المحتوى الرئيسى

لغتنا العربية بين إخوان سيبويه وإخوان أوكا وأورتيجا | المصري اليوم

01/02 21:16

للغتنا العربيه ائمه تعلموها وعلموها وسعوا للحفاظ علي تماسك بنيانها وتنظيفها اولاً باول مما يطرا عليها من اخطاء العامه والألفاظ الدخيلة باعتبارها– اي اللغه العربيه– لغه القران ووعاء لقيم العرب ووعاداتهم وتقاليدهم والاداه الضامنه للحفاظ علي هويتهم وارادتهم واستقلالهم الفكري.

من هؤلاء الائمه كان سيبويه ابو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر المولود عام 140 هجرياً والمتوفي عام 180 هجرياً، اي انه لم يعش سوي 40 عاماً فقط، ومع ذلك بقي اسمه الي يومنا هذا شاهداً علي ما قدمه الرجل من خدمات جليله الي هذه اللغه الغنيه بالالفاظ والتراكيب والدلالات الي الحد الذي جعله واحداً من بناه الثقافه العربيه وصانعي الحضارة الاسلامية واهم المشاركين في وضع اساس علم النحو لكونه صاحب اهم المؤلفات في ذلك العلم وهو كتاب «الكتاب» والذي سماه بعض معاصريه «قران النحو» لاحتواء صفحاته – وبشكل منهجي – علي كل قواعد اللغة العربية، وبما ان الانسان ابن بيئته فقد ارتبطت قيمه سيبويه ومقدرته اللغويه والفنيه بنشاته في البصره مركز الاشعاع الثقافي في ذلك الوقت، وتتلمذه علي كبار العلماء امثال: يونس بن حبيب، الاخفش الاكبر، ابي زيد الانصاري، الخليل ابن أحمد، وفي يقيني انه من حسن حظ سيبويه انه لم يصادفه اوكا واورتيجا ولا واحد من اخوانهما ممن استفاضوا في الغزل بالقفا وشَعر الصدر والباط وتغنوا بالحمار والواوا والحاره والسيجاره واستطاعوا ان يضيفوا الي لغه العرب بحكم عبقريتهم الفذه حروفاً لم يتوصل اليها حتي فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفه ابو العلاء المعري مثل: "اه اوه ايه، واووه ويه، ياه يوه ييه"، وغيرها من الاحرف التي لو كان قد سمعها سيبويه لطلق علم النحو بالثلاثه وقرر ان يريح نفسه من اللغه وعناء اللغه ويكتفي بان يفتتح دكاناً لبيع السجائر الفرط او حتي سايبر نت لما شكله تجاور هذه الاحرف مع بعضها البعض في تشكيل معجم سيستحيل ان تقبله فطره الرجل وعقله وذوقه اللغوي السليم لان اقل ما قد يقال عن هذا المعجم انه قاتل لنخوه العربي وخادش لحيائه ومحمل بايحاءات جنسيه ربما يخجل من ترديدها القيان والخصيان في مجالس اللهو والشراب ايام ازدهار الغناء والطرب سواء في الحانات او في قصور الخلفاء.

تخيل معي مثلاً لو طُلِبَ من سيبويه تحليل اي من نصوص هذه الاغاني بلاغياً او نحوياً فبماذا سوف يعلق؟ وعند اي من العبارات سوف يتوقف: "اديك في السقف تمحر اديك في الارض تفحر، اديك وبكل مرونه خليك ياض في البلكونه، ولا عريان ولا كت انا بطلت العط، من اول حكه يا كبريت ولعت الدنيا يا عفريت، صحوه نايم ننا"، كيف سيكون تصرفه لو شاهد حوريه من حوريات القنوات الفضائيه وهي تتمايل وتتراقص وتغني: "بوس الواوا ليك الواو، العب العب العب، اطبطب وادلع، حط النقط علي الحروف قبل ما نطلع سوا علي الروف، لا مؤاخذه الشبشب ضاع لا مؤاخذه دا كان بصباع" الي اخر هذه البذاءات التي لا يمكن اعتبارها سوي طعنات موجهه الي لغتنا العربيه وكل من سهروا الليالي من اجل تنقيحها مما يؤثر علي سلامتها، طعنات تستهدف هويتنا وثقافتنا واحترامنا لانفسنا ولاوطاننا وربما حرصنا علي وجودنا، فتخريب اللغه هو تخريب للوجدان والعقل الجمعي لانه لا يمكن ان تكون هناك حياه لاي امه هانت عليها لغتها.

لقد عاش سيبويه 40 عاما وضع خلالها بمساعده اخوانه اعمده بناء اللغه العربيه، اما اوكا واورتيجا فقد نجحا في 4 سنوات فقط – بعون اخوانهما ايضاً ان يدمروا الذوق ويفسدوا علاقه الناس بلغتهم ويضمنوا لانفسهم مكاناً في معاداه الذات والوطن، سيبويه فرض علي الامم المتحده – منذ عام 1973 ان تحدد يوماً تحتفل فيه باللغة العربية ضمن اللغات الرسمية المعترف بها والمسموح باستعمالها داخل الهيئه اما اوكا واورتيجا واخوانهما فقد حببوا للناس الابتذال وعودوهم لغه الشارع ومهدوا الارض لاجيال قادمه للتحرر من الاناقه واللياقه واللباقه وتجنب كل ما له علاقه باي نوع من الالتزام الاخلاقي والادبي.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل