المحتوى الرئيسى

بالصور : إنسان الكهف العدواني .. محض خيال !

12/30 14:39

انسان الكهف ليس هذا الذي تصوره افلام السينما العالميه ، بانه جاهل ، متخلف ، بدائي لم ينل من الحضاره نصيبا ، يرتدي ثوبا من الجلد ، يستر عورته فقط ، مسلح بالحجاره وعظمه ضخمه في يده ، بربري لا يجيد اي اللغات ، يتصف بغياب الذكاء ، وسيطره العدوانيه علي تصرفاته.

صورة نمطية طالما قدمتها السينما العالميه عن انسان عصور ما قبل التاريخ ، حتي رسخت في الاذهان . وفي كتابها الجديد تحاول الباحثه زينب عبد التواب رياض ” ما بين المسكن والمعبد في عصور ما قبل التاريخ ” الغاء هذا التصور الخاطئ ، وتقول “لم يكن انسانا بدائيا ، وبالتاكيد لم يكن نصف قرد ، والدلائل الحفريه توضح ذلك ، فاناس الكهف كانوا بشرا ، اناس يعيشون في الكهوف “

وتضيف رياض - الحاصله علي درجة الدكتوراة في اثار ما قبل التاريخ قسم اثار مصريه قديمه : الانسان الاول عبر عن الافكار التي تدور في ذهنه من خلال رسومات الكهوف ، والتي صارت لنا بمثابه كتاب مفتوح نقرا من خلال افكار الاقدمين.

لم تبدا الحياه الانسانيه خطواتها الاولي علي ضفاف النيل ، وانما غرست بذورها الاولي علي سفوح الجبال وقمم الهضاب المنتشره حوله ، فالصحراء الكبري التي تغطي بلونها الاصفر شمال افريقيا لم تكن هكذا في الماضي ، وانما تحمل صوره مغايره تماما ، منطقه مطيره ، ينمو بها السافانا والغابات ، وموئلا للحيوانات المفترسه.

وفي كهوف غابات الشمال الافريقي عاش الانسان المصري الاول ، وترك الفنانون الاوائل الكثير من النقوش التي ظهرت بها حيوانات انقرضت حاليا من المنطقه مثل البقر الكبير والافيال والخرتيت وافراس النهر ، بعدما انحسر الماء والمطر ، وسيطر التصحر علي كل المنطقه.

ومن اهم الكهوف في مصر المتخلفه عن هذا العصر المطير ، كهف سودمين بوادي الجمال في البحر الاحمر ، علي بعد 35 كم غرب مدينه القصير ، وكذلك كهف وادي سنور ، في بني سويف ، وعمره الان 65 مليون سنه ، ويمتد لمسافه 70 مترا ، وعمقه 15 مترا . ويتميز بظاهره الصواعد والهوابط الجيولوجيه ، وليس له نظير سوي في في ولايه فيرجينا بالولايات المتحده الامريكيه.

وفي الصحراء الغربيه ، تتواجد كهوف هضبه الجلف الكبير وجبل عوينات ، وتعد من اهم واغني رسوم ما قبل التاريخ ، وبها 4000 لوحه جداريه تتميز بتنوع مواضعيها وجمال الوانها ورسوتها .

واكثر كهوف الصحراء غرابه واثاره للدهشه كهف تاسيلي ، والذي يقع بين الحدود الليبيه والجزائريه ، حيث تتواجد به رسومات لمجموعه من البشر يرتدون ملابس تشبه ملابس رواد الفضاء ولوحات اشبه بسفن الفضاء وطائرات غريبه الشكل ، واناس يسبحون وسط هذه الطائرات داخل فضاء ربما يمثل مدينه ضخمه شديده التطور.

وفي فرنسا عثر علي كهف لاسكو ، وهو الاكثر اثاره للاعجاب وشهره في فرنسا ، وتقدر اللوحات بعمر زمني 17 الف عام ، وعليها صور بعض الحيوانات مثل الثيران والخيول والغزلان

والقسم الثاني من الكتاب يتحدث عن المنشات المدنيه والدينيه في عصور ما قبل التاريخ ، ويعرف المنشات المدنيه بانها المساكن وملحقاتها من مخازن ومواقد  وغيرها مما يخدم الحياه الدنيا ، وتنقسم المساكن هنا الي : مساكن مؤقته كالخيان والماوي ، ومساكن دائمه.

اما المنشات الدينيه فيقصد بها اي بناء ذي استخدام ديني مثل المقاصير ، المعابد البدائيه ، الهياكل وايه ابنيه ذات دلاله دينيه .

كانت الظروف المناخيه هي الحافز ، فقد انحسر المطر ، ونزل الانسان من الهضاب العاليه الي الودايان المنخفضه ، وفي مصر بدات اولي بذور الحضاره الانسانيه علي ضفاف النيل ، وكانت حضاره مرمده بني سلامه ، والتي تقع حاليا قرب قريه وردان ، شمال غرب القاهره بنحو 51 كيلو مترا ، وفيها شيد السكان اكواخ بيضاويه او مستديره غائره في الارض نحو ربع متر ، ويعدها العلماء اقدم القري المخططه علي نظام ثابت في الشرق الادني.

ولم تحتفظ لنا الايام بقصر ملكي او بيت لعظيم ، فمواده كانت من الطوب اللبن الذي يصعب بقاءه امام عوادي الزمن ، لكن ومن خلال النقوش علي البطاقات العاجيه والاواني وبقايا الحصون لقصور ملوك الاسرات نعرف ان للقصر مدخلان ، وكانا من افخم عناصره المعماريه ، ويدل علي ذلك اسمه في اللغه المصريه ويعني ” البيت العظيم ” .

وفي العراق فرضت طبيعه المناخ والارض وفيضانات الانهار في بناء المنشات والمدن في ربوات صناعيه ، واقامه سدود وجسور لتصريف المياه ، فضلا عن ان ندره الجبال الصخريه في العراق دفع المعماري العراقي الي استعمال الطمي المحروق او المجفف بالشمس. فضلا عن ان ندره الغابات دفعت المعماري الي الاستغناء عن السقوف الخشبيه ومساند النوافذ والابواب الخشبيه واقامه العقود والقباب من الاجر ، وكان الرافديون اول من ابتكر هذه الانواع من السقوف والعقود وعنهم اخذ البيزنطيون ثم الغرب.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل