المحتوى الرئيسى

ما هو النفط الصخري؟

01/04 13:57

حفزت فكره ازدهار النفط الصخري منظمة أوبك، اقوي منظمه في العالم، لتشن نداء استغاثه، فعلي الرغم من تكرار الخبر علي عدد لا يُحصي من  وسائل الاعلام، دوّن المحللون علي مدي الاسابيع القليله الماضيه فكره ان المواجهه تُحتدم بين النفط الصخري والشيوخ العرب للسيطره علي نسق الامداد العالمي للنفط لبضعه اسباب قيّمه، حيث تسعي القيادات السعوديه للحفاظ علي نسق ضخ الاوبك للنفط باعتبارها ضربه مباشره من الرياض لغريميها الجيوسياسيين المكبلين، روسيا وايران، الذين يضطلعان في مسانده الديكتاتور السوري "بشار الاسد" وفي حيك عده مكائد جيواستراتيجيه بالمنطقه، والتي باتت تشكل تهديدًا صارخًا للامن السعودي اكثر مما يشكله التنافس علي كسب السوق العالميه مع المنقِبين الامريكيين.

السعوديه تقوم بتخفيض اسعار النفط، تتاثر روسيا وايران سلبًا، ويُصرح بعض المسؤولين الامريكيين ان السعوديه تقدم خدمه العمر للولايات المتحده، في حين تخسر ايضًا امريكا الكثير من شركاتها للتنقيب عن النفط الصخري.

هذه الفقرات التي تحوي الكثير من مصطلحات الاقتصاد والجغرافيا والجغرافيا السياسيه، كثيرًا ما تتكرر في العديد من مقالات الصحف ووكالات الانباء، بلا اي تفاصيل علميه عما هو النفط الصخري او كيف يتم استخراجه وانتاجه، هذا الموضوع مقدمه لذلك.

يعتقد العديد من الباحثين ومحللي النفط اننا وصلنا الي النقطه التي انخفضت فيها الكميه المُتاحه من النفط التقليدي في جميع انحاء العالم، وهذا ما يسمي ذروة النفط، وذلك لان النفط يعتبر موردًا غير متجددًا، وذو امدادات محدوده، الّا ان هذه الفكره لا يتفق عليها الجميع، فالبعض مازال يعتقد باننا لازلنا بعيدين عن الوصول لهذه الذروه بقرن او اكثر، وعلي اعتبار اننا اصبحنا نعتمد بشكل كبير علي التكنولوجيا التي تعمل بالمنتجات البتروليه، فقد بدا البحث بشكل جدي عن مصادر غير تقليديه من النفط الخام، وقد تبين ان هناك واحدًا من اكثر الاحتياطيات الواعده من النفط الذي لم يتم استغلاله تجاريًا بعد، وهو النفط الصخري، وهو في الاساس النفط الذي يوجد بصوره صلبه داخل الصخور.

منذ حوالي مائه مليون سنه مضت، فصلت رقعه واسعه من البحر قاره امريكا الشماليه الي جزاين شرقيه وغربيه، ومع انخفاض مستويات سطح البحر، تراجعت هذه القطعه البحريه، مخلفهً وراءها بحارًا داخليه ومراعٍ خصبه، كما ادت الي موت الكائنات التي كانت تعيش عليها وتحولها الي حفريات متحجره، وبعد مرور ملايين السنين، ادي تعرض هذه البقايا لدرجات حراره عاليه وضغط الجاذبيه، الي تحولها لبترول، الّا ان الظروف التي ادت لخلق البترول السائل في مناطق اخري من العالم، لم تكن تتوافر في هذه المنطقه مما ادي الي تشكّل النفط الصخري (غير السائل)، الذي يمكن اعتباره مماثلاً للنفط الخام السائل في جميع مراحل تكونه، ماعدا الجزء الاخير الذي يحوله الي سائل، لذلك فان الامر متروك لعلماء الطاقه حتي يقوموا بانهاء العمليه.

تعتبر عمليه استخراج النفط الحجري مشابهه لعمليه استخراج النفط السائل، ففي عمليه استخراج النفط يخرج النفط الي السطح نتيجه لضغط الغازات، وبعد ان يتم التخفيف من هذا الضغط، تبدا المراحل الثانيه والثالثه التي تعتبر اكثر صعوبه في التنقيب عن النفط، ففي بعض الحالات، يتم ضخ المياه لتخفيف ضغط النفط، وفي بعض الاحيان الاخري يتم ادخال الغازات لاعاده ضغط حجره النفط، وفي كثير من الحالات، يُترك النفط المتبقي لاستخراجه في المستقبل عند توفر المزيد من المعدات المتقدمه، الّا ان استخراج النفط الخام من الصخور يعتبر اكثر صعوبه، حيث يجب التنقيب عن الصخر الزيتي بالحفر تحت الارض او بتلغيم السطح، كما وانه بعد الحفر، يجب اخضاع النفط الصخري للتقطير، وهذه العمليه تتضمن تعريض الصخر المستخرج الي عمليه انحلال حراري، اي تطبيق حراره شديده عليه بدون وجود الاكسجين، مما ينتج تغيّر كيميائي، حيث انه بين درجه حراره 650 و700 فهرنهايت، يبدا الكيروجين - الوقود الاحفوري الموجود داخل الصخور - بالسيلان وينفصل عن الصخر، وعندها يمكن ان يتم تكرير تلك الماده الناتجه الشبيهه بالنفط لانتاج المزيد من النفط الخام الاصطناعي، والجدير بالذكر ان عمليه استخراج النفط الصخري ومعالجته فوق سطح الارض، تسمي عمليه التقطير السطحي.

تكمن المشكله بان هذه العمليه تضيف خطوتين اضافيتين لعمليه الاستخراج التقليديه التي يتم فيها ضخ النفط السائل ببساطه من الارض، فبالاضافه الي التعدين، هناك ايضًا عمليه التقطير والتكرير من الكيروجين لانتاج النفط الخام الاصطناعي، كما ان استخراج النفط الصخري يطرح تحديات بيئيه ايضًا، حيث ان انتاج برميل واحد من النفط الصخري السائل يتطلب استخدام برميلين من المياه، وبدون تطوير تكنولوجيا لمعالجه المياه، فان المياه الناتجه عن تكرير النفط الصخري سوف تزيد من ملوحه مياه المحيطات؛ مما سيؤدي الي تسمم المناطق المحليه المحيطه بها، كما ان هناك مشكله اخري تتمثل بالصخور، حيث ان كل برميل من النفط المنتج من النفط الصخري ينتج عنه حوالي 1.5 طن من الصخور، وعلي الرغم من ان هناك مشاريع تتطلب استخدام الصخور الحره (الدبش)، ولكن الطلب علي هذه الماده قد لا يتوافق مع العرض، كون العرض سيفوق الطلب بالتاكيد.

عرضت شركه النفط رويال داتش شيل (Royal Dutch Shell Oil Company) حلاً لبعض المشاكل التي يمكن ان تنتج عن تكرير النفط الصخري، وتدعو الشركه هذا الحل بعمليه التحويل في الموقع (ICP)، حيث تقوم هذه الخطه علي ابقاء الصخر مكانه، فبدلاً من استخراج الصخور من الموقع ومعالجتها، يتم حفر ثقوب في الصخور التي تحتوي علي احتياطي النفط، ويتم انزال سخانات حراريه في الارض، وبعد سنتين او اكثر، ستبدا حراره الصخر الذي يحتوي علي النفط بالارتفاع ببطء، ويبدا الكيروجين بالتسرب خارجًا، وبعد هذا يتم جمع النفط الناتج في الموقع وضخه الي السطح، وبذلك يمكن الاستغناء عن عمليه استخراج الصخور من الارض، والتقليل من التكاليف التي يمكن ان يتم صرفها، كما ويضم تصميم شل ايضًا جدار تجميد، وهو في الاساس عباره عن حاجز يتم وضعه حول موقع النفط الصخري حيث يتم ضخ السوائل المبرده في باطن الارض، ويعمل هذا الجدار علي تجميد ايه مياه جوفيه يمكن ان تدخل الي الموقع ويمنع المواد الضاره مثل الهيدروكربونات من التسرب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل