المحتوى الرئيسى

«فيه حاجة غلط فعلا»!

12/23 01:00

بينما كان الشاعر الكبير سيد حجاب يضيء ليل الكويت الثقافي السبت الماضي، وينشد اغنياته للوطن والثوره.. (الثورة المصرية التي يصفها بانها لامثيل لها في التاريخ) حيث حل ضيفا علي ملتقي «ضفاف» الثقافي الذي اسسته في الكويت كوكبه من المبدعين المصريين، كان الرئيس عبد الفتاح السيسى يلتقي الادباء والمفكرين في واحده من اللقاءات التي تمنيتها ودعوت اليها، فللابداع قوته الناعمه ورؤيته الثقافيه والفكريه الشامله، التي تفتح الافق المسدود، وتنير الطريق الحالك امام المقاتل، وتكشف له عن بعد ابعاد ازمه الوطن، سواء كانت ازمه حرب وقتال ام ازمه تنميه وبناء.. وربما كان توصيف هذه القوي الناعمه للازمه اصدق انباء من سيف المقاتل، وربما كان ايضا، «تليسكوبه» المكبر لمسرح العمليات، فيري علي المدي ،وكان زرقاء اليمامه هناك تخبيء نبوءه، او تلمح نذرا للخطر.. او للامل.. قد تلوح علي الافق!

سيد حجاب غاب عن لقاء الادباء، وغاب ايضا الابنودي، وبالطبع غاب هيكل، وان كان حاضرا في كل وقت، خاصه عندما تجد ان الرئيس يرد بشكل غير مباشر علي ما طرحه عبر نافذه الزميله لميس الحديدي الجمعه الماضي.. وما قبلها في الواقع.. فقد قال الرئيس انه مع التغيير التدريجي وانه ضد فكره نسف المؤسسات وانه مع اصلاحها تباعا حتي لا تسقط الدوله، وبدا انه يرد بوضوح علي مطالبه الاستاذ هيكل للرئيس، بان يقوم بـ «ثوره علي الثوره». وهو ما احدث حاله من الصدمه، في نفوس الكثيرين ما استدعي من الاستاذ ان يعاود تفسير رؤيته مجددا (في لقاء الجمعه الماضي)، وانه قصد ان يقوم الرئيس بتحديد رؤيته وتمكينها في المجتمع، بحيث يتخلص من كل السوس الذي يعشش وينخر في عظام الدوله القديمه، منذ ثلاثين عاما تقريبا، حتي اهترات وحتي اصبح الفساد والافساد فيها غولا يبتلع كل شيء.

فمن الذي حضر اذن؟ اتساءل هنا عن «معايير حضور اللقاءات الرئاسيه»؟ من الذي يختار ويستبعد؟ من الذي يحدد، هؤلاء هم المفكرون، وهؤلاء هم الادباء ،وهؤلاء هم الكتاب والصحفيون؟ من الذي يختارهم الرئيس ام مساعدوه؟ الم تكن لكم عظه وعبره من ازمه لقاء «الاعلاميين» اياهم التي كانت مثار تندر عظيم!

كان حضور هيكل ضروريا،علي الاقل ليطل بنفسه علي «ملمح» القوة الناعمة بين الحاضرين.. وعما اذا كان ذلك متوافرا في شخصيات حضرت اللقاء مثل «ميس جابر» مثلا! واذا كان حضور فاروق جويده وجلال امين، ووحيد حامد وشوشه، واخرين ممن دابت الرئاسه علي لقائهم طبيعيا، خصوصا المفكر البارز جلال امين وهو علي يسار النظام الحالي، فان غياب الابنودي مدعاه كبيره للدهشه بنفس القدر لغياب هيكل وسيد حجاب.. فالاول اكثر من تغني بثورتي مصر في 25- 30 واما سيد حجاب فهو «صائغ» ديباجه دستور مصر يونيو 2013 واحسب انه ان كان دعي واعتذر بسبب السفر لكان ذلك اليق واجدر!

لا استطيع ان اذهب مع الذاهبين الي ان مثل هذه اللقاءات «بروتوكوليه» لالتقاط الصور التذكاريه، فلقاءات الرئيس السابق مبارك مع المثقفين، لم يبق منها سوي جمله! جمله مؤلمه كاشفه، رد بها علي النبيل الدكتور محمد السيد سعيد، الذي تقدم اليه ليسلمه ورقه للاصلاح السياسي، فما كان منه الا ان قال له» الورقه دي تحطها فـ (...........!) بقيت الجمله ولازالت طاغيه الحضور حتي الان علي جلسات جماعه المثقفين شاهده علي عصره. ذهب مبارك.. وجاء السيسي واظن انه كان ممكنا ان يدور حوار علني مثمر بينه وضيوفه، علي الاقل مع «هيكل» حول رؤيته لـ «ثوره الرئيس علي ثورته»؟ تخيلوا ماذا لو دار هذا الحوار و ظهرت فيه كل افكار الرئيس؟

ثم.. ثم متي يلتقي الرئيس- مثلا- مفكرا من حجم ونوع سمير امين؟ ومن نوع وطراز حسن حنفي؟ هل يعرفهما الرئيس؟ ومتي ايضا يلتقي علماء في الطب النفسي كاحمد عكاشه ويحيي الرخاوي؟ ما احوجنا الي الاطلاله علي الصحه النفسيه للمصريين. ثم ماهي قيمه لميس جابر ذات المسلسل الواحد امام قيمه مبدعه مثل الدكتوره منال عمر التي لازالت تشارك في العمل الجماهيري وتتقدم الصفوف والزيارات الي مناطق التوتر كزيارتها- ضمن وفد- لاهالي بورسعيد لتضميد الجراح بعد المذبحه الكرويه؟ ولماذا لم يدع المعارضون ايضا للحوار، لنقدم صوره «مغايره» لنا امام عالم يتربص وينتبذنا باعتبارنا انقلبنا علي الديمقراطيه (...) ماضيرنا لو جلس الابنودي الي جوار علاء الاسواني؟

قبضه الاستاذ هيكل التي «هوي» بها علي مائده الحوار وهو يطالب الرئيس بان يتقدم برؤيته حتي يلتف حوله الشعب و«يقوم» من سكاته وصمته.. كان ممكنا ان يترجمها مثل هذا اللقاء لكننا فيما يبدو «نهوي» ارتكاب الاخطاء، فنعجل بالقبض علي الان جريش في مقهي بوشايه من مواطنه شريفه، وتدعو الخارجية المصرية حقوقيه امريكيه تصم ثورتنا بانها «انقلابيه» لكي نوضح لها موقفنا، لكن «جهه سياديه» تمنعها، فنجعل من انفسنا «مهزله» يتداولها العالم!

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل