المحتوى الرئيسى

تساؤلات في بريطانيا حول صلاحية الأمير تشارلز لاعتلاء العرش بعد الملكة إليزابيث

12/25 01:28

انتظر الامير تشارلز بالفعل فتره اطول عن اي ولي عهد اخر لاعتلاء العرش البريطاني في تاريخ بريطانيا، ولكن كلما اقترب الزمن الذي سيردد فيه رعاياه المستقبليون انشوده «فَلْيَحْمِ الرب الملك»، ازداد قلق البعض حيال تولي تشارلز الثالث عرش بريطانيا في نهايه الامر، في تقرير لوكاله الأنباء الألمانيه (د.ب.ا).

ويتوقع بيتر براون، وهو مؤرخ هاوٍ يقيم في مدينه نيوكاسل التي تقع في الشمال الانجليزي، ان «تنتهي فتره ولايه الملك تشارلز الثالث علي نحو سيئ كما كان الحال مع كل من تشارلز الأول والثاني».

ويقول براون باستياء ان الامير تشارلز الذي يبلغ من العمر 66 عاما سيلحق الضرر بالنظام الملكي وسيدعم قضيه المطالبين بتحويل بريطانيا الي جمهوريه عن طريق اثاره ضيق الحكومات بتدخله في المسائل السياسيه، مما ادي الي تركيز انتباه الجمهور علي تشارلز، وعلي الكيفيه التي سيتصرف بها عند قيامه بدور الملك الذي ظل ينتظره بالفعل طوال 62 عاما هو تسريب رسائل كتبها وبعث بها الي وزراء الحكومه، ويسعي عن طريقها الي التاثير علي السياسه العامه للدوله.

وفي خلال فتره 7 اشهر فقط كتب تشارلز 27 خطابا عرفت باسم «مذكرات العنكبوت السوداء» نظرا لنمط خط يده في الكتابه.

وكتب الامير تشارلز عام 2001 الي الوزير اللورد ايرفين خطابا اعرب فيه عن معارضته «قانون حقوق الانسان»، وقال فيه ان «حياتنا اصبحت تحكم بواسطه درجه عبثيه تماما من التدخل الذي تفرضه العوامل السياسيه فحسب»، وبعد ذلك بعام جلس علي مكتبه مره اخري ليكتب خطابا يحذر فيه اللورد ايرفين «من فرض مزيد من القوانين الملزمه بحكم العرف رغم عدم مجاراتها ظروف العصر».

وتخوض الحكومه البريطانيه معارك قانونيه في المحاكم لفرض نطاق من السريه علي محتوي هذه الرسائل، بزعم ان نشر الرسائل التي لم يتم تسريبها سيلحق «الضرر الجسيم» بنسيج الملكية الدستورية في بريطانيا. وحيث انه لا يوجد دستور مكتوب في بريطانيا فان حقوق وواجبات المواطنين تحددها الاعراف التي تطلب من الملك ان يكون محايدا من الناحيه السياسيه، وان يذعن في جميع المسائل لاراده الحكومه المنتخبه. وقد تكون «مذكرات العنكبوت السوداء» مجرد قمه جبل الجليد في ما يتعلق بدفاع تشارلز عن مجموعه من القضايا، تتنوع بين تشريعات حقوق الانسان والتصميم المعماري والامور المتعلقه بالمجتمع المدني والاطعمه المعدله وراثيا والطب البديل والتعليم بالمدارس. وهذه الرسائل جعلت الصحف تتهكم علي تشارلز وتصفه بانه «الغاضب في ويندسور» و«امير النواح»، وهي كلمه تتشابه بالانجليزيه مع نطق مقاطعه ويلز.

ويدفع انصار الامير تشارلز بانه عندما يعتلي العرش سيتوقف عن كونه قد نصب نفسه «وسيطا ومتدخلا عنيدا» في الحياه السياسيه، ولكن هل سيستطيع ان يحافظ علي مسافه دقيقه من العراك السياسي عندما يتوج ملكا علي البلاد؟ غير ان ما يثير القلق هو ان هذا النمط من التدخل الذي استمر لاكثر من 4 عقود لا يمكن تحطيمه بسهوله. كما ان الرسائل التي بعث بها تدفع الي اجراء مزيد من المقارنات بين ولي العهد ووالدته التي تتمتع بالشعبيه، والتي ظلت ملكه لاكثر من نصف قرن من الزمان.

وقد تكون الملكه إليزابيث مثيره للضجر، غير انها جيده في ما يتعلق بمنصبها، كما انها تتمتع بحب البريطانيين، ويشير استطلاع للراي العام اجرته منذ 6 اشهر شركه «كوم ريس» لابحاث السوق الي ان نسبه الشعبيه التي يتمتع بها تشارلز تبلغ 43 في المائه مقابل 63 في المائه للملكه. وليس ثمه امل او توقع في ان يقلد تشارلز والدته ويصبح مجرد ملك. وفي نفس الوقت فان التغيير هو امر حتمي، حتي الملكه اليزابيث ذاتها تغيرت، فهي تبعث برسائل علي «تويتر»، وتركب المواصلات العامه، كما تخلت عن اليخت الملكي، وفتحت قصر باكنغهام امام السياح، واصبحت اول عاهل ملكي يدفع ضرائب علي الدخل.

ومهما كانت نظره نواب البرلمان الي تشارلز، فقد كسب بعض القلوب باستعداده الواضح لاظهار جانب فضفاض يتمتع بالحريه من شخصيه العاهل الملكي التقليديه.

تخيل مثلا ان الملكه وقفت لتلتقط صوره شخصيه لنفسها، لقد فعل تشارلز هذا، وتخيل ان الملكه اذاعت فيديو كوميديا، لقد قام تشارلز بهذا ايضا. ولكن السؤال هو: ما حدود الذهاب بعيدا في التحديث؟ هل طبيعه تشارلز ستبعده عن رعاياه؟

لقد قال تشارلز بالفعل انه يريد الابتعاد عن التقاليد، وان يتخلي عن لقب الملك بانه «المدافع عن الايمان»، وان يتبني بدلا من ذلك لقب «مدافع عن الايمان» الذي يعكس احترام صعود الاسلام والاديان الاخري. كما قال ان احتفاليه تتويجه - علي عكس ما حدث مع والدته عام 1953 - يجب ان تكون متعدده الديانات، فهل تتحمل بريطانيا مثل هذه الاتجاهات الجديده؟

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل