المحتوى الرئيسى

من أسرار الرسول لمصافحة الكون بقلب سعيد!

01/03 13:12

هل هيأت للسعادة موضعا في قلبك ؟ .. هل تجهزت لسماع قرعاتها على بابك وتوقفت عن الصياح ؟ .. كم شتلة من البسمة زرعتها اليوم .. كم خريطة لعمرك فردتها لتستمتع برسم خطط الغد الذي ينتظرك بلهفة ؟ .. مهلا .. أين خلوتك الصافية مع الله وأين ثمار الناسكين التي حصدتها وسط مطحنة الهموم اليومية ؟!.

في رحلتنا مع إطلالة شمس الذكرى النبوية العطرة، ومستهل عام جديد، نتوقف مع كتاب “عش سعيدا” والذي أعده الكاتب الصحفي السيد حامد، ونشرته دار “أجيال” .. استراحة للمحاربين لا تخلو من العبر المفيدة .

إنه سر المؤمنين، هؤلاء يعرفون أن ذنبا يولد ذلا ، خير من طاعة تولد استكبارا .. وهؤلاء يعرفون أن كلمة لينة تنزل كقطر الماء على القلب المتحجر , فتلين تربته , وتتفكك صلابته , فتنبت أزهارا ورياحين..

لقد أمر الله تعالى سيدنا موسى بأن يذهب وأخاه فيقولا لفرعون “”قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي”

لقد خسرت الحركات الإسلامية الشئ الكثير حينما غلبت الصوت المرتفع الصاخب على المنطق الهادئ.. غافلة عن أن النهر الهادر بالمعاصي لن تلين ثورته إلا بروح سمحة , وصوتا حنونا يسكن ما به من أبواق الشيطان !

فلنشاهد أبا بكر الصديق – رضي الله عنه – يقول ”لا آمن مكر الله ولو كانت أحدي قدامي في الجنة”، أو الصحابي الجليل عكرمة بن أبي جهل وقتاله الشديد رغم قلة المؤمنين معه في معركة اليرموك، فإذا هو يقتحم بأربعمائة فارس صفوف الروم حتى خارت قواه من طعنات سيوفهم، وتجده يقول لصاحبه خالد بن الوليد : ترى هل يغفر الله لي؟ !

هل تعلم بنبأ الثلاثة أنبياء الذين بعثوا في قومهم فلم يؤمن منهم سوى واحد، كما تخبر سورة يسين ؟! وقد قتلوه بعدها للتخلص منه .

أما نبي الله يونس فقد تعرض لمحنة ابتلاعه في بطن الحوت ، فقط لأنه يأس من إيمان قومه في مدينة نينوى بالعراق فقرر أن يغادرهم ، ولم ينجه سوى الدعاء والقنوت لله . وحين عاد آمن قومه وعددهم مائة ألف بعد أن علمه الله الدرس “عليك الاجتهاد والصبر على المشاق.. وعلى الله النتيجة..”

أما نبي الله لوط فقد مكث في قومه سنوات..فلم يؤمن به أحد حتى أهلكهم الله.

وتضيق أم القرى بدعوة التوحيد, فيتسلل منها النبي ويخرج مهاجرا إلى المدينة.. ويبدأ طور الكفاح والجهاد.. ويستطرد الكاتب السيد حامد بقوله : لعلك أيها القارئ النبيه قد قارنت بين عدة جيش الإسلام وجموع المشركين.. في بدر 300 مؤمن يقاتلوا ألفا من فرسان قريش ، وفي أحد.. جيش الإسلام 700 مقاتل يواجهوا ثلاثة آلاف من مكة ، وفي الخندق..يحاصر 10 آلاف مشرك مدينة الرسول.

وبعد تلك الغزوة , والتي نحتفل في كل عيد بما أنعم الله على الإسلام فيها , ونشكر الله الذي ” هزم الأحزاب وحده”.. بعد تلك المعركة أدرك الرسول أن ميزان القوة آن له أن يميل إلى جانب الإيمان , فقال في ثقة الواثق بنصر ربه ” اليوم نغزوهم ولا يغزونا”.

وبعدها بسنوات ثلاث يفتح مكة..وتأتي وفود العرب تؤمن بالنبي الخاتم..كأمواج البحر تنجذب إلى الشاطئ تلتقط أنفاسها بعد طول إجهاد.

(لا يحرك الرجال إلا شيئين: الخوف والمصلحة…نابليون بونابرت)

”عندما هاجم جنكيز خان الصين, هدد بإبادة الصينيين وترك العشب ينمو لتأكل منه الجياد.

لم ينقذ الصين من مصيرها المحتوم سوي مستشار جنكيز “ييلو شو أوتسآي”, وكان معجبا بالحضارة الصينية, فأقنع الغازي المغولي بأنه يستطيع أن يجني ثروة طائلة إذا تخلي عن تدميرها بفرض ضريبة على الذين يعيشون فيها. ورأي جنكيز خان الحكمة في ذلك, فتخلي عن ذبح أهلها.

وكُتب للحضارة الصينية أن تعيش, والفضل لرجل عرف كيف يخاطب سفاح دموي لا يعرف إلا الطمع”.

وهكذا، كما يشير الكتاب، فهناك صنف من البشر لا يحركهم سوى المصلحة الذاتية، ويروي الكتاب قصة رمزية لفلاح لم يستمع لتوسلات العصافير لترك شجرتهم التي صارت عقيمة لا تجلب الثمر، فلما بدأ الضرب بالفأس إذا بخلية نحل مليئة بالعسل في جذع الشجرة، وقد كان سبب ترك الفلاح للشجرة التي صارت محط عنايته الفائقة!

لذا ربما تكون لغة العصافير غير مجدية مع ذلك الفلاح الذي يبحث عن منفعة، تماما كالعرب حين خاطبوا العالم بلغة الضمير

قبل حرب أكتوبر 1973، يحثونهم على وقف جرائم إسرائيل ، وطوال سنوات ذهبت توسلات العرب لاستدار عطف العالم أدراج الرياح، حتى حظر العرب تصدير النفط ، فانتبه العالم لخطورة القضية . 

هل كان محمد علي عظيما ؟ لا شك أنه بنا نهضة مصر الحديثة، فبنا المصانع ودعم الجيش وشق الترع، غير أنه نسى أمرا جللا .. نسى الإنسان .. فقد سيق الفلاحون مكبلين ليعملوا بالسخرة ، حتى أنه في مدة

عشرة أشهر فقط سقط اثنا عشر ألفا شهيدا , دفنوا على ضفتي الترعة تحت أكداس التراب الذي كان يرفعونه من قاعها , ومعظمهم مات من قلة الزاد والمئونة وسوء المعاملة من الجنود القساة المنوط بهم حراستهم.

فلتجعل الإنسانية هدفا بحياتك .. فقد وقف رسولك لجثمان يهودي مر عليه احتراما للنفس البشرية، وسامح من أساء إليه وصحبه .

النصر الزائف .. وهزيمة الفرسان

(عندما تتمنع وتنأي بنفسك فإنك لن تستثير الغضب , بل تكسب نوعا من الاحترام , إذ أنك ستبدو قويا على الفور لأنك تضع نفسك بعيدا عن أية قبضة ) .. روبرت جرين .

الأمم والأشخاص، ينجحون حين يتجنبون التفاهات من الأمور . لقد اتبعت أمريكا مبدأ “مونرو” فنأت بنفسها عن مشاكل كانت تعتصر القارة الأوروبية، ومنعت أوروبا من التدخل بشأنها، لتتفرغ هي لبناء نفسها، ووقفت تراقب الحرب العالمية الثانية وتشعر بالانتشاء وهي تري القوي الكبرى تنهك بعضها بعضا, وتفسح لها الطريق للسيادة.. حتى حين خاضت الحرب كانت خسائرها هي الأقل 200 ألف جندي ، فيما أزهقت الحرب على 50 مليون عسكري ومدني من دول العالم..

لكن الكتاب يخبرك أيضا بـ”مهزوم منتصر” ، لقد قال صلى الله عليه وسلم :

( ألا أنبئكم بما يشرف الله البنيان ويرفع الدرجات؟ قالوا: نعم يا رسول الله , قال: تحلم على من جهل عليك , وتعفو عمن ظلمك , وتعطي من حرمك , وتصل من قطعك)

اهتم الكتاب بأولئك الذين يقابلون نكران المحيطين وجفاءهم بالوصل والمودة، وهي مسألة شاقة على النفس ولكن كما قال الحق سبحانه

في سورة فصلت ” ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ”

اهتم الكتاب كذلك بما أسماه “هزيمة الفرسان”  فهذا الحسين بن علي يرفض قتل أكبر أنصار غريمه يزيد، فيزينه التاريخ سيد الشهداء .

وهناك مثل قريب، فقد فوجيء بطل المصارعة المصري محمد رشوان بغريمه على الحلبة ، وهو لعب ياباني ، يعاني من إصابة بساقه، كان يمكن أن يهزمه بضربة واحدة ويحظى بالذهبية ، لكنه رفض ، فخسر الفرصة، وتمر الأيام ويمنح جائزة أرفع، إنها جائزة مؤسسة اليونيسكو للعب النظيف.

من يحصون على غيرهم الأخطاء , ويرفضون التسامح , يجري لسانهم دائما بذكر الزلات فهؤلاء هم شرار الناس كما وصفهم الحبيب (ص) ، وقد تسامح رسول الله مع حاطب بن أبي بلتعة، وكان من أشهر الرماة في غزوة بدر، برغم رسالته التي أرسلها لقريش يخبرهم بتخطيط المسلمين، ومع ذلك رفض الرسول أن يقتل عمر بن الخطاب هذا الصحابي، لأنه اطلع على ما في صدره من ندم على حسابات مخطئة ، وتذكر له فضله في بدر .

وحين نقلب صفحات التاريخ نجد أن قادة عسكريين مرموقين وقعوا بخطايا فادحة، فلم تقلل من صيتهم الواسع، ومنهم نابليون بونابرت والذي دخل غازيا روسيا بـ650 ألف جندي وعاد لبلاده بـ25 ألف فحسب بعد أن اكتسحت الثلوج الجميع فوقع الفرنسيون في الفخ!

سامح من تحب .. درس عظيم لسعادة دائمة .

”عندما يكون البحر ساكنا يظهر البحارة بلا استثناء مهارتهم الفائقة”.. شكسبير

حينما أقبلت جيوش الكفر على المدينة تتحرك كالجبال , وقف رسول الله (ص) أمام الخندق بعد حصار 21 يوما ، فأراد أن ينثر الأمل على أصحابه ويبشرهم قائلا في ثقة الواثق بنصر ربه:

”والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة.. وإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا ,وأن يدفع الله إلى مفاتيح الكعبة ! وليهلكن الله كسرى وقيصر , ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله “.

لذلك يا صديقي.. عليك ” بدلاً من أن تلعن الظلام أوقد شمعة” كما يقول المثل الصيني.. فالليل لا ينهزم بكثرة لاعانيه والناقمين عليه, وإنما بكثرة الضوء الذي يشع من داخلك.

لقد كدح الكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز ليل نهار وعمل في مصنع صغير للصبغة تمرح فيه الفئران, مقابل بضعة شلنات؟! أما الروائي الأيرلندي الساخر برنارد شو فلم يغرق في إحباطه وقد بلغ الأربعين وهو ما زال يطرق أبواب المجد فلا تفتح له؟ّ!

” أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ .. وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”

يقول الكاتب : كما تنقي النار الذهب من الخبث..كذلك الفتنة تصنع بالقلوب تصفيها فلا يبقي إلا أصحاب الإيمان الراسخ .

”أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة.. ولكن الوقت الأفضل الثاني هو.. اليوم”..

حكمة صينية قديمة تنبهنا إلى أهمية الوقت, فما فاتنا قطاره أمس , يمكن أن نلحق به اليوم..

هذا المعني الرائع يذكرنا بقول الحبيب صلي الله عليه وسلم “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة – صغير النخل – فليزرعها “.

فالمؤمن لابد أن يكون إيجابيا في الحياة , يشارك في تجميلها بكل ما يملك , وبقدر ما يستطيع , يستوي في ذلك أن يكون شابا يافعا , أو شيخا هرما...فليمهد الأرض لبذور الأمل..

والسيد حامد لا ينسى دوما بكتابه أن يستشهد بسير الصحابة الكرام، فيتحدث عن سبعين شهيدا افترشوا بأجسادهم الأرض تحت ظل جبل أحد، فلم يروا فتح مكة ، البلد التي عذبتهم , وطردتهم لاعتناقهم الإسلام.. لم يدركوا الإسلام وقد أصبحت دولته قوية الأركان , مرهوبة الجانب تدك حصون الروم وفارس

”سوف أعرض عليك تحديا لطيفا.. مت كل يوم, تذكر دائما حقيقة أنك مخلوق فان. ثم امنح ذاتك للحياة . عش كأن الغد لن يأتي. خاطر وجازف, افتح قلبك أكثر قليلا. كن على حقيقتك. اظهر احترامك لنعمة الحياة التي وهبك الله إياها. تألق أكثر اليوم”. روبن شارما

وأعظم وأجمل من تلك النصيحة ، ذلك الحوار الذي دار بين الصحابي معاذ بن جبل والنبي (ص) والذي أسر للرسول بأنه ما خط خطوة إلا وظن ألا يتبع بغيرها وظل متذكرا لحال أهل الجنة وأهل النار ، إلى آخر حديثه الذي تأمله الرسول بإعجاب وقال : عرفت فالزم .

وأذكار قبل النوم ما هي إلا تدريب نفسي على فكرة انتهاء الحياة في كل يوم، ورجوعها إليك بمنحة من الله مع إشراقة يوم جديد تحمد الله على هذه الفرصة الجديدة .

كان صلى الله عليه وسلم يقول :

مالي وللدنيا , ما والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة , ثم راح وتركها

عليك مع مطلع عام جديد أيضا، أن تضع أهدافا طويلة المدى يتم تنفيذها على مدى سنوات , وتقسيمها لأهداف أقصر يتم إنجازها .

عليك أيضا أن تستدعي المخاطر المحيقة بك، وتتعامل وكأنه ليس أمامك سوى النصر أو الموت، وتذكر ما قاله المفكر الاستراتيجي الصيني “سان تسو”: (الجيش حينما يكون محاصرا في موقع جغرافي كجبل أو نهر أو غابة وليس لديه طريق للهرب يقاتل بضعف أو ثلاثة أضعاف القوة المعنوية التي يمكن أن يقاتل بها في أرض مفتوحة..)

( ومن يتهيب صعود الجبال .. يعيش أبد الدهر بين الحفر) .. أبوالقاسم الشابي

ربما لهذا يقول على بن أبي طالب رضي الله عنه : ” قرنت الهيبة بالخيبة”. فإن هبت أمرا ، حاول أن تمارسه حتى تكسر هيبته في نفسك، وفي الإسلام يعطى المجتهد أجر ولو لم يصب.

لكن الكاتب يحذرك أيضا من أن تغتر بنصر في يدك كما فعل المسلمون في غزوة احد، فسالت دماؤهم وعاتبهم ربهم في قرآنه على فعلتهم .

(إذا أراد الله بقوم سوءاً أعطاهم الجدل ومنعهم العمل..) .. الإمام الأوزاعي

وينصحك الكاتب بأن تدع “الجدل البيزنطي” , وأن تضرب بمعولك في الأرض لتزرع ما تريد من بذور , وحينما تكبر شجرتك , ستكون دليلا على عدم صواب لائميك .. ألق خلف ظهرك الجدال وأبدأ العمل, فكما قال أحد الفلاسفة “الحقيقة تشاهَدُ, ونادرا ما تُسمَع”.

(سياستي هى ألا أعتمد على أي سياسة) .. أبراهام لنكولن

ويخبرك الكتاب بنماذج تاريخية لقادة ناجحين اعتمدوا على تغيير خططهم لكسب حروبهم، ومنهم خالد بن الوليد بمعركة اليمامة حيث التقى جيشه المكون من 8 آلاف مع جيش مسيلمة الكذاب والذي يصل تقديره إلى 40 ألف وبعد أن بدأ المسلمون يتقهقرون للوراء، بادر خالد بتنظيم جديد للجيش فميزهم لرايات ؛ المهاجرون والأنصار والأعراب، وصاح “أيها الناس تمايزوا حتى نعرف من أين نؤتي” فثارت الحمية وخشى كل فريق أن يصاب الجيش من جانبه، وانتهت المعركة بسقوط ألف ومائتي من المسلمين , ومقتل 14 ألف من جيش مسيلمة , لتنتهي بذلك أخطر معارك حروب الردة .

لكن الأمر ينطبق على حياتنا الشخصية بشكل أكيد، فالزوجان إن لم يجددا حياتهما تسرب إليهما الملل، وتلاشى الحب تدريجيا.

ويلمح الكاتب لتراجع حضارة الإسلام في العصور الوسطي لاعتماد العلماء على التقليد والنقل . ومازال ذلك النمط المتخلف من التفكير عائشا بيننا , حتى أن بعض السذج من المسلمين يزعمون أن مجد الإسلام سيعود حينما ينفذ بترول العالم , وتشتبك الجيوش بالسيوف ! وكأن أداة الحرب هي التي ضمنت النصر للمسلمين في سابق مجدهم , لا التطور الحضاري وسباق الأمم الأخرى في العلم.

” ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى”..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل