المحتوى الرئيسى

بعد 40 عامًا على رحيله وفوضى الغناء ..الجمهور ينادي فريد الأطرش: " يا وحشني رد عليا"

12/26 11:33

عند الحوار عن العمالقه يبدو القلم بين اصابعي علي غير عادته لانه في هذه المرات يكون مليئًا بالالم .. وتبدو حائرًا عندما تكتب عن فريد الأطرش الذي تحل اليوم الذكرى الاربعين لرحيله ، فهل تكتب عن الموسيقار ام المطرب ام الممثل.

لقد كان فريد الثلاثه بجداره .. عشنا معه خلال مشواره الفني الالم والفرح والحب فكانت "حكايه العمر كله .. الحب الكبير .. لحن حبي .. من اجل حبي .. رساله غرام .. ودعت حبك .. رساله من امراه مجهوله.. انت حبيبي".

وُلد فريد الاطرش، في بلده القريا في جبل الدروز، وعاني حرمان رؤيه والده، واضطراره الي التنقل والسفر منذ طفولته، من سوريا الي القاهره مع والدته بعد ان منحهم سعد باشا زغلول تصريحًا بالاقامه؛ هربًا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته؛ انتقامًا لوطنيه والدهم فهد الاطرش، وعائله الاطرش في الجبل الذين قاتلوا ضد الاستعمار الفرنسي في جبل الدروز بسوريا.

عاش فريد في القاهره في حجرتين صغيرتين مع والدته عاليه بنت المنذر وشقيقه فؤاد وشقيقته اسمهان، والتحق فريد باحدي المدارس الفرنسيه (الخرنفش)، حيث اضطر الي تغيير اسم عائلته، فاصبحت "كوسا" بدلاً من الاطرش، وهذا ما كان يضايقه كثيرًا، ذات يوم زار المدرسه هنري هوواين، فاعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائله الاطرش امام احد الاساتذه، فطرد فريد من المدرسه، والتحق بعدها بمدرسه البطريركيه للروم الكاثوليك.

نفد المإل آلذي كان بحوزه والده فريد، وانقطعت اخبار الوالد، وهذا ما دفعها للغناء في روض الفرج؛ لان العمل في الاديره لم يعد يكفي، وامام ضنك العيش الذي لا يرحم، وافق فريد وفؤاد علي هذا الامر شريطه مرافقتها حيثما تذهب، وحرصت والدته علي بقاء فريد في المدرسه، غير ان زكي باشا اوصي مصطفي رضا بان يدخله معهد الموسيقي.

وفي معهد الموسيقي بدا فريد تعلم عزف العود علي يد رياض السنباطي ، ليتفوق التلميذ علي استاذه فيما بعد حين اضاف للعود وتره السادس ليصبح " ملك العود" لا ينازعه علي عرشه احد، وبمجرد ان وطات قدمه معهد الموسيقي احس فريد انه ولد في هذه اللحظه، وانه وجد بيته الذي ظل يبحث عنه منذ طفولته.

تعلم فريد منذ صغره ان يعتمد علي نفسه، وان يكون مسئولاً عن اعاله اسرته، فبدا في بيع القماش وتوزيع الاعلانات من اجل اعاله الاسره، وبعد عام بدا بالتفتيش عن نوافذ فنيه ينطلق منها، حتي التقي بفريد غصن والمطرب ابراهيم حموده، الذي طلب منه الانضمام الي فرقته للعزف علي العود.

اقام زكي باشا حفله يعود ريعها الي الثوار، اطل فريد تلك الليله علي المسرح، وغني اغنيه وطنيه ونجح في طلته الاولي، وبعد جمله من النصائح اهتدي فريد الي بديعه مصابني التي الحقته مع مجموعه المغنين، ونجح اخيرا في اقناعها بان يغني بمفرده، ولكن عمله هذا لم يكن يدر عليه المال بل كانت اموره الماليه تتدهور الي الوراء.

بدا فريد العمل في محطه شتال الاهليه حتي تقرر امتحانه في المعهد، ولسوء حظه اصيب بزكام واصرت اللجنه علي عدم تاجيله، ولم يكن غريبًا ان تكون النتيجه فصله من المعهد، ولكن مدحت عاصم طلب منه العزف علي العود للاذاعه مره في الاسبوع، فاستشاره فريد فيما يخص الغناء خاصه بعد فشله امام اللجنه، فوافق مدحت بشرط الامتثال امام اللجنه، وكانوا نفس الاشخاص الذين امتحنوه سابقًا بالاضافه الي مدحت.غني فريد اغنيه الليالي والموال لينتصر اخيرا، ويبدا في تسجيل اغنياته المستقله، وسجل اغنيته الاولي (يا ريتني طير لاطير حواليك) كلمات والحان يحيي اللبابيدي، فاصبح يغني في الاذاعه مرتين في الاسبوع، لكن ما كان يقبضه كان زهيدًا جدًا، واستعان بفرقه موسيقيه، وباشهر العازفين كاحمد الحفناوي، ويعقوب طاطيوس وغيرهم وزود الفرقه بالات غربيه، بالاضافه الي الالات الشرقيه، وسجل الاغنيه الاولي، والحقها بثانيه (بحب من غير امل)، وبعد التسجيل خرج خاسرًا، لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته، وعلم ان الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور.

عرف فريد عادات جميله وعادات غير مستحبه، فكان اتصاله بالقمار شيئًا من تلك العادات السيئه، ادمن علي لعب الورق حتي عود نفسه علي الاقلاع، وعرف ايضا حبه للخيل، وذات يوم وفيما كان فريد في ميدان السباق راهن علي حصان، وكسب الجائزه، وعلم في الوقت نفسه بوفاه اخته اسمهان في حادث سياره، فترك موت اخته اثرا عميقًا في قلبه، وخيل اليه ان المقامره بعنف ستنقذه.

وتعرض فريد لذبحه صدريه وبقي سجين غرفته، تسليته الوحيده كانت التحدث مع الاصدقاء وقراءه المجلات، اعتبر ان علاجه الوحيد هو العمل، وبينما كان يكد في عمله سقط من جديد.

واعتبر الاطباء سقطته هذه النهايه، ولكن في الليله نفسها اراد الدخول الي الحمام، فكانت السقطه الثالثه، وكانها كانت لتحرك قلبه من جديد وتسترد له الحياه، فطلب منه الاطباء الراحه؛ لان قلبه يتربص به، وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب، وما صادف من عقبات عرف حقيقه لا يتطرق اليها شك وهي ان البقاء للاصلح.

وقدم الموسيقار الكبير فريد الاطرش ونجح في تكوين ثنائيات رائعه مع كل بطلات افلامه بل انهن ازددن شهره وتالقا لاشتراكهن معه ولعل الاولي في النجاح كانت ساميه جمال، لانها كانت حبيب العمر – كما قيل وقتها - اضافه الي خفه دمها واندماجها معه ولذلك حظيت بتمثيل سته افلام قالت عنها، انها كانت افضل ما مثلت في حياتها ولا ننسي اسمهان ونور الهدي وفاتن حمامه وصباح وشاديه، وتحيه كاريوكا وماجده وهند رستم ومديحه يسري، ومريم فخر الدين.

قدم فريد الاطرش الي مكتبه السينما 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وانتجت هذه الافلام في الفتره من عام 1941 حتي عام 1975، واشهر هذه الافلام فيلم "حبيب العمر"، "عهد الهوي" ،"حكايه العمر كله"، "ودعت حبك" ،"رساله من امراه مجهوله"، ومن اشهر اغانيه "بساط الريح"، "حكايه العمر كله"، "الربيع"، "ما قال لي وقلت له"، "نجوم الليل"، "يا دلع"، "تعالي سلم"، "يا حبيبي طال غيابك"، "يا واحشني رد عليا"، "تؤمر علي الراس"، "علي الله تعود".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل