المحتوى الرئيسى

من يضمن جودة التعليم في مصر؟

01/02 00:30

تناولنا في مقال سابق تحت عنوان « مصر علي الخريطه التعليميه»  اهميه ان تعود مصر الي المشاركه من جديد في التقييمات الدوليه جنباً الي جنب مع اكثر من 59 دوله تستهدف معرفه مستوي طلبتها علي خريطه التعليم في العالم.

التقييمات الدوليه تشمل دراسه الاتجاهات الدوليه في العلوم والرياضيات TIMSS، والبرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA  ويقيس المهارات التي اكتسبها الطلبه في عمر 15 سنه ، ودراسه مهارات الطلبه في القراءه PIRLS.

ان حصول مصر علي ترتيب متاخر للغايه في نتائج في دراسه TIMSS  خلال دوره عام 2007م، يؤكد عدم وجود اداه فاعله لضمان جوده الاداء التعليمي في المدارس المصريه.

هنا تبرز الحاجه الي اعاده هيكله الهيئه القوميه لضمان جوده التعليم باعتبارها محورا رئيسيا لتحديد فعاليه الاداء التعليمي عبر معايير تنتقل من تنفيذ مبدا «الاعتماد الاكاديمي» الي مبدا «الرقابه والجوده»، فالاعتماد وفقاً لمتخصصين هو ضمان جوده «مدخلات» التعليم، بمعني ان الاجراءات التي تتبعها المدرسه تلبي الحد الادني الذي يقبله النظام التعليمي، وهي اداه تعتمد علي مراجعه وثائق ومستندات روتينيه حول عدد الفصول ومساحاتها واليه تسجيل الطلبه واعمارهم ومراجعه اداء الطاقم الاداري والتدريسي.

في المقابل، فان مبدا الرقابه والجوده - الذي لم ينص عليه قانون الهيئه المستقله التي تاسست في عام 2006م-  يعتمد في كونه اطار عمل متكاملا يقيس جوده «المخرجات» التعليميه، بدءاً بتقييم التحصيل الدراسي للطلبه في المواد الدراسيه الرئيسيه ونهايه بالسمات الشخصيه للطلبه.

ببساطه..  القصه – علي سبيل المثال –ليست في كم مواطنا مصريا حصل علي رخصه قياده سياره؟.. وانما في كم مواطنا مصريا من هؤلاء المرخّص لهم بالقياده يجيدون القياده في الشارع؟!.. القصه ان اكثر من 90% من معلمي مصر يحصلون علي تقييم اداء سنوي «ممتاز» ، فيما تشهد المخرجات تراجعاً حاداً كشفت عنه نتائج التقييمات الدوليه التي اشرنا اليها سلفاً.

ان مبدا جوده التعليم من منظور الرقابه المدرسيه، يقوم علي وجود عناصر مدربه علي الارض تفتش وتتابع داخل الحرم المدرسي بحثاً عن اجابه عن اسئله سبعه تقود النظام التعليمي في مصر الي التميز، وهي ما مدي جوده تحصيل الطلبه وتقدمهم الدراسي ومهاراتهم في التعلم؟، وما مدي التطور الشخصي والاجتماعي للطلبه؟، وما مدي جوده عمليات التدريس والتقييم؟، وما مدي تلبيه المنهاج للحاجات التعليميه لجميع الطلبه؟، وما مدي الاهتمام بالطلبه وتوفير الدعم لهم؟، وما مدي جوده القياده والاداره المدرسيه؟، وما مدي مستوي الاداء العام للمدرسه؟.

الخلاصه: الاعتماد المدرسي اقرب الي «صك صلاحيه المدرسه كوحده اداريه مستقله»، اما الرقابه المدرسيه فهي «كيف تستخدم مدارسنا – معلم ومدير مدرسه- هذا الصك من اجل توفير خريجين يمتلكون المعارف والفهم والمهارات بالنسب المتعارف عليها دولياً من اجل التاثير في محيطهم والمشاركه الايجابيه في «عالم تنافسي» يستند الي مبدا « البقاء للافضل».

سؤال: هل تعلم متي يصبح ذلك حقيقه؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل