمساجد دروس في السيرة النبوية وسيره وفضائل النبي الكريم، وتنشد المدائح والتواشيح حتي ليله المولد النبوي الشريف.

وتحيي السلطات الرسميه في المغرب والحركات الصوفيه ومختلف الاطياف الشعبيه ذكري المولد النبوي الشريف.

وقد تزينت شوارع مدينه "سلا" العتيقه بالشموع وبمواكب المحتفلين، واصطفت علي جنبات الطرقات النسوه والصغار لمتابعه مرور موكب الشموع باجلال، مرددين ابتهالات صوفيه اثيره، فيما يحفل الموكب بجموع الاطفال من طلاب مدارس القران، الذين يحملون الواحًا خشبيه كتبت عليها ايات قرانيه.

وتختلف شموع الاحتفال بالمولد النبوي عن الشموع العاديه، حيث تم تصنيع هياكلها من خشب سميك مكسو بالابيض والمذوق بازهار الشمع ذات الالوان المتنوعه من ابيض واحمر واخضر واصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي.

كما تتنوع مظاهر الاحتفال بالمولد في تونس، حيث تتضمن ايام الاحتفال حركه اقتصاديه نشطه، كما تشهد عادات وتقاليد وانشطه ثقافيه ودينيه، ويتم تزيين المعالم الاسلاميه التي تزدان بها المدن التاريخيه العريقه مثل القيروان.

وفي العراق، منع تنظيم "داعش" المسيطر علي مدينه الموصل واجزاء من نينوي، جميع انواع الاحتفالات بمناسبه يوم المولد النبوي، ومثلما صمتت كنائس الموصل في اعياد الميلاد لاول مره في التاريخ، صمت المسلمون في هاتين المدينتين بسبب الاجراءات التي يفرضها التنظيم.

وبرر "داعش" منعه للاحتفال بذكري المولد بان "الاحتفال من البدع المحرفه التي دخلت الاسلام"، كما انه ابلغ جميع ائمه وخطباء المساجد في المدينه بعدم الاحتفال بهذه المناسبه.

ويتقاطع موقف "داعش" مع مواقف تيارات سلفيه في العالم العربي اصدرت عبر المنتمين اليها فتاوي تقضي بحرمه الاحتفال بالمولد النبوي لكونه من "المُحدثات" التي تخالف عمل سلف الامه.

وفي تحدٍ لافت للنظر، احتفل اهالي منطقه بهرز جنوبي بعقوبه - شرق العراق - بذكري المولد النبوي الشريف وسط تهديدات وتحذيرات تنظيم "داعش" الارهابي، ورغم ان القوات الامنيه العراقيه تسيطر فعليًا بمسانده الحشد الشعبي علي محافظه ديالي، الا ان مسلحي "داعش" لا ينحصر تهديدهم فيما يسيطر عليه التنظيم فقط، ولكن كثيرًا ما ينفذون هجمات ارهابيه حتي في مركز المحافظه.

وقد تخللت الاحتفالات فقرات من الخطب والقصائد الشعريه والسيره النبويه، وعبّر الحضور عن اصرارهم علي احياء الذكري والتعبير عن الفرح بهذه المناسبه مهما كانت الظروف.

2015-01-05 01:43:19 | ريهام رمضان

2015-01-05 01:29:33 | عبد الفتاح العجمي

2015-01-05 01:17:26 | مروه ماهر

2015-01-05 00:47:36 | محمد جبريل

2015-01-05 00:43:00 | محمد جبريل

2015-01-05 00:39:19 | سعد الدين محمود