المحتوى الرئيسى

التراث اليهودي في مصر يتبخر.. أبو حصيرة يلحق بابن ميمون

12/29 18:06

تعاني الاثار اليهوديه والتي يصل عددها الي 11 اثرا من الاهمال ودمر معظمها، وكان اخر حلقه من حلقات الاغلاق للاثار اليهوديه في مصر، ذلك الحكم الذي صدر اليوم من محكمه "القضاء الاداري" بالاسكندريه، حسم فيه قضيه مقبره الحاخام اليهودي "يعقوب أبو حصيرة"، وطبقت المحكمه كما ورد في حيثياتها، الثوابت العلميه والتاريخيه والاثريه التي اتفقت علي ان اليهود لم يكن لهم اي تاثير يذكر في الحضارة المصرية، حيث ان مولد "ابو حصيره"، هو الطقس الذي اثار جدلاً كبيراً علي مدار سنوات.

المولد يقام في 26 ديسمبر وتستمر طقوسه حتي 2 يناير من كل عام، وهو احتفاليه بمولد حاخام يهودي في قريه "دميتوه" التابعه لدمنهور، والاحتفاليه ياتي اليها كل سنه حوالي 3000 سائح يهودي من اسرائيل، والدول الغربيه.

هذا الحدث يعيدنا لما حدث مع معبد "ابن ميمون" اليهودي، الذي يعد من اهم واقدم المعابد اليهوديه الموجوده بمصر، ويقبل عليه اليهود من انحاء العالم لزيارته، ولكن مع الوقت توقفوا عن الزياره والاهتمام به، وامتدت اليه ايضاً يد العبث والاهمال نظرا لهجرته.

يقع معبد موسي بن ميمون في 15 شارع درب محمود من حاره اليهود بالقاهره، ويرجع تاريخ انشاء المبني الحالي للمعبد الي نهايه القرن التاسع عشر الميلادي، ونظرا لاهميته الدينيه والتاريخيه والمعماريه سجل كاثر بقرار من وزير الثقافه رقم 37 لعام 1986.

هذا الامر دفع عددا من المنظمات اليهوديه الاسرائيليه والامريكيه، الي تقديم بمذكره رسميه لمنظمه الامم المتحده للتربيه والثقافه والعلوم "اليونسكو"، تطالب الحكومة المصرية بالحفاظ علي المعابد اليهوديه، خاصه تلك التي تقع بحاره اليهود بالقاهره حيث يعد معبد "بن ميمون" واحدا من اقدم معابد اليهود في العالم، حسبما جاء بالمذكره.

شاهد احتفال اليهود بافتتاح معبد ابن ميمون

ونقلت العديد من التقارير الاعلاميه وقتها عن اللواء علي هلال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار في مصر، قوله ان هناك مشروعا لترميم معبد بن ميمون بتكلفه 8.5 مليون جنيه مصري، مشيرا الي ان رئيسه الطائفه اليهوديه في مصر عبرت عن شكرها للمجلس علي اهتمامه بالاثار والمعابد اليهوديه وقتها، كما ان وفدا من الكونجرس الامريكي زار المعبد عقب ذلك "وابدي اعجابه بالمشروع".

ينسب المعبد الي عالم الدين اليهودي القرطبي "موسي بن ميمون"، الذي ولد في عام 1135 ميلاديه في قرطبه بالاندلس، وتوفي في مصر عام 1204، وكان موسي بن ميمون عالما بارعا في العلوم الدينيه اليهوديه وعلوم الطب والرياضه والفلسفه، ويقال انه كان الطبيب الخاص لاسره صلاح الدين الايوبي.

وينقسم المعبد الي ثلاثه اقسام رئيسه:

 القسم الاول: يشتمل علي مبني المعبد المخصص للصلاه واقامه الشعائر الدينيه اليهوديه.

القسم الثاني: يشتمل علي المدفن الخاص بموسي بن ميمون قبل نقل رفاته الي طبريه بفلسطين، وكذلك الحجره الصغيره المجاوره للمدفن والتي اعتاد اليهود المرضي المبيت فيها طلبا للشفاء، واهم العناصر بهذا القسم هو بئر المياه الذي كان يستخدم في التطهير.

القسم الثالث: يتكون من بعض الحجرات المخصصه لرجال الدين والمشرفين علي اداره المعبد وكذلك الحمامات، بالاضافه الي شرفه النساء المطله علي بيت الصلاه.

جزء من معبد بن ميمون

سكان الحاره يهوداً ومسلمين، وجيرانهم من الاقباط ارتبطوا بمعبد بن ميمون ارتباطا وثيقا، فهو اقدم معابد الحاره وبني في مطلع القرن الثاني عشر الميلادي، ثم اعيد تجديده وافتتاحه اكثر من مره اعوام 1887، و1925، و1967.

ولا يزال اهالي المنطقه يتذكرون صوت "الحزان" اليهودي يرتل ايات من التوراه، مقلدا اصوات قرّاء القران المسلمين، خصوصا الشيخ محمد رفعت، بينما يردد المصلون اليهود من خلفه: "امين..امين".

الامر الذي قد يجعل ما حدث في ابو حصيره حاله خاصه، حيث تنبا انور السادات بخطوات اليهود في هذا الامر، وكشفت مذكرات "علي السمان"، التي نشرها ان انور السادات طلب منه متابعه موضوع فتح ضريح ابو حصيره لزيارات اليهود مع محافظ البحيره وقتها، و لكنه قال له "بس خد بالك عشان ما يحولوش المقبره الي مستعمره او مستوطنه‏".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل