المحتوى الرئيسى

تطبيق الشريعة في اتشه بعد عقوبة تسونامي «الإلهية»

01/01 19:10

بعد ان دمرت الحرب الاهليه اقليم اتشه الاندونيسي حلّ السلام عليه ثم جاءت كارثه تسونامي. لكن البعض اعتبرها "عقوبه الهيه" بسبب خطايا الناس، فاتجه لتطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها بعد ان كان يدعو للحريه وحقوق الانسان.

مر عقد من الزمن علي كارثه التسونامي التي ضربت اقليم اتشه الاندونيسي، عندما قتلت الامواج العاليه اكثر من 160 الف شخص ودمرت المنطقه باكملها، ومسحت اثار المدن القريبه من السواحل. لكن الحياه عادت بعد الكارثه واعيد بناء ما دمر باموال الدوله الاندونيسيه واموال المساعدات الخارجيه، التي يقدر حجمها بسبعه مليارات دولار. وعاد الصيادون الي البحر وانتشرت الاسواق الحديثه في شوارع اتشه المبلطه واعيد بناء الفنادق والمنازل والمساجد. لكن هناك وجها جديدا ظهر بقوه في المنطقه.

مقاطعه اتشه هي الوحيده في البلد الاسلامي اندونيسيا الذي يطبق نظاما متشددا للشريعه الاسلاميه. فالشريعه تطبق بحذافيرها "تغيرت الحياه العامه تماما خلال عشره اعوام في اتشه"، يقول فيليكس هايدوك خبير الشؤون الاندونيسيه في مركز العلوم والسياسه في برلين. ويشرح فيليكس، الناشط ايضا في منظمه "شاهد اندونيسيا" لحقوق الانسان، بان "عقوبة الجلد بدات تطبق علي كل من يلعب القمار، او يشرب الخمر او اي رجل وامراه يخرجان معا. كما يمنع علي النساء الخروج الي الشارع من دون ارتداء الحجاب الشرعي".

مسجد باندا في اتشه الذي سلم من أمواج تسونامي

تطبيق هذه الاحكام يتم عن طريق شرطه الشريعه العامله بالتوازي مع الشرطه المحليه. ويقول فيليكس: "في المره الاولي يتم تحذير المخالفين بلطف، واذا اعادوا الكَرّه يتم تطبيق العقوبه بحقهم". ومن المعروف ان اتشه هو الاقليم الاكثر تشددا ومحافظه علي الشريعه، كونه البوابه التي دخل اليها الاسلام الي جنوب شرق اسيا. "ويري المواطنون هناك ان كارثه التسونامي كانت عقوبه الهيه علي الذنوب التي اقترفها الناس في الاقليم"، كما يقول فيليكس، الذي يشير الي ان الجماعات الاسلاميه المتشدده استغلت هذه النظريه كاداه لتطبيق الشريعه في الاقليم، ولا يمكن للناس ان يقاوموا هذا المفهوم، اذ يمكن اعتبارهم حينها "غير مسلمين".

قبل كارثه تسونامي بعقود كانت مقاطعه اتشه مدمره بفعل الحرب الاهليه بين الدوله وجماعات مسلحه تطالب باستقلال الاقليم عن اندونيسيا. ففي منتصف السبعينات ظهرت "حركه اتشه الحره" التي دخلت في حرب مع الدوله، ومنذ التسعينات اعلنت السلطه المركزيه بشكل غير رسمي اقليم اتشه منطقه عسكريه. وبعد فتره هدوء نسبيه في الفتره بين عامي 2003 و 2004 اندلعت المواجهات العسكريه من جديد بعد قرار الرئيس الاندونيسي حينها ماغواتي سوكارنوبوتري اتخاذ الخيار العسكري لمواجهه الجماعات المسلحه. وقبل اشهر من كارثه تسونامي تراجعت جماعه "حركه اتشه الحره" امام قوه الجيش الاندونيسي. لكن مستشار الرئيس للشؤون الامنيه سوسيلو بمبانغ يودهونينو خسر في الانتخابات الاقليميه باتشه، بعد ان كانت المنطقه علي وشك الانتعاش بسبب الاستقرار الامني، ثم جاءت مباشره بعدها امواج تسونامي التي دمرت كل شيء.

الجلد عقوبه لمن يخالف الشريعه

"بعد الكارثه توصل الطرفان المتنازعان في عام 2005 الي اتفاق يقضي بمنح الاقليم صلاحيات اكبر، فدخلت الحركه الي عالم السياسه وبدات تستمتع بدورها الجديد"، كما يقول فيليكس هايدوك خبير الشؤون الاندونيسيه في مركز العلوم والسياسه ببرلين. لكن الحزب الاكبر غير بشكل مفاجئ من توجهه العقائدي ليصبح اسلاميا. "كان هدف الحركه الاساسي هو الاستقلال وحقوق الانسان خلال فتره النضال ضد المركز"، يقول هايدوك.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل