المحتوى الرئيسى

بالصور في الاحتفال ببلوغه الـ80.. د.محمد حسن عبدالله يسترجع أسرار آخر لقاء مع الحكيم بحضور محفوظ

01/01 20:18

نظم اليوم الخميس تلاميذ الدكتور محمد حسن عبد الله، استاذ النقد الأدبي بكليه دار العلوم بجامعه الفيوم، احتفالاً لتكريمه بمناسبه بلوغه سن الثمانين.

والدكتور حسن عبد الله من مواليد مدينة المنصورة، قريه تمي الامديد، وله من المؤلفات النقديه والادبيه ما يزيد علي 58 عنوانًا، منها "الواقعيه في الروايه العربيه"، و"الريف في الروايه العربيه"، و"الاسلاميه والروحيه في ادب نجيب محفوظ"، و"الحب في التراث العربي"، وغيرها.

ويقيم د.محمد حسن عبد الله احد اقدم الصالونات الثقافيه في مصر اخر جمعه من كل شهر، وعمر الصالون الان اكثر من عشرين سنه.

وقد سرد الشيخ لتلاميذه في هذه المناسبه لمحات من ذكرياته مع الكاتب الراحل توفيق الحكيم في مدينه الاسكندريه عروس البحر، حيث قال: "لقد اكتسبت مكانا صيفيا في مجلس الحكيم، دام لعده سنوات، تبعتُ فيه شمسه ما بين مقهي بترو الي شانزليزيه، ليتم الغروب في مستشفي المقاولون العرب، وكان هناك الوداع".

ويستطرد في الحديث فيقول: "لم تكن الصحبهُ بعدد الايام او الشهور طويله، اذ لم تتجاوز السنوات الخمس، ابان اشهر الصيف التي يعود الاستاذ عقبها الي القاهره، فاغادر الي حيث اعمل خارج مصر علي وعد التلاقي في الصيف التالي".

ثم يذكر ان الحكيم في مجلسه كان دائمًا المتحدث الاول لامتلاكه قدره فائقه علي الاستطراد وحده الذاكره ومهاره التاويل، وسرعه التداعي وحريته، وفي هذا المجلس الصيفي الموسمي كان الحكيم يستدعي بعض اعماله الابداعيه فيتولي شرح ملابساتها ويعرض فكرته ثم ينتهي الي استخلاص رؤيته او هدفه.

ويذكر اللقاء الاخير مع توفيق الحكيم قائلا: "صباح يوم لا احدده الان، كنت في صحبه نجيب محفوظ، وهو الذي اقترح ان اكون في معيته، وكان الاستاذ يجلس في وسط سرير المرض في حجم الطفل، وكانت الممرضه تحاول اعطاءه حقنه وهو يرفض تمكينها من ذراعه ويقاومها بكل ما اوتي من وَهَن، وامامه طعام يدخل دائره الرفض.

اكتسي وجه نجيب بالاسي، ووجهت عتابًا الي الممرضه في معاملتها الجديه للاستاذ، وسالته: لماذا لا تتناول الطعام؟ قال: "دول عصابه وانا ايه اللي جابني هنا، عاوز اعرف؟".

فاقتربت منه واحضتنته، واخذت امسدُ ساعديه حتي رضي واسلم ذراعه النحيله للابره، ثم مضينا عائدين الي السياره والاستاذ نجيب غارقٌ في الصمت، وكان الوداع".

ثم يختتم الدكتور محمد حسن عبدالله حديثه بان ثمرات مجلس الحكيم لا تنضب ولا تذهب حلاوتها مهما تباعد العهد، ويقول: اشرت الي بعض غلَّتها الطيبه، اذ تعقبتُ بعض تفسيرات الحكيم لعدد من اعماله وملابسات تاليفها.

ويقول الباحث احمد عزيز زريعه احد تلاميذه: "شيخنا الدكتور محمد حسن عبد الله، منحنا من وقته الكثير والكثير فكان نعم الاستاذ الموجه المرشد. كان معلمًا وهاديًا بقدر ما كان ابًا حانيًا.

هذا الرجل علمنا كما علم اجيالًا ان الصرامه العلميه ليست نقيضًا للتفاعل الوجداني والانساني مع قضايا العلم، وكذلك مطلب الموضوعيه لا يتعارض مع الانحياز المعلن للمبادئ، والمرجع الاخلاقي. لقد علمنا الرجل كيف نجمع بين عقل يستهدي بالايمان، وايمان يسترشد بالعقل".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل