هل سيهدد الذكاء الاصطناعي البشرية؟

يريد الانسان صناعه الات في المستقبل تمتلك ذكاءا خارقا. وجود مثل هذه الالات التي تختلف عن الانسان بانها لا تاكل ولا تشرب يمكن ان يشكل التهديد الوحيد للبشريه، حسبما يري علماء. الاله التي نصنعها هل تسعدنا ام تقضي علينا؟

عندما طرح عالم الكمبيوتر البريطاني الشهير الان تورينج منذ 65 عاما السؤإل آلتالي " هل يمكن للالات ان تفكر ؟ "، رد علي الفور علي السؤال بوصف هذه الفكره بانها سخيفه، وترددت هذه المقوله من جديد من خلال الفيلم الذي عرض هذا العام عن قصه حياته بعنوان the imitation game -" لعبه التقليد ".

غير ان ما عرف باسم " اختبار تورينج " الذي يتمثل في اجراء تجربه مفادها : هل يمكن ان تخدع اله انسانا وتجعله يعتقد بانها بشر؟ اصبح يمثل القاعده الذهبيه للابحاث التي تجري حول الذكاء الإصطناعي، كما مثل هذا الاختبار علامه بارزه تحولت الي نظريه لعده عقود. واصبح هذا الاختبار، الذي يجيب جهاز الكمبيوتر من خلاله علي اسئله يطرحها عليه شخص ما لا يراه وهو يعتقد ان الكمبيوتر شخص مثله، يستخدم بشكل عملي في كل مكان.

وصار الاختبار بمثابه القدره الذهنيه الرقميه التي تغذي تطبيق" سيري "، وهو مساعد شخصي ومتصفح معرفي لجهاز اي فون للرد علي الاسئله الصوتيه، وكذلك انظمه النقل الذكي التي تعد اساسا لواتسون السوبر كمبيوتر الذي هزم منافسيه من البشر ليفوز في برنامج المسابقات التليفزيوني "جيوباردي " عام 2011.

وتستخدم شركه غوغل هذا الاختبار في عمليات التصفح والبحث الذكيه التي تتيحها علي موقعها، كما تستخدمه العاب الفيديو لابتكار عوالم من الالعاب الاليكترونيه ذاتيه الديمومه، وتستخدمه ايضا المتاجر الاليكترونيه لبث نغمات موسيقيه وافلام تصنع وفقا لاذواق الزبائن، وفي اوائل العام الحالي تمكن برنامج اليكتروني روسي من اقناع العلماء بانه صبي يبلغ من العمر 13عاما اسمه يوجين.

وتفترض النظريات انه كلما ازدادات امكانات جهاز الكمبيوتر في الذكاء الاصطناعي، كلما ازدادت قدرته علي التعلم، وكلما زادت قدرته علي التعلم كلما ازداد ذكاؤه. وطورت شركه " فيكاريوس " في عام 2013 برنامجا للذكاء الاصطناعي يمكنه ان يجتاز اختبارا يستخدم علي نطاق واسع علي الانترنت، وتم تصميمه ليخاطب البشر والكمبيوتر كل علي حده، ويطلب الاختبار الذي يعرف باسم " كابتشا " وهي الحروف الاولي من عباره (اختبار تورينج العام الالي تماما للتحدث الي الكمبيوتر والبشر كل علي حده)، ويتطلب الاختبار من البشر اعاده كتابه مجموعه قصيره من الارقام او الحروف السريه.

ونقلت صحيفه وول ستريت جورنال عن سكوت فونيكس المؤسس المشارك لشركه " فيكاريوس " قوله انه يريد الذهاب الي ابعد من ذلك، وابتكار اجهزه كمبيوتر يمكنها ان تتعلم كيف تعالج الامراض، وان تنتج طاقه متجدده، وان تقوم بمعظم الوظائف التي يؤديها البشر. والهدف هو ابتكار " جهاز كمبيوتر يفكر مثل الانسان، باستثناء انه لا يتعين عليه ان يتناول الطعام او ينام "، وذلك وفقا لما نقلته الصحيفه عنه.

غير ان بعض اصحاب العقول اللامعه في مجال التكنولوجيا يقولون ان قطع شوط كبير في تطوير الذكاء الاصطناعي يمكن ايضا ان يدمر البشريه. فعلي سبيل المثال نجد ان المون موسك مؤسس شركه " تيسلا " لانتاج السيارات الكهربائيه وشركه " سبيس اكس " الخاصه للفضاء البادئه نشاطها والمستثمر في شركه " فيكاريوس "، يصف الذكاء الاصطناعي بانه " اكبر تهديد يواجه وجودنا كبشر "، وشبه الالات التي تفكر بالاسلحه النوويه و" بالشيطان ".

وقال موسك امام مجموعه من الجمهور انتابتهم موجه من الضحك في معهد ماساشوسيت للتكنولوجيا في تشرين اول/ اكتوبر الماضي " ان الامر يشبه ما يتردد في كل هذه الحكايات حول الرجل الذي يحمل خاتم سليمان السحري والماء المقدس ومثل ذلك من الاشياء، فهل هو متاكد من انه سيستطيع ان يسيطر علي الشيطان ؟، ان هذا لن يجدي ".

حذر عالم فيزياء الفلك البريطاني ستفين هوكينج من ان " الذكاء الاصطناعي الكامل -

بمعني ابتكار اجهزه كمبيوتر تمتلك عقولا خاصه بها - يمكن ان يؤذن بنهايه الجنس البشري "