المحتوى الرئيسى

العلم لا يزال يدرس تقليل حجم خسائر مآسي تسونامي

12/28 18:22

لم يتعرض العالم حديثا علي الاطلاق لكارثه طبيعيه لها تداعيات بعيده المدي مثل زلزال وموجات المد تسونامي التي حدثت في 26 ديسمبر/ كانون اول 2004.

فلم يكن الامر مجرد عنف الحدث، اذ اشارت احد التقديرات لبي بي سي بعد وقت قصير من وقوعه الي ان الطاقه المنبعثه تعادل اكثر من عشره قنابل من حجم قنبله هيروشيما.

فضعف الامكانيات كان امرا مهما، اذ لم يكن لدي المجتمعات المكتظه بالسكان علي طول الشاطئ في شمال سومطره وحول خليج البنغال اي نوع من الحمايه امام الامواج التي اجتاحت السواحل.

وفي المنطقه الاكثر تضررا، وهو ميناء باندا آتشيه الواقع علي الطرف الشمالي من سومطره، وعلي طول الشاطئ المحيط، قتلت أمواج تسونامي 170 الف شخص، اي قرابه ربع السكان.

وكانت سومطره معروفه بانها معرضه وليس كغيرها من المناطق الاخري للكوارث الطبيعيه.

ومع ذلك، تم تغافل خطر حدوث التواء في قاع البحر بطول خط التماس البالغ 1600 كيلومتر من الطرف الشمالي من سومطره حتي جزر اندمان في خليج البنغال، فلم يكن هناك احد علي استعداد ولم يكن هناك نظام انذار.

فمن المفيد ان نقارن بين تسونامي المحيط الهندي وتسونامي اليابان في عام 2011.

فالاليه كانت متشابهه الي حد كبير، اذ حرك زلزال عنيف في قاع المحيط مئات الكيلومترات من الارض، وولد ضغطا تراكم عبر قرون من حركه الصفائح التكتونيه.

وفي اليابان، كذلك، اعرب الخبراء عن دهشتهم خصوصا من حجم زلزال 2011.

وعلي الرغم من ذلك وبتاريخها من الزلازل المتكرره وامواج تسونامي المميته كانت اليابان علي اتم استعداد لهذا الهجوم العنيف، بحوائط ضخمه لصد الامواج ومنعها من التقدم، وانظمه انذار تسونامي، وصافرات انذار وبرامج اذاعيه لتوعيه الناس بضروره اخلاء منازلهم والتوجه الي المناطق الامنه.

ولا شك انه دون تلك الاستعدادات كان عشرات الالاف من الاشخاص سيلقون حتفهم.

لكن في الحقيقه، كان موت نحو 20 الفا من الضحايا دليل علي ان اجرءات الحمايه لم تكن كافيه.

وانهارت حوائط تسونامي او جري تجاوزها بفعل الامواج المرتفعه غير المتوقعه.

وركن البعض الي شعور خاطئ بالامان. ولم تكن خطط الاجلاء مناسبه. فبعض البنايات التي صممت كمناطق امنه للسكان للجوء اليها حاله اجتياح تسونامي مرتفعه بما فيه الكفايه، وغرق من جري اجلاؤهم في ملاجئهم.

ويعتمد نظام الانذار الياباني علي الاشارات الزلزاليه التي تنتشر بفعل عمليه تصدع الصفائح التكتونيه تحت سطح البحر.

ثم تجري مقارنه تلك الاشارات تلقائيا الي مجموعه من الاحداث المتوقعه التي جري حسابها قبل وقت طويل، اضافه الي ارتفاعات الامواج المحسوبه بناء علي افضل العلوم المتاحه.

واستمرت الوكاله المعنيه في تحديث نشرات الطقس اثناء اجتياح تسونامي، لكن فرار معظم السكان من مسار الامواج وتركهم منازلهم، وانقطاع التيار الكهربائي، لم يكن واضحا من الذي سمع التحديثات.

وفي بعض الحالات، عام 2011، كان لدي اندونيسيا نهج افضل من اليابان، وذلك بفضل تعاونها مع المانيا فيما اطلق عليه النظام الالماني الاندونيسي للانذار المبكر بامواج تسونامي.

واستطاعت اجهزه استشعار ضغط قاع المحيط التي وضعت بعيدا في مياه البحر الشعور بوزن الامواج العاليه.

وتتمكن كذلك اجهزه نظام تحديد المواقع علي الارض التي تتحرك اثناء وقوع اي زلزال من توفير مقياس غير مباشر لحركه قاع البحر.

تعرض النظام الي اختبار حي وحقيقي في عام 2012، عندما اثار زوج من الزلزال القويه امواج تسونامي منخفضه بعيدا جدا عن الشاطئ قباله باندا اتشيه.

وعملت اجزاؤه، وصدر تحذير يمكن الاعتماد عليه في غضون خمس دقائق، علي الرغم من تعرض بعض عوامات قياس عمق المياه للتدمير عندما استخدمها صيادون لسحب مراكبهم.

وواجه استعدادت اندونيسيا لامواج تسونامي لاختبار اكثر ازعاجا في عام 2009، عندما هز زلزال قوي نسبيا المدينه الكبري في بادانغ.

وكان الميناء الذي يبعد نحو 900 كيلومتر عن مقاطعه باندا اتشيه ويسكنها 800 الف شخص او اكثر ما يهم خبراء الزلازل.

وبعد ان ضرب الميناء زلزال عنيف في 1797، قال كاتب هولندي في مذكراته: "كانت امواج البحر تهدر غاضبه حتي وصلت الي النهر."

وعلي مدي الـ200 عاما التاليه، كانت القوي التكتونيه قد تراكمت مره اخري، وكان يخشي تكرارها، خاصه ان فتره الانقطاع بين اهتزاز الارض والامواج الاولي لا يتعدي 25 دقيقه.

ولم يكن زلزال 30 سبتمبر/ ايلول 2009 هو التكرار الذي نخشاه، انما ما نخشاه هو التحرك لمواجهه خطا فرعي صغير.

واسفر الزلزال عن انهيار المباني، ومصرع 1100 شخص، واصابه 2000.

ولان ذكريات تسونامي 2004 لا تزال حاضره بقوه، حاول السكان هناك الفرار من المدينه بقدر ما يستطيعون.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل