المحتوى الرئيسى

9 أطفال من «أوائل العالم» فى الرياضيات: أنقذونا من المدارس الكئيبة

12/30 09:59

يتمتعون بقدرات ذهنيه فائقه، وبامكانهم حل مئات المسائل الحسابيه في دقائق معدوده، هذا ما اكدته نتيجه المسابقه العالميه للرياضيات الذهنيه 2014 التي شارك بها اطفال من جميع انحاء العالم، في سنغافوره، وحصل خلالها تسعه من الاطفال المصريين علي مراكز متنوعه.

الاطفال التسعه الذين يقضون عطلاتهم بمركز IMA لتنميه الذكاء العقلي عند الاطفال، لا يشعرون بالملل نفسه، يؤكدون ان وجودهم معاً في مكان يقدر قدراتهم الذهنيه يشعرهم بحال افضل وقدره ولو بسيطه علي مواصله الدراسه العاديه.

قدراتهم العقليه وذكاؤهم المعترف به دولياً لم يكن شفيعاً لهم بمدارسهم في مصر، البعض تصور ان تفوقهم سيوفر عليهم الكثير من عناء العمليه التعليميه، سيجعل المناهج المصريه مساله تافهه بالنسبه لهم، لكن العكس بدا صحيحاً، فمع كل تفوق احرزوه في مسابقات داخل مصر وخارجها ازداد شعورهم بالازمه التي يعانونها هم وزملاؤهم داخل فصول الدراسه.

زايد علي، في الصف الرابع الابتدائي باحدي مدارس اللغات، له راي خاص جداً في مدرسته: «الواحد بيبقي رايح الصبح كارهها مش طايقها» بدايه غير طيبه ليوم الطالب الحاصل علي المركز السابع علي العالم: «اول ما دخلت المدرسه كنت فرحان، كنت فاكرها لطيفه، لكن سنه ورا سنه كرهتها، الاساتذه عندنا بيضربوا الطلبه بحديده بدل الخرزانه، اخر مره اتضربت بيها ايدي اتعورت».

يعترف الصغير ابن السنوات التسع بكواليس خاصه تحكم علاقته وزملائه بالاساتذه في الفصل: «الاستاذ بيدينا واجبات كتيره جداً، وبيوقفنا وشنا للحيطه علي طول، ومش بيسمعنا، عشان كدا لما بيخرج برا الفصل لاي سبب بخرج انا وزمايلي نمسح الكلام اللي علي السبوره، ونقعد نتنطط ونتشقلب، لما بيدخل بيغضب ويضربنا».

«زايد» الذي نجح في حل 165 مساله في خمس دقائق فقط يكره مادتي الانجليزي والعربي بشده، ويحب الحساب والعلوم: «عشان بيخلونا نعمل تجارب ونشوف المعمل».

سبع سنوات فقط هي مجموع عمر مهند مرسي، الحاصل علي المركز الخامس عشر في المسابقه علي العالم، يدرس في احدي مدارس اللغات بالمهندسين في عامه الثاني الابتدائي، ملامحه هادئه وتركيزه شديد، لخص رسالته في رفضه «الظلم».. الصغير المتفوق مر بازمه تبدو تافهه لكنه يراها كبيره للغايه: «انا بحب المدرسه، بس اكتر حاجه بتزعلني وتخوفني لما زميل ليا يضربني ومحدش يعاقبه ولو جيت اضربه يبقي كدا غلط».. طريقه تربويه مختله رصدها مهند وتمني لو ان هناك عنايه اكبر بالصغار وعداله في المعامله.

«بحب كل المواد، وبلتضايق من الواجبات الرخمه شويه صغيرين».. يتامل «مهند» مدير مدرسته باستمرار، انطباعه الاساسي عنه: «لما حد بيتشاقي بيرفده» يتخيل نفسه احياناً مكانه: «لو بقيت مدير هادّي الناس رفد!».

عيون تتقد بالذكاء، وفم مطبق اغلب الوقت، لا يثرثر الطفل محمد عرابي كثيراً، عمره سبع سنوات، ويدرس في عامه الثاني الابتدائي، في احدي مدارس اللغات بمنطقه الشيخ زايد، رغم كلماته القليله للغايه فان شعوره تجاه مدرسته خرج واضحاً بلا لبس او تردد: «ولا حاجه بحبها في المدرسه».. موقف يملك الصغير تفسيره بكلمات اكثر وضوحاً: «عشان بيعاقبوني وبيخبطوا وشي في الحيطه» العقاب الذي يكون عاده بسبب تقصير الصغير في انجاز الواجب يقبع خلفه سر خاص: «مش بشوف السبوره كويس، قاعد في اخر الفصل، لو قعدت قدام بتلّج من التكييف ولو قعدت ورا مش بشوف ومش بعرف انقل الواجب».. حاول محمد اخبار اساتذته اكثر من مره بمشكلته الصغيره لكن دون جدوي: «مش بيسمعني، بحاول اتكلم مش بيرد عليّا، ولو قمت عشان اكلمه بيفتكرني هتشاقي يقول لي اقعد مكانك، مره قُلت له عاوز اقول حاجه قال لي مش عاوز اسمع حاجه».

تعامل عنيف مشبع بالتجاهل مع الصغير الخجول الذي يقرر بين الحين والاخر الخروج عن خجله لينتقم: «بضايق المدرسين في الفصل، لما بيخرج يشرب شاي بطلع امسح المكتوب علي السبوره».

«اقسم بالله لو مجيتش في البيت هاوريك».. تكاد تكون تلك هي الجمله الوحيده التي يتذكرها عبدالرحمن حسين، الطالب في الصف الخامس الابتدائي عن مدرّسته التي تتوعده كلما راته كي ينضم لمجموعه الدرس الخصوصي في بيتها.

نبرتها المشدده، وصوتها المصمم، تجعل الصغير غير مستوعب: «كرهت العربي بسببها، صحيح بتشرح كويس لكن بتزعق جامد جداً، الدراسات كمان ماده وحشه اوي كلها حاجات صعبه وكتيره».

الطفل الذي استطاع حل 193 مساله في دقائق معدوده يتمني ان يصبح طياراً في المستقبل، ويتمني ايضاً لو ان كل المواد التي يدرسها رياضيات فقط.

كثير الحركه والكلام والسخريه من نفسه وزملائه ومدرسيه ومدرسته، هكذا هو الحال مع الطفل مهند سامر ابن الثماني سنوات، لا يطيق الطالب المتفوق الحديث عن مدرسته: «بكره كل حاجه فيها.. بتضيع وقتي، كل الميسات اسلوبهم وحش، قبل كده وقفونا في البريك كله علي رجلينا، المناهج رخمه، المدرسين بيزعقوا لدرجه ان صوتهم ممكن يوصل بلد تانيه».

الرابع علي العالم، اسماعيل احمد، يدرس في الصف الخامس الابتدائي، ويمتلك الكثير من التفاصيل التي تكشف سر فساد العمليه التعليميه في مصر: «كنت هابقي غبي لو مكنتش بدرس في الاجازه ماده بحبها، طريقه التدريس وحشه، وبتخلي زمايلي يتغيروا».. يستشهد الصغير علي زميل له: «كان هادي وطبيعي لكن مع الوقت والمعامله في المدرسه بقي بلطجي وسخيف بيضرب زمايله ويقنع ميس الفرنساوي انها تسميه الكينج».

يتمني «اسماعيل» لو تختفي كلمات من الوجود مثل «واجبات، امتحانات، تقارير»، يري ان كثيراً من التكليفات التي يتم تكليفهم بانهائها في البيت لا تضيف لهم جديداً سوي المزيد من الوقت الضائع، الانشطه ايضاً بها ازمات: «هتلعب غصب عنك والا هتترفد».. جمله تذكرها اسماعيل بالنص، قيلت له من مدرس الالعاب حين اعترض علي لعب الكره واراد اختيار لعبه اخري ليلعبها: «ازاي العب لعبه مش عاوزها؟».

«اسماعيل» كان البطل الاول في مسابقه اخري تمت علي مستوي مصر بين 600 متسابق: «في المدرسه القانون واضح، لو انت مش شاطر، المدرس هيكرهك ولو كرهك هتكره المدرسه اكتر والمواد، سلسله فشل مش بتنتهي».

تري رؤي هاني، الطالبه بالصف الاول الاعدادي، ان العنصر البشري هو الاهم في عالم المدرسه: «الحاجه اللي بتخليني عاوزه اروح المدرسه صحابي وبعض المدرسين».. بصراحه تعترف الطالبه ابنه الـ12 عاماً مؤكده: «محتاجين يكون في حريه وتفهم اكبر لينا، استاذه الدين فهمت ده، لما بتدخل بتدينا مساحه وقت بسيطه في اول الحصه نعمل فيها ما بدالنا، ناكل، نشرب، نتكلم، المهم نخلص في الوقت المحدد عشان نبدا الحصه».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل