المحتوى الرئيسى

مبروك تم تركيب محبس | المصري اليوم

12/23 22:09

في مصر يبدا العد التنازلي لنهايه عهد اي رئيس من اللحظه التي يتم فيها تركيب محبس له، وتطول مده بقائه او تقصر تبعاً لعوامل كثيره ليس من بينها كفاءه الرئيس نفسه، لان فكره تركيب المحبس تطعن في تلك الكفاءه من الاساس.

والمحبس عباره عن فرد او اكثر يحيطون بالرئيس، يسمحون للمعلومات بان تتدفق او يمنعونها من السريان تبعاً لاهوائهم او اهواء من يستخدمهم. وقد يكون المحبس وطنياً لكنه غير كفء وغير مؤهل للعمل كمحبس. والمحبس هو المُعادل الموضوعي للمسمي الاعلامي «حارس البوابه»، لكنه هنا حارس غير امين، وهو قط يحرس «القرار» الرئاسي.

انتهي جمال عبدالناصر حين قرر عبدالحكيم عامر ان يقوم بدور المحبس فيما يخص الجيش، وبالفعل جاءت الضربه من هذا الاتجاه، وكادت تعصف بالدوله. اما السادات فكانت محابسه كثيره صورت له انه قادر ان يعتقل المجتمع كله ويتقمص دور امير المؤمنين فكانت النهايه.

اما ثالثهم مبارك فلولا المحابس لنجا بنظامه من اتون ثوره يناير، وقد بدا المشهد كوميدياً بقدر كبير وقتها لان المُمسك بالمحبس كان غبياً بنفس القدر، الشارع يقول «ثور» فيخرج مبارك متاخراً جداً معطياً اوامره بان «احلبوه»! ويبقي مرسي، رغم سنه حكمه اليتيمه المثال الاكثر وضوحاً والاشد نصوعاً علي نظريه المحبس، وقد كان لديه محبس عمومي ذو مصفاه لا تمرر الا انصار جماعته فيما ظل الباقون عالقين بين السماء وارض فندق فيرمونت. وهكذا اضاعت المحابس الرئيس تلو الاخر.

تعاني مصر في المشهد الاعلامي الخارجي من صوره سيئه، تُحجم فرصها الاستثماريه الواعده وتشل قدراتها السياحيه الهائله، مؤسسات الدوله فشلت في تحسين تلك الصوره، واللوم علي وزاره الخارجيه اولاً ثم الهيئه العامه للاستعلامات ثانياً، (وليس العكس كما يريد المحبس تصوير الامر). اما المشهد الاعلامي الداخلي فحدّث ولا حرج، اعلام عام يحتاج الي مؤبد للتاديب والتهذيب والاصلاح. واعلام خاص مركوب بالجن والعفاريت يصلح جداً لقياده الدوله بامانه وشرف الي قمه الهاويه انتظاراً لاي طفل يزقها ويريحها.

القمه الاقتصاديه بشرم الشيخ، في مارس القادم، هي اهم شيء سنقوم به في الربع الاول من العام القادم، ولكن هذا العمل لن يكتمل الا بجهد اعلامي يتمثل في «القمه الاعلاميه المصريه» المقرر عقدها بعد المؤتمر مباشره في المكان ذاته، وهي اهم حدث اعلامي يكرس للرياده الاعلاميه الاقليميه لمصر.

والسؤال هنا: لماذا ترفض بعض المحابس المحيطه بالرئيس ان يتم عقد هذه القمه؟ المحزن في الامر لن يكون عدم انعقادها، فقد اضعنا الكثير من الفرص واعتدنا علي ذلك. ولكن الغريب والمريب والمرعب هو السبب المتواتر لرفض انعقادها، فالبعض يتداول ان حول الرئيس من اصبحت له مصالح مع اطراف اعلاميه معينه لا تريد للقمه الانعقاد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل