المحتوى الرئيسى

عمان تودع 2014 بقلق حول خليفة السلطان

12/23 12:03

يودع العمانيون عام 2014، في وقت يغيب فيه السلطان قابوس بن سعيد عن بلاده منذ 6 شهور، بغرض العلاج في الخارج من مرض لم يتم الاعلان عنه، ولم يظهر خلال تلك المده سوي مره واحده في 5 نوفمبر الماضي في خطاب متلفز اعقبه لقاء عدد من المسؤولين بالسلطنه.

ومع طول فتره غياب السلطان يزداد قلق العمانيين عن المستقبل الذي ينتظر السلطنه التي يحكمها السلطان قابوس بنظام الملكية المطلقة منذ 44 عاما ، في ظل الغموض الذي يحيط بالخليفه المرتقب، والذي يرجح مراقبون ان يكون احد 5 شخصيات من بينهم 3 من ابناء عمه المقربين منه، وابن احدهم، اضافه الي فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.

ورغم تاكيد وزير خارجية عمان، يوسف بن علوي، في تصريح له الشهر الماضي علي انه لا يوجد قلق في عمان بشان انتقال السلطه، لافتا الي ان بلاده اصبحت دوله مؤسسات، والاحتكام للمؤسسات هو الاصل، وهذه المسائل لها مسار واضح في الاسره الحاكمه، الا ان هناك مخاوف تساور العمانيين والمراقبين من امرين: الاول الا يكون الخليفه المرتقب علي نفس كفاءه السلطان، الذي شهدت البلاد في عهده نقله نوعيه وتطورات علي مختلف الاصعده، رغم سيطرته المطلقه علي الحكم، الامر الثاني التخوف من نشوب صراع علي الحكم بين افراد الاسره الحاكمه علي السلطه.

وبمقتضي الدستور العماني، يتعين علي مجلس الاسره الحاكمه ان يقرر من يخلف السلطان خلال ثلاثه ايام من شغور المنصب.

واذا لم يتم التوصل الي اتفاق خلال الايام الثلاثه، يستوجب فتح وصيه سريه تحتوي علي اسم حدده السلطان قابوس في مغلف مغلق، وذلك بحضور مجلس الدفاع المؤلف من كبار ضباط الجيش ورئيس المحكمه العليا ورئيسي غرفتي البرلمان.

هذا الامر حددته الماده 6 من النظام الاساس لسلطنه عمان ونصت علي انه "يقوم مجلس العائله الحاكمه، خلالثلاثه ايام من شغور منصب السلطان، بتحديد من تنتقل اليه ولايه الحكم فاذا لم يتفق مجلس العائله الحاكمه علي اختيار سلطان للبلاد، قام مجلس الدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدوله ومجلس الشوري ورئيس المحكمه العليا واقدم اثنين من نوابه بتثبيت من اشار به السلطان في رسالته الي مجلس العائله".

ايضا حددت الماده 5 من النظام نفسه معايير من يحق له حكم البلاد، حيث نصت علي ان: "نظام الحكم سلطاني وراثي في الذكور من ذريه السيد تركـي بن سعيد بن سلطان (الجد الثالث للسلطان قابوس) ويشترط فيمن يختار لولايه الحكم من بينهم ان يكون مسلما رشيدا عاقلا وابنا شرعيا لابوين عُمانيين مسلمين".

اما عن من تنطبق عليه شروط تولي الحكم، فالشروط تنطبق علي العشرات من الاسره الحاكمه في عمان، الا ان من بين هؤلاء العشرات، يري مراقبون ان هناك 5 مرشحين لخلافه سلطان عمان.

اقوي المرشحين لخلافه قابوس هم ابناء طارق عم السلطان، وهم: اسعد-64 عاما- (وهو ممثل السلطان)، وشهاب -59 عاما- (وهو مستشار السلطان والقائد السابق للبحريه السلطانيه العمانيه)، وهيثم – 57 عاما- (وهو وزير التراث والثقافه).

ايضا من بين المرشحين لتولي المنصب فهد بن محمود ال سعيد -68 عاما- وهو نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.

كذلك من بين المرشحين وان كان من جيل اخر بخلاف المرشحين الاربعه، هو تيمور بن اسعد بن طارق ال سعيد (33 عاما) وهو الامين العام المساعد للاتصالات والهويه المؤسسيه بمجلس البحث العلمي، وهو ابنُ ابنِ عمّ السلطان قابوس بن سعيد، وهو نجل اسعد ممثل السلطان.

ويرجح ان يكون الاسم الموجود في وصيه السلطان قابوس من بين المرشحين الخمسه.

وحتي اليوم، لا يعرف العمانيون سوي القليل عن صحه السلطان، وذلك ما يثير قلقهم، ففي ظل تداول تقارير اعلاميه تفيد بان قابوس مصاب بالسرطان، لم يصدر عن البلاط السلطاني خلال تلك الفتره سوي بيانين رسميين اضافه الي خطاب متلفز للسلطان، اكدوا جميعهم ان قابوس يخضع لبرنامج علاجي من مرض لم يتم تحديده وانه في "صحه جيده"، دون ذكر اي تفاصيل عن حالته او طبيعه العلاج.

ويغيب سلطان عمان عن البلاد منذ يوليو الماضي، فيما اعلن البلاط السلطاني عن غيابه رسميا لاول مره في 18 اغسطس الماضي ، واشار انذاك الي ان السلطان اجري فحوصات طبيه (لم يوضحها) وسيتابعها خلال الفتره القادمه، وبين انه "في صحه طيبه".

وجاء هذا الاعلان بعد ان تداولت وسائل اعلام ان السلطان، قابوس بن سعيد، يخوض صراعا مريرا مع مرض السرطان وانه نقل الي مدينه ميونخ الالمانيه بعد ان قضي نحو 7 اشهر عاجزا عن الحركه.

وفي 2 اكتوبر الماضي، اصدر البلاط السلطاني مجددا بيانا اعلن فيه ان "السلطان في صحه جيده ويتابع خلال الفتره القادمه البرنامج الطبي المحدد والذي بفضل الله يحقق النتائج المرجوه المطمئنه".

وعقب شهر من البيان، ظهر سلطان عمان لاول مره عبر خطاب متلفز  في 5 نوفمبر الماضي، وذلك مع قرب الذكري الـ 44 لاحتفالات البلاد بالعيد الوطني، الذي يوافق 18 نوفمبر/ تشرين الثاني.

ورغم ان السلطان بدا شاحبا، الا ان حالته كانت جيده مقارنه بما كان يتم تداوله من شائعات بانه عاجز عن الحركه.

وفي اليوم نفسه، التقي سلطان عمان لاول مره علانيه ايضا اثنين من المسؤولين العمانيين- كليهما من الذين يعتبرهم مراقبون من بين المرشحين الخمسه لخلافته- هما فهد بن محمود ال سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء وشهاب بن طارق ال سعيد مستشار السلطان، دون ان يعرف ما اذا كان لهذا الاستقبال دلاله ام لا.

ومن المرجح، الا يغير الخليفه المرتقب سياسه السلطان قابوس، حيث انتهجت عمان منذ عام 1970 سياسه خارجيه معتدله وتوسعت علاقاتها الدبلوماسيه بشكل كبير، وكانت من بين الدول العربيه القليله جدا التي حافظت علي علاقات وديه مع ايران، الامر الذي اهلها لتلعب دور الوساطه بين طهران والمجموعه الدوليه (5+1)، بشان برنامج ايران النووي، والتي ما تزال المفاوضات جاريه بشانه.

اما بالنسبه للشؤون الداخليه، فيري مراقبون ان السلطان الجديد لن يكون علي مستوي قابوس، حيث انه سيحتاج الي استرضاء مختلف فروع الاسره الحاكمه، والحصول علي دعم رجال الاعمال ذوي النفوذ.

وتولي قابوس بن سعيد (74 عاما) سده الحكم في 23 يوليو 1970، ويعد صاحب اطول فتره حكم من بين الحكام العرب الحاليين.

والسلطان قابوس هو ثامن سلاطين اسره البوسعيد، وينحدر نسبه من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الاول لسلطنه عمان.

وعلي خلاف نظرائه من حكام منطقه الخليج العربي، فان السلطان قابوس لم يعلن وريثاً للعرش، وليس له ابناء ولا اشقاء.

واستطاع قابوس بعد ان خلع والده عن الحكم عام 1970، في انقلاب دعمته بريطانيا، ان يحول بلاده من دوله منعزله تعاني من الفقر والتمرد الي دوله مستقره بها صناعه لتصدير النفط وبنية تحتية حديثه، بحسب مراقبين.

يحكم السلطان قابوس بن سعيد سلطنه عمان المطله علي احد انشط الممرات الملاحيه في العالم في ظل نظام ملكي مطلق لا يخضع لرقابه من البرلمان او القضاء، ولا توجد احزاب سياسيه في بلاده.

2014 .. عام الشح للثوار

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل