المحتوى الرئيسى

الحرب الليبية مرشحة للاستمرار سنوات والجيش يضيف 4 طائرات «سوخوي» جديدة إلى أسطوله

01/04 02:15

كشفت قيادات عسكريه وقبليه وسياسيه ليبيه عن وجود خلافات داخل معسكر «فجر ليبيا» الذي يقوده متشددون من جماعه الاخوان ويضم مجموعات من المتطرفين، بالتزامن مع ظهور تململ في صفوف «عمليه الكرامه» التي يقودها اللواء خليفة حفتر التي تجري ضد الارهابيين تحت اشراف رئاسه الاركان التابعه للبرلمان الجديد.

وتعد «فجر ليبيا» وقوات «عمليه الكرامه» التابعه للجيش، القوتين الرئيسيتين المتحاربتين في البلاد الغنيه بالنفط. وتوقعت هذه المصادر التي كان بعضها في زياره للعاصمه المصريه، القاهره، اخيرا، استمرار الحرب الليبيه لسنوات رغم ضم الجيش 4 طائرات «سوخوي» جديده خلال الاسبوعين الماضيين، وهو امر يجري الكشف عنه للمره الاولي.

ومن جانبها تحدثت مصادر سياسيه من مدينه مصراته خلال زياره غير رسميه للقاهره، عن خلافات بين قاده المدينه التي تعد المعقل الرئيسي لقوات «فجر ليبيا»، وذلك حول العمليات العسكرية التي بدات هذه القوات تقوم بها في مناطق الشرق الليبي وما تسببت فيه من دمار هائل للخزانات النفطيه في منطقه السدره الاسبوع الماضي. وقالت هذه المصادر ان شخصيات في المجلس البلدي لمدنيه مصراته الذي يقوده تيار يضم معتدلين، ابلغ القاده العسكريين، واغلبهم من جماعه الاخوان والجماعه الليبيه المقتله، ان العمليات القتاليه والهجوم علي منطقه الهلال النفطي الواقع الي الغرب قليلا من مدينه بنغازي «تعيق الحوار» مع باقي الليبيين.

وتابعت هذه المصادر قائله ان 4 (3 رجال وسيده) من نواب مصراته الذين فازوا في البرلمان الجديد الذي يعقد جلساته في طبرق، ما زالوا يصرون علي مقاطعه جلساته والوقوف الي جانب قوات «فجر ليبيا» المناوئه للبرلمان وللجيش الوطني وعمليه الكرامه، وهؤلاء النواب هم: «ح.ش»، و«ع.ب»، و«م.ض» و«ع.س»، ويقودون حراكا مثيرا للقلق في مدينه مصراته يهدف الي اطاله امد الحرب ضد برلمان طبرق والجيش ويدعمون مواقف المتطرفين بطريقه تدعو الي الخطر من المستقبل، لان «هذا الاتجاه لن يفضي الي سيطره فجر ليبيا علي عموم البلاد، ولكنه سيؤدي الي عداء من جانب الليبيين ضد مدينه مصراته».

ووفقا للمصادر نفسها مارس النواب المتشددون المقاطعون لجلسات برلمان طبرق، وغالبيتهم من جماعه الاخوان، ضغوطا كبيره، بمساعده قاده عسكريين من «فجر ليبيا»، علي المجلس البلدي لمدينه مصراته لمنعه من اصدار بيان يؤيد الحوار السياسي، مشيره الي ان المجلس البلدي كان يريد ان يصدر الاسبوع الماضي بيانا يقول فيه ان الحوار «خيار استراتيجي لحل الازمه الليبيه»، وليس السلاح او الاقتتال.

ومن بين من زاروا القاهره خلال الايام القليله الماضيه قيادي ليبي من جماعة الأخوان المسلمين من الموالين لقوات «فجر ليبيا» وتوجهات المتشددين في مصراته، يدعي «ع.ر».

وافادت المصادر ان هذا الرجل دخل مصر بـ«تنسيق مسبق مع القاهره، وبضمانات بعدم الملاحقه»، وانه كان قريبا من مقابلات جرت قبل شهر بين فرقاء ليبيين عقد بعضها، بشكل غير رسمي، في دوله المغرب. ولم يعرف بعد ما اذا كان «ع.ر». قد التقي باي من المسؤولين المصريين ام لا، مع العلم ان مصادر مصريه رسميه ابلغت «الشرق الاوسط» ان القاهره لن تكون طرفا في اي حوار بين الليبيين تشارك فيه جماعه الاخوان او القيادات المتطرفه، وانها «لا تشجع علي ذلك»، حتي لو عقد مثل هذا اللقاء في دول اخري كالجزائر.

وبالعوده الي الخلافات بين قاده مصراته، افادت المعلومات ان نواب المدينه المقاطعين لاعمال البرلمان، والذين شاركوا في مؤتمر «غدامس1» قبل شهرين، مع نواب من البرلمان، يتعرضون لهجوم كبير. واضافت مصادر من مصراته نفسها ان التيار المنحاز للحوار يقوده النائب المعتدل، فتحي باشاغا. واضاف ان تيار النائب باشاغا في مصراته تعرض، بسبب مواقفه المعتدله، لاتهامات من جانب المتطرفين بالتكفير والتخوين. وقالت ان «اعضاء في جماعه الاخوان والجماعه المقاتله يقودون حمله ضد باشاغا مستخدمين في ذلك ايضا جيشا الكترونيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غالبيه افراده من النساء وربات البيوت».

وتسير هذه المعركه الخافته في اروقه مصراته مع معركه اكبر تجري وقائعها في طرابلس بشان المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق) المنتهيه ولايته، والذي يصر علي الاستمرار في عقد جلساته حتي الان، ويحاول اقناع العالم بان «برلمان شرعي له حكومه»، ويريد ان يعزز سلطاته علي الارض بالسيطره علي المنشات النفطيه قرب سرت وبنغازي قرب منطقه السدره والوادي الاحمر.

وقال احد اعضاء المؤتمر الوطني لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من طرابلس، مشترطا عدم تعريفه بسبب حساسيه الخلافات هناك، انه «يوجد توتر كبير بين اعضاء المؤتمر الوطني السابق، بسبب اتهامهم لرئيسه نوري بو سهمين بالانقياد لسلطه اعضائه المتشددين»، قائلا ان من بين هؤلاء الاعضاء المتشددين محمد العماري، ومحمد بوسدره، وعبد الوهاب القايد. واضاف ان نحو 20 عضوا في المؤتمر الوطني المنتهيه ولايته «هددوا باستصدار بيان يؤيد الحوار مع البرلمان الجديد في حال استمرار قيادات المؤتمر في رفض الحوار».

ومن بين الخلافات التي بدات تضرب في مصراته ايضا، اشتراط عدد من قاده ميليشيات عسكريه مهمه في «فجر ليبيا»، ومنها كتيبه الحلبوص وكتيبه المحجوب، ابتعاد صلاح بادي، قائد «فجر ليبيا» ومن القيادات الاخوانيه العسكريه المتشدده، عن المشهد العام الحالي، وذلك بسبب ضلوعه في معركه المطار والمعارك التي تبعتها في جنوب غربي طرابلس في الزنتان وورشفانه، وتشدده ضد اي فرص للحوار تشارك فيه اطراف من برلمان طبرق ومن الاطراف الاخري الفاعله في ليبيا.

وتعتمد قوه القيادات الاخوانيه علي عمليات التنسيق التي تجريها بين ميليشيات المتطرفين، سواء كانوا من الموالين لتنظيم القاعده او لتنظيم «داعش»، وهما تنظيمان يتركز وجودهما بشكل كبير في الوقت الحالي علي مدن درنه وسرت وبنغازي. ويشن الجيش الوطني بقياده حفتر، عمليات ضد هؤلاء المتطرفين في بنغازي، لكن المعركه طالت ولم تحسم بشكل نهائي بعد، بسبب «تململ» بين ضباط عدد من قاده العمليات داخل المدينه التي تعد ثاني اكبر المدن الليبيه ومهد الثوره التي انطلقت ضد العقيد معمر القذافي في 2011.

واستغلت «فجر ليبيا» بطء عمليات الجيش في بنغازي وحاولت تقديم دعم لجماعه انصار الشريعه المحاصره في المدينه. وقال ضابط كبير في الجيش الليبي كان ضمن وفد في زياره للقاهره قبل يومين ان المؤشر وراء توجه قوات «فجر ليبيا» الي حقول النفط في المنطقه الشرقيه «ليس هدفه الحقول في حد ذاتها، ولكن يريدون مناصره انصار الشريعه في بنغازي، لان موضوع حسم المعارك في بنغازي تاخر بطريقه غريبه. وفي حال سيطره «فجر ليبيا» علي حقول النفط في الشرق فانك تستطيع القول انها تحقق نتائج كبيره لصالحها، وهذا يزيد الامور تعقيدا، سواء سياسيا او عسكريا».

ويضيف ان «الناس في حرب بنغازي وقفت مع الجيش حين دخل المدينه منذ الشهر قبل الماضي. لكن ميدانيا الوضع في المدينه غير مطمئن.. كان هناك هجومان كبيران في بنغازي من جانب مجلس ثوار بنغازي (الذي يقوده المتطرفون).. المتطرفون يضغطون داخل بنغازي حتي لا يكون هناك دعم للجيش في منطقه وادي الاحمر قرب المنشات النفطيه وقرب سرت.. لا تستطيع ان ترسل قوه الي الجبهه الواقعه غرب بنغازي بينما انت لديك جبهات مفتوحه داخل بنغازي نفسها».

وقامت قوات فجر ليبيا بشن هجومين الشهر الماضي علي القوات المواليه للجيش في منطقه راس الانوف، قرب المنشات النفطيه وعلي الطرق الشرقيه لسرت، وتمكنت في الهجوم الثاني من حرق صهاريج ضخمه مما اثر بالسلب علي عمليات التصدير وعلي مصادر الطاقه المغذيه لشرق البلاد. ووفقا للمصدر العسكري المقرب من العمليات التي تقوم بها قوات حفتر والجيش الوطني، فان القوات المواليه للجيش والتي كانت موجوده في الهلال النفطي هي «قوات معنويه» اكثر منها قوات قادره علي صد هجوم قوات فجر ليبيا.

واعتمد الجيش علي القوات الجويه لضرب ارتال قوات فحر ليبيا وهي تتقدم الي منطقه النفط، لكن طريقه تنفيذ «فجر ليبيا» للهجوم لم تكن متوقعه. وقال هذا الضابط انه «يوجد مع قوات فجر ليبيا خبراء عسكريون سودانيون وربما اتراك في غرف العمليات، لان الهجوم الثاني الذي قامت به (فجر ليبيا) بعد صد الهجوم الاول بطيران الجيش، استخدمت فيه 5 محاور في الهجوم، لتشتيت قدرات الطيران الحربي».

وتابع موضحا: «الهجوم من عده محاور لم يكن موجودا في تكتيك قوات فجر ليبيا من قبل.. هذا حدث في الهجوم الثاني انطلاقا من مدينه سرت للاستيلاء علي المنشات النفطيه، في مقابل قدرات متواضعه للسلاح الجوي الذي يملكه الجيش الوطني. وهو، اي الجيش، لا يستطيع ان يوجه ضرباته لاربعه او خمسه اهداف مره واحده.. هذا يؤدي الي ارهاق سلاح الجو الليبي واستنزاف قدراته، وحتي بالنسبه لعمليه اعاده تذخير الطائرات، اضف الي ذلك ان كميات الذخائر نفسها ليست بذلك القدر الذي قد يتخيله البعض، بالاضافه الي الاعطال الكثيره التي تصيب هذه الطائرات القديمه».

وكان الجيش الليبي الذي اعيد تاسيسه منذ الربع الاول من عام 2014 يملك اقل من 10 طائرات حربيه من نوع «سوخوي» الا انها قديمه، وبعضها يحتاج الي اصلاح. وكشف ضابط اخر في جيش حفتر، لـ«الشرق الاوسط»، لاول مره، خلال زياره للقاهره قبل يومين، ان الجيش ضم الي قواته الجويه 4 طائرات سوخوي جديده، وانها بدات تشارك في المعارك «لكن ما زالت امكانات القوات الجويه ضعيفه».

ويتوقع ان تستخدم الطائرات الجديده في ضرب اهداف عسكريه للمتطرفين في طرابلس وفي مصراته»، مشيرا الي ان «الطائره السوخوي الجديده ذات كفاءه وتبقي في الاجواء فتره طويله، ويمكنها ان تناور وتعاود الضرب مره ومرتين وثلاث».

لكن امكانات «السوخوي»، بما فيها الجديده، تظل اقل من امكانات ذلك النوع من الطائرات الذي كانت تمتلكه ليبيا قبل ان تتعرض لقصف حلف الناتو اثناء «الثوره» ضد القذافي، والمعروفه باسم الطائره (U2) وكان لديها القدره علي الطيران لمسافه 4 الاف كيلومتر. وكانت تعد من اسلحه الجو المهمه ليس في ليبيا فقط، ولكن في منطقه الشرق الاوسط. وما زال يوجد طيارون كثيرون في الجيش الوطني لكن لا يجدون طائرات للاشتراك في العمليات العسكريه ضد المتطرفين. وتجد ليبيا صعوبه في توفير السلاح بسبب ادراجها منذ 2011 تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحده، وحيث اصبح محظورا عليها استيراد الاسلحه لكل انواعها من الخارج، لكن مسؤولين عسكريين في الجيش يقولون، دون مواربه، انهم يدبرون امور التسليح من خلال السوق السوداء ومن خلال صفقات تجري من وراء ستار، ومنها صفقه السوخوي الاخيره.

لكن يبدو ان عمليه «فجر ليبيا» الاخيره وجراتها في استهداف المنشات النفطيه جعلت قيادات في البرلمان وفي الجيش الوطني تشعر بالقلق من سير عمليات الجيش وتاخرها في كسر شوكه الجماعات المتطرفه التي لا يتركز وجودها في بنغازي فقط، ولكنه يمتد الي درنه والي سرت ومصراته وطرابلس وصبراته.

ووفقا لمصادر من نواب البرلمان التي التقطتها «الشرق الاوسط» في القاهره اخيرا، فانه جري تقديم اقتراح الي كل من رئيس البرلمان، عقيله صالح، ورئيس الحكومه عبد الله الثني، بايفاد مبعوث خاص الي روسيا لعرض امور محدده تتعلق، باختصار، بالسلاح مقابل النفط، قبل ان تتحول ليبيا الي دوله يسيطر عليها الارهابيون، وان يتم اخطار الروس برساله محدده ايضا وهي انه في «حاله هيمنه المتطرفين علي البلاد، ستكون هدفا سهلا للغرب لكي يتدخل بنفسه، وبالتالي لن تجد روسيا موضع قدم في ليبيا مستقبلا».

لكن صالح والثني ردا علي النواب الذين تقدموا بهذا الاقتراح، وغالبيتهم من نواب الوسط والجنوب، بان اصدقاء الروس من الليبيين ينطبق عليهم قانون العزل السياسي الذي سنه البرلمان السابق في عام 2013، ويمنع كل من عمل مع القذافي منذ سنه 1969 حتي 2011، من شغل اي موقع رسمي في الدوله، وانهما ردا بانه «في حاله ايفاد مبعوث خاص ينطبق عليه العزل السياسي، ستوضع الحكومه والبرلمان في حرج بالغ». واضاف احد هذه المصدر ممن كان مشاركا في اللقاء مع رئيسي البرلمان والحكومه قائلا للثني: «سيدي.. المبعوث الشخصي ليس مطلوبا ان يكون معلنا في وسائل الاعلام او ان يعرفه الجميع»، مشيرا الي انه يوجد توافق في الجلسات المغلقه علي ان «الرجال الذين يصلحون ويستطيعون حل مشكله ليبيا ينطبق عليهم قانون العزل»، لكن التصريح بمثل هذا الراي يجلب الانتقادات خاصه من خصوم البرلمان والجيش.

وجري ترشيح احدي القيادات التي لديها قدره علي التواصل مع الروس من اجل تسيير جلب السلاح الروسي الي ليبيا بعيدا عن انظار الحظر الدولي.. ويدعي هذا الرجل الذي كان يعمل فيما مضي في الدوله في عهد العقيد معمر القذافي، «س.ر».. والتقي بالفعل، في القاهره، مع عدد من الاطراف المؤثره في البرلمان والحكومه اثناء زيارتهم لمصر.

وابلغ هذا الرجل الذي يقيم بالعاصمه المصريه احد وزراء الحكومة الليبية حين التقي به بقوله: «لا يعنيني قانون العزل، لانني لست مرشحا لموقع رسمي في الدوله.. انت اذا كنت تريد شيئا فاطلبه مني حتي اقوم به، دون ان تعلن عن ذلك. المهم ان اربط بينك وبين الروس بحيث يمكن ان تجري اتفاقا معهم لكي يتدفق السلاح الروسي الي السلطه الليبيه الشرعيه. هذا واجبي الوطني لا اريد وظيفه ولا اموالا ولا اعلاما».

وبدا الجيش الليبي عملياته ضد المتطرفين في شهر مايو (ايار) الماضي، واعلن وقتها ان مساله حسم المعارك في بنغازي وباقي المدن، ستنتهي قبل بدايه عام 2015، لكن طول امد العمليات اصبح ينذر بوقوع خلافات بين القاده العسكريين المنخرطين في قوات الجيش الوطني وعمليه الكرامه. وبدلا من الحديث عن الحسم بقوه السلاح، اصبح في الامكان ان تسمع في حوارات المتحمسين الكبار الموالين للجيش، لغه جديده تقول ان «الحسم العسكري لن يتم. هناك من يغذي المتطرفين وهناك سلاح منتشر، وهناك ايضا حساسيات قبليه. توجد مشكلات حتي بين قيادات حفتر، ولا نريد ان ندخل انفسنا في هذه المتاهه».

ويضيف ضابط علي صله بغرفه عمليات الجيش الليبي قائلا: «الان، حين تكون قد قطعت شوطا كبيرا في بنغازي، وتفاجا ان هناك قوات من الاسلاميين بدات تاتي لتقديم الدعم للمتطرفين في المدينه، قد ينقلب الموقف ولا يكون لصالحك. الذي هز الموقف واربك عمليات الجيش في بنغازي هو نقص الذخائر. الذخائر موجوده لدي طرف ولا يريد ان يعطي منها للاطراف الاخري، والمتشددون يستفيدون من هذه التصرفات التي لا تليق».

ويتابع قائلا في حديث موثق مع «الشرق الاوسط»: «توجد حقيقه لا يمكن السكوت عليها.. ضباط في الميدان في بنغازي ابلغونا بانهم انسحبوا من بعض احياء المدينه التي تتحصن فيها مجموعات متطرفه، لانه ليس لديهم ذخائر. الذخائر نفدت من ايدي الجنود ومن ايدي المتطوعين (ما يعرف بالصحوات) وقالوا لنا انهم حين طلبوا ذخيره من الجيش لم يعطونا.. هذه مشكله.. لا يصح ان يكون هناك تنابذ ونيات غير طيبه وصراع علي مواقع بشان مرحله ما بعد تحرير بنغازي».

ويضيف انه في حال عدم اعاده الانضباط الي عمل افرع الجيش فان المعركه بهذا الشكل ستطول لسنوات.. «ليس بسبب الحساسيات التي بدات تظهر بين بعض القاده في الجيش وفي عمليه الكرامه، ولكن ايضا بسبب الانقسامات المتوقعه بين الميليشيات الاسلاميه. هنا ستتحول ليبيا الي مناطق للحروب الصغيره التي لا يمكن السيطره عليها، ونتمني الا يحدث ذلك».

ويلفت هذا الضابط الانتباه الي انه اصبح يوجد فرع من الجيش له عقيده مختلفه عن جيش حفتر رغم انه يتعاون معه في الوقت الرهان، في قتال المتطرفين و«فجر ليبيا»، في منطقه غرب طرابلس، وهو «جيش القبائل» الذي يتكون من عناصر كانت في الجيش الليبي القديم وترفض العمل تحت قياده حفتر علانيه، «لانه مستمر في تبني ثوره فبراير (شباط) 2011 التي اطاحت بالقذافي، وهو ما يرفضه قيادات الجيش السابق، ولذلك ومنعا للحساسيات واحتراما للمشاعر، تم تسميه الجيش في الغرب باسم جيش القبائل لكنه يعمل بالتنسيق والتعاون تحت رئاسه اركان الجيش الليبي».

وحقق تعاون جيش القبائل مع الجيش الوطني تقدما كبيرا جدا علي الارض في غرب طرابلس. واصبحت هناك غرفه عمليات في الغرب فيها مجموعه من الضباط واصبح ياتيهم سلاح من منطقه الشرق من جيش حفتر. ويخضعون لاوامر بالتقدم او الانسحاب، واصبحت تجري حرب تكتيكيه في مناطق غرب طرابلس وليست حربا عشوائيه كما كان في السابق حين نشبت الحرب بين ميليشيات فجر ليبيا وميليشيات الزنتان التي انضمت هي الاخري الي الجيش الوطني وتعمل بالتنسيق مع جيش القبائل.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل