المحتوى الرئيسى

رؤية فنية: لماذا تخشى كوريا الشمالية فيلم «المقابلة»؟

12/24 13:48

الدوله التي تحيط نفسها بالسريه تعد "بالانتقام بلا رحمه" من مخرجي هذا الفيلم الكوميدي الجديد. لكن ما هو التهديد الذي يمثله هذا الفيلم؟ الصحفي سايمون فاولر يبحث هذا الامر.

في الاسابيع الاخيره، تمت الاجابه بشكل لا لبس فيه علي السؤال بشان ما اذا ما كان زعيم كوريا الشماليه كيم جونغ أون لديه حس الفكاهه ام لا.

النكته التي لا يبدو انها اظهرت اوضح صور التكلف لزعيم (مملكه النساك) هو الاصدار القادم من فيلم "المقابله" لجيمز فران، وسيث روجين.

في الفيلم الكوميدي نري زوجين يعملان كمقدمي برامج في التلفزيون، بينما المنتج تم تجنيده من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لاغتيال كيم جونغ-اون (وهو الدور الذي قام به الممثل الامريكي من اصل كوري راندال بارك).

الاشارات الاولي لاستياء كوريا الشماليه من الفيلم الذي اخرجه ايفان غولدبيرغ ظهرت بعد اسبوعين من نشر الفيديو الترويجي للفيلم علي الانترنت في 11 يونيو/حزيران.

اذ كتبت وزاره الخارجيه في كوريا الشماليه رساله الي البيت الابيض تشجب الفيلم وتصفه بالارهاب وانه يمثل "عملاً حربياً"، وهي تهمه جري تصعيدها لتصبح شكوي قدمت الي الامم المتحده اواخر ذلك الشهر.

وقال وزير خارجيه كوريا الشماليه: "اذا رعت الولايات المتحده عرض الفيلم فعليها تحمل النتائج. هؤلاء المجرمون الذين اساؤوا لشخصيه قائدنا واقترفوا جرائم معاديه ضد جمهوريه شعبنا سيعاقبون طبقاً للقانون حيثما كانوا علي سطح الارض".

وبينما يستمر التحقيق فيما اذا كانت كوريا الشماليه قد ساهمت رسمياً في الهجوم علي استوديوهات هوليوود، فان هذا العمل يطرح سؤالاً عن السبب الذي حدا بكوريا الشماليه الي هذا الخطاب الملتهب وهذا العمل الهجومي.

شركه كولومبيا بيكتشرز الموزعه للفيلم لا شك انها تشعر بالسعاده لان الفيلم ذاع صيته قبل ان يحين موعد عرضه في 25 ديسمبر. لكن الامور اتخذت منحي اخر في نهايه نوفمبر/تشرين الثاني حين تم اختراق سيرفرات شركه سوني، وهو ما ادي الي تسرب معلومات حساسه كثيره فيما يعتقد انه رد مقصود من كوريا الشماليه.

كل شيء من الرواتب التي حصل عليها فرانكو و روجين الي السجلات الشخصيه ل 47 الف موظف في سوني تم تسريبها مع رساله تهديد تقول "المزيد سيتبع" اذا تم عرض الفيلم.

"المقابله" ليست هي المره الاولي التي تستخدم فيها هوليوود دوله شيوعيه كموضوع تدور حوله احداث الفيلم. ففي السنوات الثلاث الماضيه شاهدنا الكوريين الشماليين يسيطرون علي البيت الابيض في هجوم ارهابي في فيلم (سقوط اوليمبوس، عام 2013) وسيطروا علي الولايات المتحده بالكامل في فيلم (الفجر الاحمر، 2012).

بدا الاستياء الكوري الشمالي بعد نشر الفيديو الترويجي للفيلم علي الانترنت في 11 يونيو/حزيران.

تصوير كوريا الشماليه كدوله "مارقه" ورد في صناعه افلام هوليوود قبل ذلك. شركه تتش ستون، (وهي شركه تابعه لشركه ديزني) انتجت عام 1988 فيلم (الانقاذ) الذي يتحدث عن مجموعه من العسكريين ينفذون مهمه داخل كوريا الشماليه لتحرير ابائهم الاسري. ولم يثر الفيلم اي احتجاج من كوريا الشماليه، ربما لانه صدر في وقت لم يكن العالم فيه يعرف الكثير عن هذه الدوله المنعزله.

المحاكاه الساخره لكوريا الشماليه في السينما لم تتسبب رغم ذلك في اكثر من زوبعه من السخط الدبلوماسي. فيلم (فريق امريكا: شرطي العالم) لتيري باركر ومات ستون صورا والد كيم يونغ-اون كمغرور يعتزم السيطره علي العالم، وبالنسبه للكثيرين سيكون هذا الفيلم المعالجه السينمائيه المميزه للراحل كيم جونغ-ايل.

لكن الزوبعه الدبلوماسيه الوحيده التي تسبب بها الفيلم هي طلب الغاء العرض في جمهوريه التشيك. لابد ان باركر وستون يشعران بالسعاده لعدم تاثرهما كثيراً بذلك، بينما روجن وفرانكو يشعران بالقلق من معلومات تخصهما تسربت نتيجه القرصنه الالكترونيه سالفه الذكر.

الاكثر من الولايات المتحده هي جاره كوريا الشماليه في شبه الجزيره الكوريه الذين تشكل كوريا الشيوعيه مصدر قلق دائم لها. وبمجرد ان دخلت كوريا الجنوبية عصر صناعه السينما علي مستوي تجاري اواخر التسعينات، كان المخرجون الذين ازدهروا هم اولئك الذين استخدموا الخوف من الشمال موضوعاً تدور حوله افلامهم.

فيلم شيري، عام 1999 جاء علي طريقه افلام الاكشن التي تصدرها هونغ كونغ وعالج مخاوف كوريا الجنوبيه من وجود خلايا نائمه لكوريا الشماليه بين مواطنيها، وذلك في الوقت الذي مازالت فيه اخبار محاولات الاغتيال ضد رئيس كوريا الجنوبيه شون دو-هوان حاضره في الاذهان.

كثافه الاحداث وتناسقها في فيلم شيري جعله اكثر الافلام التي حققت ارباحاً علي المستوي الداخلي، واشعل المخاوف من ان القوي الايديولوجيه المتحمسه في شمال كوريا يمكن ان تكون جاهزه لشن هجوم في اي لحظه.

مساله توحيد الكوريتين وحتي مساله الهويه الكوريه، شكل كلاهما موضوعاً جذاباً لدرجه دفعت المخرج بارك تشان-ووك في العام التالي الي مناقشه التوتر بين الكوريتين في فيلمه "جيه اس ايه" عام 2000.

وقد تم تصوير الفيلم بكامله في المنطقه منزوعه السلاح بين الكوريتين علي طول خط العرض 38 الذي يفصل كوريا الشماليه عن الجنوبيه.

وقد القي الفيلم الضوء (وان كان بطريقه اكثر هدوءاً من فيلم شيري)، علي العلاقات المستبعد وجودها بين الجنود علي جانبي الحدود.

ومنها التسلل الي الارض الحرام، وتبادل الاطعمه الخفيفه، وتدخين السجائر، والحديث عن الالام المشتركه للحاله الانسانيه، يجعل من الصعب التمييز بين الجنود الذين فرقت بينهم الجغرافيا بطريقه بشعه. الامر المحزن ان هذه العلاقات الاخويه لم تكن كافيه لعدم اقحام السياسه بعنف في قصتهم.

وبينما توجه كل من الولايات المتحده وكوريا الجنوبيه عدسات الكاميرا التابعه لهما نحو كوريا الشماليه للبحث عن الكوميديا والدراما، من المناسب ايضا الاخذ بعين الاعتبار كيف تري كوريا الشماليه نفسها والعالم الخارجي من خلال افلامها.

تخشي سلطات كوريا الشماليه من تسرب التاثير الخارجي الي البلاد من خلال اجهزه الهواتف النقاله وموجات البث الاذاعيه، و اسطوانات الدي في دي.

قبل وفاته عام 2011، جمع كيم جونغ-ايل اكبر مجموعه شخصيه من الافلام في العالم. وكان ايضاً منتجاً للافلام وحاول في شبابه ان يدفع صناعه السينما في كوريا الشماليه الي مستويات جديده لاثاره اعجاب والده الحاكم انذاك كيم ايل-سونغ.

ولتحقيق ذلك كتب كيم جونغ-ايل كتاباً عن فن السينما، وارسل فنيين الي الخارج الي بلاد شيوعيه صديقه لتعلم مهارات صناعه السينما، بل ذهب الي ابعد من ذلك الي حد اختطاف مخرج افلام شهير من كوريا الجنوبيه وارغامه علي اخراج افلام في كوريا الشماليه.

وبينما يوجد في كل من الولايات المتحده وكوريا الجنوبيه ممثلون ينحدرون من اصل كوري يمكنهم لعب ادوار شخصيات كوريه، تعين علي كوريا الشماليه ان تلجا الي استخدام جنود امريكيين قبض عليهم اثناء محاولتهم الانشقاق ليقوموا بادوار تمثيليه في الافلام التي تنتجها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل