المحتوى الرئيسى

المواطنون يهاجمون التحالفات: الأحزاب مجرد «كيانات فضائية»

12/28 09:41

علي صفحات الجرائد وفي نشرات الاخبار يطالع الناس اخباراً يوميه منتظمه تتعلق بانضمام بعض الاحزاب الي احد التحالفات الانتخابيه، واخري تشير الي انسحاب البعض الاخر منها، وفيما ينشغل السياسيون ورؤساء الاحزاب بعقد مؤتمرات صحفيه والادلاء بتصريحات تليفزيونيه حول التحالفات الانتخابيه في فنادق فخمه، ومكاتب مكيفه بين اكثر من 70 حزباً مشهراً وتحت التاسيس، للفوز باكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانيه المقبله، لا يعير المواطن العادي لهذه الاخبار او التحالفات ادني اهتمام، بعد ان وصل عددها الي 4 تحالفات يصعب تحديد عدد الاحزاب المشاركه فيها واسمائها بسبب كثره «الانضمامات» و«الانسحابات» المفاجئه، مع ان الخريطه تشير الي وجود 4 تحالفات رئيسيه هي تحالفات «الوفد المصري»، و«الجبهه المصريه»، و«التيار الديمقراطي»، و«حزب النور»، والحديث الذي يدور في الفضاء الاعلامي ليس له اي صدي في الشارع المصري ولا يهتم به المواطن العادي الذي يحفظ بالكاد اسم 5 احزاب منها، حسب وصف مواطنين مصريين يسكنون مناطق متفرقه.

علي كرسي خشبي باحد المقاهي بجوار جامعه القاهره جلس الدكتور محمد بدران، الاستاذ المتفرغ بكليه الحقوق جامعه القاهره وامامه بعض الصحف اليوميه، يتحدث عن التحالفات الحزبيه قائلاً: «الأحزاب السياسية ليست لها جذور في الحياه المصريه لانه تم القضاء علي الاحزاب السياسيه بعد ثوره 1952، قبل الثوره كانت الاحزاب منشغله بالقضيه الوطنيه والتحرر من الاحتلال، عكس الان يوجد تحزب ديني وعلماني فقط، في اوروبا بدا التحزب السياسي بعد الثوره الصناعيه وقبل ذلك كان التحزب الديني هو المسيطر، وبما اننا لم نصل الي الثوره الصناعيه او الزراعيه، فانه لا يوجد تحزب سياسي يذكر».

يضيف استاذ الجامعه السبعيني قائلاً: «المجتمع لم ينقسم الي طبقات، نحن مختلفون فقط وقيمنا بها ميوعه وسيوله، والصراع الدائر الان في المجتمع ليس صراعاً مادياً بل هو ديني، والشعب المصري لا يقدر الحريه بل تتركز اهتماماته علي الاحتياجات الانسانيه والاساسيه، وليس الحضاريه، الاحزاب السياسيه ستعاني في الفتره المقبله لانه لا يوجد لها ظهير شعبي علي الاطلاق، وللاسف لا يوجد لدينا احزاب معارضه الا الاخوان المسلمين، وهي معارضه دينيه وكنت اتمني ان يكون لدينا معارضه سياسيه». ويقول جمال ابوضيف المراغي، 46 سنه، عاطل من بولاق الدكرور انه لا يسمع عن الاحزاب الان: «قبل الثوره كنا ما بنسمعش الا عن الحزب الوطني والوفد عشان سعد زغلول، وبعد الثوره عرفنا احزاب جديده زي المؤتمر والدستور والتيار الشعبي ومصر القويه والبناء والتنميه والنور، الاحزاب دي عامله تحالفات انتخابيه عشان مصالحهم، الاحزاب اصلاً ما لهاش وجود في الشارع، لو لها ارضيه مش هتعمل تحالفات انتخابيه، اعضاء الحزب الوطني القديم وقياداته من رجال الاعمال هينافسوا الكتله التصويتيه للاخوان في المرحله اللي جايه لكن باقي الاحزاب كرتونيه». من جانبه يري علي محمد ترزي، 58 سنه، من المنيب ان التحالفات الانتخابيه ليست منها فائده، وانه لا يوجد اي مواطن يحفظ حتي اسماءها، وقال: «كل واحد عاوز يعمل شهره لنفسه بيعمل حزب وكل واحد بيطلع في التليفزيون وبيتكلم عن السياسه لا ينفذ ما يقوله لذلك لا اثق في كلام السياسيين ورؤساء الاحزاب».

يزيد «جمال» قائلاً: «لو فيه صراحه وصدق بينه وبين الجمهور الشعب هيقف معاهم لكن الاحزاب دي ما لهاش لازمه، وما حدش من الاحزاب دي بيعمل حاجه للناس، ما حدش بيشتغل الا بالواسطه، حاولت اعمل معاش من التامين الاجتماعي ما عرفتش، وفيه ناس في سني عاملين بس بالواسطه».

عيد جوده محمد، 28 سنه، بائع في محل سوبر ماركت من شبر الخيمه يقول: «خريطه الانتخابات والترشيحات لم تظهر حتي الان ولا اعرف عدد الاحزاب المشاركه ولا اسماءها، ورغم انتخابي لعمرو موسي في الانتخابات الرئاسية عام 2012، فانني لا اعلم ما اسم الحزب الذي يراسه، وبحكم عملي في السوبر ماركت لمده تزيد علي 9 ساعات يومياً، فانا بعيد عن متابعه الاخبار السياسيه والبرلمانيه، لا بد من تكثيف الحملات الدعائيه والانتخابيه للمرشحين والاحزاب حتي يتعرف الناس عليهم بشكل اكبر، انتهي عصر الاخوان والحزب الوطني، ونحن الان نعيش في عهد جديد، عهد الرئيس السيسي، وهو شغال كويس لحد دلوقتي». مصطفي ابوزهره صاحب شركه سياحه، 40 سنه، من منطقه شبرا الخيمه يقول: «لا اسمع عن التحالفات الانتخابيه الا في التليفزيون فقط ولا اعرف عنهم اي شيء، شبعنا كلام في الاعلام، ما فيش حاجه بتحصل علي ارض الواقع، في السنوات الماضيه كان فيه ندوات ومؤتمرات كنا نتابعها ونتناقش بها، لكن الان لا توجد اي فعاليه او ندوه والفتره المتبقيه علي الانتخابات البرلمانيه قصيره جداً لا تسمح بالتعرف علي هذه الاحزاب او التحالفات».

ويقول ناجي محمد حموده، 71 سنه، عامل في محل ادوات كهربائيه برمسيس: «انا انتخبت السيسي لانه راجل عسكري، وقبل كده انتخبت احمد شفيق، لكن الان لا اعرف الاحزاب ولا عددها، انا كبرت وعايش لوحدي من ساعه ما خرجت من السجن في اوضه في المرج، وعشان كدا ما ليش في السياسه، دي الناس اللي متعلمه بتوع الثوره بيقولوا خليها علي الله».

اما سامي بديع محمد عبدالمجيد، 54 سنه، من رمسيس فيقول: «لو التحالفات الانتخابيه هتعمل حاجه لصالح البلد مش هنقول لا، لكن اللي حاصل ان كل واحد بيدور علي مصلحته الخاصه بس، ولازم يكون فيه شباب في الاحزاب ربنا يهديهم جميعاً، وبالنسبه للتكتلات الانتخابيه ما سمعتش عنها خالص ومنتظرين نشوف برامجهم وافكارهم».

اما شريف حسن الطالب بالفرقه الثالثه بكليه التجاره جامعه القاهره والمقيم بمدينه نصر، فيقول: «انا ماليش في تفاصيل الانتخابات والتحالفات والاحزاب، لكن بروح الانتخابات وادلي بصوتي كل مره، ولم اسمع عن التحالفات الانتخابيه مطلقاً، ولا اعرف حتي ما اسم الحزب الذي يراسه كل من عمرو موسي او احمد شفيق او حمدين صباحي».

يضيف الشاب العشريني قائلاً: «علاقتي باي حزب تنحصر في رؤيه لافته موضوعه امام احد العقارات مكتوب عليها اسم الحزب الفلاني، وساعتها بعرف ان فيه حزب اسمه كذا في المنطقه الفلانيه، لاننا اتربينا طول عمرنا علي اسم الحزب الوطني فقط ودي اول مره اعرف ان مصر فيها 70 حزباً سياسياً، وهنا اتساءل: اين الشباب عمري ما شفت شاب عنده من 35 الي 40 في البلد ماسك منصب ما فكرتش انضم الي عضويه احزاب في الوقت الحالي، واعتقد ان اي حزب جديد لازم يكون مؤثر في المجتمع ومهم، مش عاوز يطلع لي كارنيه وخلاص، وكل من هم في سني من الشباب لا يسمعون عن الاحزاب ولا تصل افكارها اليهم».

ويقول محمد مصطفي، احد سكان حلوان: «ما حدش شاغل نفسه بالتحالفات الانتخابيه بسبب براءه مبارك وعدم حصول شهداء ثوره يناير علي حقوقهم وابسط حقوقهم معاقبه قاتليهم او حتي معرفه من قتلهم، مصر دوله تحكمها العواجيز، فمثلاً عندما اري عمرو موسي في التليفزيون بكونه رئيس حزب اشعر بانه رجل كل الانظمه، لا يوجد شباب في صداره المشهد علي الاطلاق، بعد ان تبخر حلم شباب الثوره بحدوث تغيير حقيقي في مصر».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل