المحتوى الرئيسى

بالصور: أهالي منشأة ناصر: فين حقنا يا حكومة؟.. ورئيس الحي: خايفين عليكم

01/04 22:47

علي بعد امتار من طريق الاوتوستراد، وتحديدًا عند مطلع المقدسه تبدا اولي الخطوات المؤديه الي منشأة ناصر؛ تلك المنطقه العشوائيه كثيفه السكان محدوده الخدمات، علي فترات متباعده تتذكرهم محافظه القاهره لكن هذا لا يحدث قبل وقوع كارثه تلتفت الانتباه.

منذ ساعات، سقطت صخره (طنين) علي رءوس القاطنين بمنشاه ناصر، قبل ان يقرر المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء باخلاء المنطقه المحيطه بالصخره من السكان وتوفير مساكن بديله لهم.

في الطريق الي الرزاز سمعنا الكثير من الحكايات، بين حكومه قررت نقل السكان لتفادي اي اخطار مستقبليه، واهالي يتمسكون بالبقاء رغم استحاله العيش هناك لان البدائل وفقا لوصفهم «منفي».

«بالنسبه لي منشية ناصر افضل من اي مكان تاني» نطقها «شعبان سعد احد اهالي منشاه ناصر – 33 عامًا»، احدمن فقدوا منازلهم، مضيفًا في حديثه لـ«الشروق»: «اكل عيشي في باب الشعريه وعندي 3 عيال اروح بيهم فين يا ريت الدوله تحس بينا ومنطقتنا احسن من غيرها».

وتمسك شعبان بان الوحدات السكنيه التي وفرتها لهم المحافظه والحي في مدينتي بدر و6 اكتوبر عباره عن عقود ايجار، وليست تمليك مقابل 525 جنيهًا كمقدم ثلاثه اشهر ويستوجب علي المستاجر دفع 175 جنيهًا كل اول شهر، فضلا عن ان مصاريف الانتقال الي تلك المدن تبلغ تكلفتها يوميًا ما لا يقل عن 20 جنيهًا لبعدها.

عاد شعبان للوراء متذكرًا منزله الذي تهدم، قائلا: «كان عندي بيت ملك مساحته 80 مترًا، دلوقتي الحكومه عايزه تسكني في شارع الـ40 في اكتوبر في مساحه 40 متر.. هو ده عدل ربنا يا ناس؟!»

ووجه رساله الي رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب، الذي زار المنطقه عقب انهيار الصخره، قائلا: «كل اللي انا طالبه مكان جامب اكل عيشي لاننا (ارزقيه)، واليوم بيومه معانا وبنفرش بضاعتنا في ميدان العتبه.. معقوله نروح مكان بعيد عن اكل عيشنا ومليان (باسطبلات الخيول)، مش بس كده في بلطجيه بتفرض علينا قتاوه 50 جنيه عشان بس اطلع لشقتي اللي هي المفروض ملكي».

عبد العظيم احمد، واحد ممن كانت منازلهم بين الحصر الاول، والذي شمل 46 اسره تقرر نقلهم الي مدينه بدر يشرح معاناته لـ«بوابه الشروق»، قائلا: «هدوا البيت ومارضيتش امضي علي العقد اللي اتسلم لينا من الحي ومش بس كده، الشقق الجديده جنب الترب واسطبلات الخيل وبعيده جدا».

واضاف: «شوفنا بلوكات كتيره فاضيه في مدينه بدر والموظفين في الحي ورئيس الحي نفسه اكدوا لينا ان البلوكات دي اتعملت مخصوص لاهل المنشيه اللي اتهدمت بيوتهم ولكننا لقينا الوضع غير كده.. اداره الحي ابلغتنا بعدم تسليم مفاتيح الوحدات السكنيه الا بعد الانتهاء من الهدم».

صمت عبدالعظيم قليلا، ثم قال: «انا واسرتي قاعدين في الشارع دلوقتي من غير مسكن ولا ماوي، ده غير ازمه المساكن نفسها اللي في بدر و6 اكتوبر».

واختتم حديثه، قائلا: «لما زارنا رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب وسالنا عن مشاكلنا والازمه اللي بنمر بيها شرحنا له الموقف وقالنا تعالوا بكره للحي ونشوف الموضوع هايتحل ازاي وروحنا الحي تاني يوم ولا حياه لمن تنادي».

عم سعد علي يسكن بمنطقه الرزاز، منذ اكثر من 35 عامًا، قال ان المساكن التي جهزتها الحكومه في بدر و6 اكتوبر لم تكن مجهزه لاستقبالهم، مضيفًا ان المنطقتين بعيدين جدًا عن الاماكن التي يعملون بها، بالاضافه الي شكواه من المساحه الصغيره جدًا للشقق السكنيه التي من المقرر ان ينتقلوا لها «كل اللي احنا عايزينه يسبونا زي ما احنا في بيوتنا».

«ام علي» ترعي 7 ابناء تقول انها كانت اول من ابلغ حي منشاه ناصر منذ شهر تقريبًا بان هناك شقا في الجبل، ويزداد تشقق الجبل اتساعًا يوميًا، الا ان عادت لتقول انها لم تتوقع ان يكون «النفي هو بديل انقاذهم من خطر الموت في بيوت قد تسقط علي رءوسهم».

واضافت: «روحت الحي اعمل شكوي قالوا لي الاول روحي القسم، وفعلا روحت قسم الدويقه وعملت محضر اثبات حاله ورجعت علي الحي، لكن الموظفين كانوا مش عايزين يستلموا المحضر عشان بيقولوا انها مسئوليه.. المهم كتر خير الحي انه استجاب وفعلا شافوا مشكلتنا و قرروا ينقلونا لشقق في بدر و6 اكتوبر، وهنا المشكله».

«الشقق بتاعه اكتوبر صغيره جدا، حوالي 38 متر»، بحسب ام علي، مضيفه: «وكمان بعيده كاننا في منفي، البلوكات بتبص علي الفيوم، في شبكات كهربا وميه، لكن مفيش شبكه اتصالات هناك، ولا في مستشفي قريبه، ولا في قسم عشان يامن المساكن».

اما السكان ملاك البيوت المبنيه في الجهه المقابله لمنطقه الرذاذ، وتحديدا بمنطقه مدارس منشاه ناصر، قالوا ان الصخره التي وقعت حجمها صغير جدا ووزنها اقل بكثير من طنين كما يقال، متمسكين بانه تم اخلاء عدد من المنازل منهم 28 منزلا يسمونهم اهالي المنطقه بـ(سجن الاستئناف) لان اغلب ساكنيه مستاجرين ودائمًا ما يثيروا الشغب في المنطقه.

واجمع ملاك البيوت ان المشكله افتعلها المستاجرين باطلاق شائعات بان البيوت مهدده بالسقوط بسبب الصخور من اجل الضغط علي الحي لاعطائهم شقق سكنيه خارج منطقه منشاه ناصر ليقوموا ببيعها فيما بعد و يعودوا لمنشاه نصر مره اخري للسكن بها.

واكد ملاك المنازل ان المتضرر الحقيقي هم الملاك «اصحاب المساكن» وليسوا المستاجرين الذين تنتهي مشكلتهم بمجرد حصولهم علي شقق بمنطقتي بدر و6 اكتوبر، فالملاك لا يتم تعويضهم عن المبني الكامل المكون من عده شقق، وانما يحصلون فقط علي شقه واحده، والتي لا تكون تمليك وانما شقق ايجار يدفعون فيها شهريا 175 جنيه.

بدوره، ذكر مصطفي فتحي لـ«الشروق» من امام بيت عائلته الذي تم هدمه بالامس: «انا خاطب وكنت بدات ابني دور فوق ابويا وامي، دلوقتي الحكومه هدت البيت، وانا هتنقل اعيش مع ابويا وامي لكن مش هقدر ابني شقه لي، وده مش عدل، الشقق اخدها اللي متجوز ومعاه عيله، اما احنا الشباب الصغير فحقنا كده راح، ومش هنقدر نبني زي اخواتنا».

مصطفي (22 عامًا) اضاف انه ولد وتربي في هذه المنطقه وكل اهل المنطقه يعملون في مناطق قريبه من منشاه ناصر «انا شغال في العتبه، بروح افرش كل يوم هناك هدوم وابيع، الشقق اللي نقلونا فيها بعيده جدًا سواء بتاعت بدر او 6 اكتوبر، دول نقلونا عند الترب، والمواصلات لهناك بتخلص فلوسنا، يعني نفونا، ده غير ان مساحه الشقه 45 متر».

من ممر ضيق باحد الازقه في منشاه ناصر وفي الطريق الي الصخره المحطمه بمنطقه الرزاز، استوقفنا مجدي حميده وعم رشوان من اهالي المنطقه وقالوا لنا «ان ازمات المنطقه لا تقف فقط عند الخوف من انهيار البيوت لو سقطت عليها صخر من الجبال المحيطه بها، ولكنهم اشاروا الي محطه الصرف الصحي الغارقه في مياه الصرف الصحي والتي يحوطها بيوت يعاني اصحابها لشهور من التلوث بسبب انسداد المحطه الدائم بمياه الصرف».

هنا تدخل عم رجب احد اهالي المنطقه، قائلا: «ذهبنا مرارا وتكرارا الي رئيس الحي واتي الينا مسئولين من الهيئه العامه لمياه الشرب والصرف الصحي وابلغونا بان حل الازمه يحتاج الي ميزانيه كبيره لن تتم الا بعد مرور عام 2015، بينما نعاني منذ اكثر من 7 شهور من انتشار الامراض والاوبئه والبعوض من مياه الصرف الصحي التي نستنشقها بشكل يومي».

رئيس الحي للاهالي: ساعدوا مصر

وفي تعليق منه علي حادث الصخره، قال اللواء محمد نور الدين رئيس حي منشاه ناصر ان «الدوله باجهزتها لم تقف مكتوفه الايدي تجاه الازمه وعلي الفور تم تجهيز 42 وحده سكنيه في مدينه بدر، وبالفعل تم نقل 27 اسره من المتضررين وكانت المحافظه علي استعداد لنقل اسر اخري للمدينه، ولكن هناك اسر قررت عدم الرحيل ورفضت الانتقال الي مدينه بدر».

واضاف: «لم نجد امامنا سوي تسكين بقيه الوحدات السكنيه لاهالي اخرين، خصوصًا ان الوحدات السكنيه لم تخصص فقط للاهالي المتضررين مما حدث في منشيه ناصر، وانما لاسر اخري تفتقد للمسكن في مصر».

نور الدين اضاف في تصريحات خاصه لـ«الشروق» ان السبب الرئيسي في رفض الاهالي للانتقال للسكن البديل هو رغبتهم في طلب سكن اضافي لاقاربهم من غير المتضررين وغير القائمين بالمنطقه، وبالتالي اذا تم توفير سكن اضافي لهؤلاء فانه يمثل اهدارًا للمال العام لان الدوله بصدد انقاذ موقف من الممكن ان يتحول الي «امر كارثه».

وشدد علي ان الاهالي الاولي بالانتقال الي تلك المدن سواء ببدر او 6 اكتوبر هم المتضررون بشكل فعلي من انهيار الكتل الصخريه الموجوده في جبال منشيه ناصر عند منطقه الرزاز.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل