المحتوى الرئيسى

السينما في 2014 بين الأفلام التجارية والمستقلة

01/03 01:42

لا تزال الارقام النهائيه لمجموع ما حصدته السينما الاميركيه والعالميه الاخري غير متوفره وتحتاج الي اسبوع من التمحيص قبل ان تُنشر، لكن لن يكون من المستغرب ان احد الافلام الاولي ايرادا بالنسبه لصالات السينما المستقلة (تلك الصغيره التي تعيش علي افلام بديله وغير تجاريه وليست من انتاج الصف الاول) سيكون «المقابله» رغم انه ليس فيلما مستقلا ولا صغيرا ولا ينتمي الي الفن الذي يبحث عنه جمهور هذه الصالات بصله.

لكن السبب هو ان سوني، عندما تمنّعت شركات الصالات الكبيره التي تهيمن علي نحو 80 في المائه من صالات السينما في الولايات المتحده وكندا عن عرض هذا الفيلم، وجدت في الصالات المستقله (نحو 450 صاله في المجموع اختارت منها 300) البديل المطلوب. وصالات السينما المستقله (او سمّها صالات الفن والتجربه اذا اردت) رحّبت بذلك ايما ترحيب، فحال العروض المستقله هذا العام لم تكن جيّده، وان كانت افضل قليلا من العام السابق 2013. وهو استمرار للحال ذاته في الاعوام القليله الماضيه عندما انحسرت قوّه الفيلم الاوروبي الوافد بما فيها الافلام الفرنسيه، وتراجع وقع غالبيه الافلام الاميركيه المستقله (تلك التي تُصنع بعيدا عن نظام هوليوود الانتاجي) علي الجمهور المتخصص.

اميركيا الافلام الاكثر اهميه وجوده من تلك التي تم انتاجها وعرضها هذا العام تحتوي علي 4 اعمال تاتي في المقدّمه وهي «سلما» لافا ديفورناي، و«ذا غراند بودابست هوتيل» لوس اندرسون و«بيردمان» لاليخاندرو غونزاليس ايناريتو و«صبا» لرتشارد وَتكر. هذه الافلام هي من بين الانجح تجاريا بين تلك المستقله.

وهناك 5 اميركيه اخري قدّرها النقاد الاميركيون وهي «الجوال» لديفيد ميشو و«فقط العشاق بقوا احياء» لجيم جارموش و«عدو» لدنيس فيلليوف و«زاحف الليل» لدان غيلروي و«سوط» لداميان شازال.

اوروبيا، برزت السينما البريطانيه من حيث انتشار الفيلم الخارج عن المالوف التجاري في الصالات عبر الاطلسي ومنها «تحت الجلد» لجوناثان غلايزر و«لوك» لستيفن نايت و«نظريه كل شيء» لجيمس مارش.

ويضاف اليها افلام استراليه منها «بابادوك» لجنيفر كنت و«سنوبيرسر» لجون - هو بونغ (انتاج كوري - تشيكي) و«القلوب الجائعه» لسافيريو كوستانزو (ايطاليا).

عربيا، هناك امر لافت وربما فريد: غالبيه ما يتم انتاجه من افلام يمكن تسميته بالمستقل الي درجه ان المستقل صار هو السائد. هذا ليس عن تجاوب جماهيري ونهضه فنيه ضاربه، بل لان المهرجانات العربيه وجوائزها المغريه وصناديق دعمها المجزيه صارت مقصدا اساسيا للمخرجين والمنتجين العرب. من ناحيه ثانيه فان الاسواق مقفره فيما عدا المصريه التي ما زالت تقدم علي عرض الافلام التجاريه السائده لكنها تفتح المجال، من حين لاخر، لفيلم معاكس للاتجاهات السائده عاش طويلا علي شاشاتها او مر عابرا.

لا يمكن والحال كما ورد، الا ملاحظه ان الافلام المعروضه في كافّه المهرجانات (ولا بد من التحدّث عنها في مقال منفصل) هي بدورها ضد السائد. في كوريا كما في فرنسا وفي البرازيل كما في اسبانيا وفي العالم العربي كما في اسيا واميركا اللاتينيه عموما، هناك السينما السائده التي تعرض محليا علي وجه غالب وتلك الفنيه التي تنتشر بين مهرجانات السينما ولجمهور هذه المهرجانات فقط.

ما يمكن الخروج به من هذا اللفته صوب حال السينما المستقله هي انها منتشره جيّدا ولو ان الظروف الانتاجيه ما زالت صعبه كما كان عهدها سابقا. ما برهن عليه العام المنصرم هو ان المخرج الذي استطاع شق الطريق صوب جائزه كبري وبعض النجاح التجاري يسهل عليه تحقيق فيلمه التالي، في حين ان المسافه تتباعد بين افلام المخرجين الاخرين الا اذا كانوا ذوي شهره عالميه وان كان ذلك لا يعفي ايا منهم من بطء الحصول علي التمويل اللازم.

عام 2014 سيكون مشهودا بافلامه وليس بانتاجاته. لشرح ذلك علينا ان نفرق بين الفيلم وبين الانتاج ثم بينهما وبين السينما. الفيلم هو عرض الحال الذي يوفّره المخرج ومن يقف وراءه الي الجمهور. الانتاج هو الوضع الشامل الذي يساعد او لا يساعد المخرج (وذلك يعتمد علي المخرج نفسه) تحقيق اعماله. ثم السينما هي الفن الذي تنتمي اليها كل الافلام وطروحاتها ومشاكلها الانتاجيه والصناعيه كما التعبيريه والثقافيه.

ومن بين كل ما تم انتاجه من مطلع السنه والي اليوم، يقف فيلم «بيردمان» منفصلا عن سواه. انه عن ذلك الممثل (مايكل كيتون) الذي يحاول ايقاف الزمن: يدرك انه من عائله: «كان ذات مرّه» اذ عرف الشهره والنجوميه والادوار الاولي وكلها انتهت، لكنه يريد ان يبرهن انه لا يزال يستطيع ان يفي بفنّه وان يحقق نجاحا ما ولو عبر وسيط مختلف (المسرح).

ما يتمحور الفيلم عنه، في طي هذا الموضوع هو العالم الذي يولّي والاخر الذي يحل مكانه. ريغان كما يؤديه كيتون (وهو ممثل فات اوانه بدوره وسبق له ان لعب شخصيه «سوبرهيرو» اذ كان الممثل الاول تحت قناع «باتمان» في زمن الدجيتال) لا يعرف كيف فيسبوك ولا تويتر وابنته (ايما ستون) تساله كيف يتوقع ان يعود نجما وهو لا يتعامل مع هذين الوسيطين. والسؤال مقصود فالفيلم يريد تقديم وضع يلخص ما تمر به صناعه السينما اليوم حيث ما ينقل ممثليها من الصفوف الخلفيه الي الاولي لم يعد الفيلم الناجح وحده، بل ما يتبادله ملايين المستخدمين لهذين الوسيطين من اخبار واراء. الانترنت بشُعبِه المختلفه هو ذلك الوحش الذي انقض علي المشاهد المتلقّي في الثمانينات واقنعه بان يتخلّي عن التلقي وينتقل الي دور الفاعل. بذلك لم يعد مهمّا، الي حد كبير، ما يقوم الممثل به من ادوار، بل بما يراه الجمهور الجديد مهمّا لديه.

من هذه الزاويه نفهم لماذا افلام النجوم التي اعتبرت «كبيره» فيما مضي تتساقط: جوني دب طمح كثيرا هذا العام في «تجاوز» Transcendence لانجاز فيلم يعود فيه الي تبوؤ موقعه السابق الذي كان ضُرب بفشل فيلمه «ذَ لون رانجر» (2013). روبرت داوني جونيور اندفع لتمثيل «القاضي» ليتلقّف نجاحا محدودا للغايه (76 مليون دولار حول العالم علما بان كلفه الفيلم وصلت الي 50 مليون دولار). هيو جاكمان هو عار من النجاح اذا ما ابتعد عن سلسله «رجال اكس»، كذلك حال كريس ايفانز بطل «كابتن اميركا» واول ما يخطو اندرو غارفيلد بعيدا عن «سبايدر مان» سينجز اخفاقا شبيها باخفاق زميله في ذلك الفيلم جامي فوكس وفيلمه الجديد «اني».

في الواقع فان السبب الذي يعود فيه جوني دب الي سلسله «قراصنه الكاريبي» الذي يتم تصويره حاليا في استراليا، والسبب الذي من اجله وافق روبرت داوني جونيور علي البقاء في ظل «ايرون مان» و«كابتن اميركا» و«شرلوك هولمز» كامن في انهما يدركان الان ان نجاحهما الوحيد مرتبط بهذه المسلسلات السينمائيه. وهو نجاح لا يجيّر لهما (ولا لاي من الممثلين الذين وقفوا في بطولات ادوار «سوبرهيرو» مشابهه) بل الي تلك الافلام التي تتدخل كل سنه لانقاذ استوديوهات هوليوود من اعراض الاخفاق.

والايرادات تبرهن علي ذلك: 6 من الافلام الاعلي نجاحا في الولايات المتحده هي لافلام مسلسلات. الافلام الاخري هي لتلك التي تصلح ان تكون مسلسلات في المستقبل.

الـ6 المنتميه الي مسلسلات هي «العاب الجوع: موكينجاي 1» (300 مليون دولار) و«كابتن اميركا: جندي الشتاء» (260 مليون دولار) و«ترانسفورمرز: عصر الاباده» (245 مليون دولار) و«رجال اكس: ايام المستقبل الماضيه» (234 مليون دولار) و«فجر كوكب القرده» (209 ملايين دولار) و«سبايدر مان المذهل 2» (203 ملايين دولار).

الافلام الطموحه للتجربه ذاتها هي «حراس المجرّه» (انجز 333 مليون دولار في الولايات المتحده) و«ذَ ليغو موفي» (258 مليون دولار) و«غودزيللا» (201 مليون دولار).

مايكل كيتون ليس وحده الممثل الذي يحاول ان يلتقط وهجا مضي. نجد ال باتشينو في «الاذلال» لباري ليڤنسون في السياق ذاته: ممثل سابق سيعود الي المسرح لاثبات انه لا يزال الفنان الكبير الذي جمع المجد من اطرافه سابقا. كلاهما يجد في المسرح الملاذ والفعل المجازي هنا هو ان المسرح لا يزال، الي حد بعيد جدّا، خاليا من الثوره الرقميه علي عكس السينما التي تنهل منها لدرجه بات يُخشي عليها من الاندثار تحتها. مثل هؤلاء الممثلين الذين لا يجرؤون علي الانفصال عن افلام المسلسلات (خوفا من اي يتحوّلوا الي مايكل كيتون اخر) الافلام ذاتها التي تخشي ان تفقد جمهورها اذا ما عمدت الي التخلّي، ولو بمقدار معيّن، عن علاقتها بالمؤثرات الغرافيكيه والرقميه.

لكنها ورطه كما سبق وذكرنا سنه 2013 في استعراض ذلك العام وورطه كما لا تزال حاليا. معظم نجاحات الصيف (الذي يبدا حسب روزنامه هوليوود في الربيع) وغالبيه الافلام المذكوره اعلاه، من بين ما عرض في هذا الموسم العاجق، عليها ان تعتمد علي ما يثير الجمهور فيقبل علي الصالات، وهذه الاثاره لا يمكن ان تتم عبر الافلام محض كوميديه او دراميه او عاطفيه او حتي بوليسيه، بل بافلام السوبرهيروز التي كان منها، فوق ما ذكر انفا: «سلاحف النينجا المتحوّله» و«300: صعود الامبراطوريه» و«انا اصول» I Origins و«هركوليس» و«سن سيتي 2».

لا يعني ذلك ان كل ما يعرض في الصيف ينجح. الواقع ان كل واحد من هذه الافلام المذكوره هنا سقط او شارف علي السقوط، لكن الكم الاكبر من ايرادات هوليوود لا تزال تحدث في الصيف داخل وخارج الولايات المتحدة الاميركية بعدما تمّت برمجه جداول العروض في العالم حسب الروزنامه الاميركيه فاذا ما يعرض في صيف نيويورك ودالاس ونيوجيرسي هو ما يعرض ايضا في صيف لندن وستوكهولم ودبي.

هذا من اهم الاسباب التي تجد فيها السينمات المحليه من القاهره الي باريس ومنها الي ريو دي جانيرو صعوبه في تقدّم صناعاتها المحليه. خذ الوضع الاوروبي علي سبيل المثال تجد ان عام 2014 استند في نجاحاته الاوروبيه علي ما دخل تلك الاسواق من افلام هوليوود. النسبه المبدئيه (ما زالت بحاجه الي اعلان نهائي) تشي بان 71 في المائه من تذاكر صالات السينما الاوروبيه بيعت لافلام اميركيه ما يعني ان اقل من 30 في المائه هو مجمل ما بيع من تذاكر لافلام اوروبيه.

تاثير ذلك في عام 2014 كان ايضا من تبعات الاعوام السابقه لان ما نشهده هو امتداد لظاهره صاحبت اعتماد السينما الاميركيه الملح علي الامكانات المبهره وذلك منذ ان اخترق المخرج ستيفن سبيلبرغ موسم الصيف بفيلمه «جوز» Jaws سنه 1975 (قبله وبعده الي سنوات قليله كان موسم الصيف موسما تقوم فيه معظم صالات السينما حول العالم باعاده القديم فقط). هذا ما لا تستطيع الافلام غير الاميركيه توفيره الا لماما. احد هذه الافلام النادره هذا العام هو «لوسي» الذي انتجه واخرجه الفرنسي لوك بيسون من بطوله سكارلت جوهانسن. لكن بيسون في نهايه المطاف هو اكثر المخرجين الفرنسيين تشبّثا بـ«الموديل» الهوليوودي وينجز افلامه حسبه.

«لوسي» من ناحيه ثانيه، كانت له علاقه وطيده بفيلم اناريتو «بيردمان». تجد هذه العلاقه في التناقض: بطل «بيردمان» يحاول المستحيل لنجاح خارج اطار الزمن المعاصر. نجاح لا يعترف بالانترنت وتوابعه. «لوسي»، في المقابل، هو عن امراه مصنوعه لتواكب العصر. مخّها، حسب الفيلم، جهاز حاسوبي من نوع اوّل يستطيع فعل معجزات غير مسبوقه. وبطبيعه الحال، نجح «لوسي» بين الجمهور اكثر مما نجح «بيردمان» ما يؤكد ان النجوميه باتت اليوم ايضا من منتجات هذه المؤثرات باكثر من طريقه.

بالحال هذه، فان ما يرفع من مستوي السينما لا يزال تلك الافلام المختلفه عن السائد. والعام بدا وفيرا في هذا الصدد. وكالعاده فان مهرجان برلين هو المهرجان الكبير الاول الذي يطالعنا بما ينقذ ذواتنا من الانصهار في اتون سينما الاكشن المجرد وهذا العام لم يكن مختلفا في هذا الصدد. الفرنسي الان رينيه عرض اخر اعماله: «حياه ريبلي» ثم رحل. السينما الالمانيه قدّمت فيلمين جديرين هما «محطات الصليب» لديتريتش بروغمان و«الشقيقتان المحبوبتان» لدومينيك غراف. ورشيد بوشارب عرض اخر اعماله «رجلان في البلده» بنجاح محدود لكن «البيت الصغير» للياباني يوجي يامادا عوّض الباحث عن سينما تريد قول شيء مفيد ومختلف كذلك سودابه مرتضاي (نمساويه من اصل ايراني) التي قدّمت فيلما جيّدا عن الاسلام وجاليته في «ماكوندو» (يلتقي ذلك بموضوع في «رجلان في البلده» الي حد).

صحيح ان لجنه التحكيم وجدت في الفيلم الصيني «فحم اسود، ثلج رقيق» استحقاقا للجائزه الاولي وهو الامر الذي يبدو اقرب الي لطخه في دوره هذا العام من برلين، الا ان مهرجانا عرض اثنين من اهم افلام السينما الاميركيه المستقله هذا العام، وهما «صبا» لرتشارد لينكلتر و«ذَ بودابست غراند هوتيل» لا يمكن الا وان يفوز بالاولويه بين المهرجانات الاخري.

الفيلم الفائز بذهبيه مهرجان «كان» السينمائي بعد اشهر قليله كان الفيلم التركي «سبات شتوي» لنوري بيلج شيلان. مثل الصيني الذي اخرجه دياو يينان، عليك ان تكون رحب الصدر لتقبل هذه النتيجه علي هنّاتها. لكن هل عرف المهرجان الفرنسي عملا خارقا هذا العام؟

الفيلم الذي كان عليه ان ينال الذهبيه في «كان»، حسب اراء كثيرين هو الفيلم الروسي «حوت» («ليفيثيان») لاندريه زيغنتسف. من ناحيه هو فيلم جريء في طرحه النقد السياسي الموجّه لروسيا اليوم، من ناحيه اهم هو اكثر شغلا ودرايه وعمقا فنيا من اي شيء عداه. وهو واحد من افلام مشابهه تم تحقيقها ضمن الهدف ذاته من بينها «الغبي» ليوري بيكوف (مهرجان لوكارنو اولا) و«الليالي البيضاء لساعي البريد» لاندريه كونتشالوفسكي (فينيسيا) و«تجربه» لالكسندر كوت (ابوظبي).

عربيا، بات مهرجانا ابوظبي ودبي محجه الباحث عن افلام جيّده تؤويه من ظلمه الايام العصيبه. لولاهما، نقول ذلك بقدر كبير من الواقعيه، لما كان من الممكن لهذه السينما ان تنمو علي النحو الحاصل. الحذر الذي كان بدا ينتاب الجهات الاوروبيه حيال تمويل شبه مفتوح لمواهب عربيه، وهو الحذر الذي لاحظناه في نهايه عام 2013 استمر. صناديق الدعم الاماراتيه والقطريه باتت المعيل الاول. الجوائز الممنوحه في مهرجاني ابوظبي ودبي (والي حد قطر) وتلك التي تتبرّع بها مؤسسات ثقافيه واقتصاديه اوروبيه بمناسبه هذا المهرجان او ذاك، باتت المعيل الفعلي الذي يمكن كاتب السيناريو والمخرج من تحويل المشروع الي فيلم. عدا ذلك، عليه ان يعتمد علي المنتج الخاص الذي لا يتبرّع بل يخوض ما يراه مضمونا.

وفعل الضمانه غير موجود. في الحقيقه الالتباس الحاصل في هذه السنه خلال هذا العام لا يزال علي ما هو: مع غياب اسس الصناعه (انتاج، توزيع، جمهور) كيف يمكن لمثل هذا الدفق من الافلام ان يتم؟ ما الغايه منه؟ ما الذي يستفيده الفيلم الذي ينتهي بعد عرضه اذا لم ينل توزيعا محليا او عالميا او جائزه تعوّض بعض تكاليفه؟

الكلام مسحوب علي جميع الانتاجات بما فيها المصريه رغم ان وضعها التجاري لا يزال افضل منه في معظم الدول الاخري. في عام 2014 استطاعت هذه السينما الاقدم عربيا انتاج 34 فيلما في حين اكتفت المغربيه بنحو 22 فيلم. باقي الدول المنتجه عاده (لبنان، العراق، الاردن، سوريا، فلسطين، الجزائر، الكويت، تونس، اليمن، البحرين) تراوحت انتاجاتها بين الفيلم والـ7 لكل منها (نتحدّث عن الافلام الروائيه او التسجيليه الطويله وليس القصيره).

وحاولت السينما المصرية التطرّق لمواضيع حادّه في افلام واجهتها الرقابه بحزم مثل «الملحد» لنادر سيف الدين (الدين) و«اسرار عائليه» لهاني فوزي (المثليه) و«حلاوه الروح» لسامح عبد العزيز (الجنس) لكن الغالب بقي افلام الاكشن والكوميديا مثل «الحرب العالميه الثالثه» و«الجزيره 2» و«الفيل الازرق».

ليس من بين هذه الافلام ما هو اعلي مما يرغب فيه الجمهور السائد. لكن مهرجان القاهره، الذي عاد برئاسه قويه لسمير فريد، عرض عملين بارزين فنيا (ولو ان ذلك لا يعفي احدهما من الهفوات) وهما «ديكور» لاحمد عبد الله و«باب الوداع» لكريم حنفي. بينما فاز مهرجان دبي بفيلم احد المخضرمين الجادين وهو «قدرات غير عاديه» لداود عبد السيد بينما ذهب «القط» لابراهيم البطوط الي ابوظبي. كلاهما خرج من دون جوائز.

لكن في حين ان السينما المصريه عرفت كيف تحافظ علي الكم في الوقت الذي تتقدم فيه خطوات الي الامام بفعل رغبه بعض مخرجيها الخروج من النمط والتقليد، نجد ان السينمات العربيه الاخري توزّعت معالمها في اتجاهات متعدده ولو انها فاعله.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل