المحتوى الرئيسى

أولاد الملكة.. وأولاد الإيه

01/01 00:56

الاربعاء الماضي شعرت العائله المالكه في بريطانيا بالملل من نظام الحياه الروتينيه التي يعيشونها.. واخذوا يفكرون في طريقه لكسر هذا الملل.. فقرروا الخروج للعشاء خارج القصر.. وارتدوا ملابسهم اللائقه للخروج.. وركبوا سياراتهم منطلقين خارج القصر.. وما هي الا خطوات.. واوقف رجل شرطه الموكب الملكي.. لماذا يا سيدنا حتي يتاكد من هوياتهم.. وسلامه رخص القياده.. اي والله هذا ما حدث يوم الاربعاء الماضي ببريطانيا.

وعلي الفور اوقف الامراء والاميرات سياراتهم.. واخرجوا بطاقات هوياتهم.. وراها رجل الامن.. وعرف من هم.. وشخصياتهم الاميريه.. فلم يهتز.. ولم يطرف له رمش.. حتي تاكد من سلامه اوراقهم بالكامل.. كل ذلك والامراء والاميرات يقفون بكل احترام وتوقير لرجل الشرطه.. لم يضايقهم تعطيل الوقت.. ولم يثر اعصابهم برود اعصاب الشرطي.. الذي قضي وقتاً لا يستهان به في التاكد من سلامه الهويات والرخص.. هذا سلوك الامراء والاميرات ابناء وبنات ملكه البلاد!!

تعالوا معي نقارن بين هذا السلوك الراقي.. الذي صدر من اولاد الاصول.. لنقارنه بالسلوك الذي يصدر في مصر من ولاد الايه الذي شاء حظنا.. ان يلتحق احدهما او والده بوظيفه سياديه كالقضاء والشرطه مثلاً.. وهي التي تمنح صاحبها حصانه فوق البشر.. وتجعله فوق القانون والدستور الذي سوي بين المواطنين كاسنان المشط.. ومع ذلك.. فبمجرد ان يحصل سيادته علي كارنيه الوظيفه.. تتلبسه روح الحصانه.. ويعتقد انه بات كائناً من كوكب تاني.. فوق كل البشر.

لذلك لو تجرا رجل مرور مثلاً.. علي سؤال جنابه عن هويته او رخصه قيادته.. يكون كمن اخطا في صحيح البخاري.. وهنا تقع الكارثه الكبري.. التي تبدا من الكلمه الشهيره في بلادنا.. انت مش عارف انا مين.. واحيانا يتبعها بلفظ يا حمار.. يصف به رجل الامن الغلبان.. حتي يدخل الهيبه والخوف الي نفسه.. فاذا ما اصر رجل الامن علي تطبيق القانون.. يبقي وضع نفسه امام القطر.. وراح في دوكه!!

وتحضرني هنا واقعه حقيقيه حدثت في احدي محافظات الصعيد.. حيث كان مدير الامن يسير.. وبصحبته طاقم حراسته.. وفجاه وجد مدير الامن سياره تسير عكس الاتجاه.. يقودها شاب دون الثلاثين.. فاوقفه مدير الامن فوراً.. وطلب منه ابراز بطاقته.. ورخصة القيادة.. ففوجئ بالشاب يقول له فلان الفلاني، مدير نيابه.. فلم يهتز مدير الامن.. واصر علي اتخاذ الاجراءات القانونيه حيال الشاب الارعن.. الذي خالف القانون.. وسار عكس الاتجاه.. وعرض حياه الاخرين للخطر.. وبالفعل تم سحب رخصه القياده والسياره!!

وعاد مدير الامن الي مكتبه ليجد مفاجاه كبري في انتظاره.. اذ وجد عسكري ينتظره.. يحمل في يده امر ضبط واحضار لسيادته.. يعني المفروض ان العسكري - لا مؤاخذه - يجر جنابه.. لان سياده وكيل النيابه كتب مذكره قال فيها ان مدير الامن اهانه!!

وانقلبت الدنيا.. ودار صراع هائل بين النيابه العامه.. ووزاره الداخليه..

فالنيابه العامه صممت علي مثول مدير الامن للتحقيق.. تمهيداً لاحالته للمحاكمه العاجله بتهمه اهانه وكيل النائب العام!!

وضباط الداخليه غضبوا من اهانه مدير الامن.. لمجرد حرص الرجل علي تطبيق القانون!!

ودارت بين الطرفين حرب اشد ضراوه من حرب داحس والغبراء.. كل طرف مصمم علي رايه.. حتي استدعي الامر.. تدخل وزيري الداخليه والعدل.. وانتهت المساله باعتذار صريح وواضح من مدير الامن.. لمدير النيابه الشاب.. في حفل علني.. اعتبرته انا «ماتم» لدوله القانون!!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل