المحتوى الرئيسى

2014 .. صانع المفاجآت في ملاعب الأمراء

12/21 18:08

فوز الاسباني رافائيل نادال ببطوله رولان جاروس، ثاني بطولات الجراند سلام الاربع الكبري ليس بالحدث المدهش بالنسبه للكثيرين واضافه السويسري روجيه فيدرير لقب جديد الي خزانته المليئه بالانجازات ليس مفاجئا، ولكن ليس في 2014.

فهذا العام هو صانع المفاجات بلا منازع داخل ملاعب التنس، منذ البدايه في أستراليا المفتوحة، وحتي البطوله الختاميه للموسم ونهائي كأس ديفيز، مرورا بالنهائي التاريخي لبطولة الولايات المتحدة المفتوحه، اخر بطولات الجراند سلام الاربع الكبري.

كانت المفاجات بمذاقيها الحلو والمر ملخصا لموسم نادال 2014، حيث بدا باصابه وانتهي بعمليه جراحيه تخللهما لقبان غير متوقعين واصابه اخري.

سريعا ما اطل الوجه القبيح من المفاجات بموسم نادال في نهائي استراليا المفتوحه، اولي بطولات الجراند سلام الاربع الكبري، رغم البدايه الجيده بفوزه ببطوله الدوحه.

ففي الوقت الذي كان يستعد لحصد لقب البطوله للمره الثانيه بعد 2009 والنهائي التاريخي الذي خسره في 2012 امام الصربي نوفاك ديوكوفيتش، تعرض لاصابه في الظهر لم تمنعه من استكمال اللقاء، لكنها كبلته بما زاد من حظوظ السويسري المتالق ستانيسلاس فافرينكا في الفوز باللقب في واحده من اول واكبر مفاجات الموسم.

لم يتوقف تاثير هذه المفاجاه "غير الساره" علي مستوي نادال في هذه البطوله فحسب، فقد خرج من الدور الثالث ببطوله انديان ويلز اولي بطولات الاساتذه هذا الموسم والتي كان يدافع عن لقبها ويخسر نهائي بطوله ميامي امام ديوكوفيتش.

تنفس مشجعو نادال الصعداء بانتهاء الجزء الاول من موسم الاراضي الصلبه، وانطلاق بطولات الاراضي الترابيه، تخصص "رافا" بلا منازع، خاصه بعد فوزه بلقب ريو دي جانيرو ولكنها حملت له ولجماهيره مفاجات الواحده تلو الاخري.

فقد خرج من دور ربع النهائي مونت كارلو لتنس الاساتذه امام مواطنه ديفيد فيرير، وبرشلونه ذات الـ500 نقطه امام مواطنه ايضا نيكولاس الماجرو ، قبل ان يفوز ببطوله مدريد لتنس الاساتذه بعد اداء ثابت ولكنه غير مبهر في البطوله، وباهت في النهائي امام الياباني كي نيشيكوري الذي انسحب بشكل مفاجئ من المباراه النهائيه ما اثار جدلا حول احقيه نادال باللقب.

المفاجئ ربما اكثر من الهزائم التي تعرض لها نادال، بما في ذلك نهائي روما لتنس الاساتذه امام ديوكوفيتش ، هو تصريحات نادال في تلك الفتره، والتي غابت عنها الروح القتاليه التي اشتهر بها سواء داخل الملعب او خارجه، ما دفع الكثيرين لاستبعاده من قائمه المرشحين للفوز ببطوله رولان جاروس.

ولكن مجددا تفاجئنا 2014 ويفوز نادال باللقب بعد تغلبه علي فيدرير والبريطاني اندي موراي في ربع ونصف النهائي علي التوالي، قبل ان يفوز علي ديوكوفيتش ويتوج باللقب التاسع له في البطوله في رقم قياسي جديد لعدد مرات الفوز ببطولات الجراند سلام الاربع الكبري.

ورغم ان خروجه من ويمبلدون ثالث بطولات الجراند سلام الاربع الكبري من الدور الرابع لم يعد مفاجئا، حتي لو كان ذلك امام الاسترالي الصاعد نيك كيرجيوس ذي التسعه عشر عاما، فان نادال اعلن بعدها تعرضه لاصابه في معصم اليد اليمني اثناء التدريب، في مفاجاه تعيسه له ولعشاقه.

علي اثرها، غاب نادال عن بطولات سينسيناتي وتورونتو لتنس الاساتذه، والولايات المتحده المفتوحه، اخر بطولات الجراند سلام الاربع الكبري، ويقرر العوده في بطوله بكين ذات الـ500 في قرار مفاجئ نظرا لانه دائما ما انتقد كرات وارضيه البطوله.

خرج نادال من دور ربع النهائي امام السلوفاكي مارتن كليزان بصوره مفاجئه، ولكنها لم تكن صادمه بنفس القدر الذي شعر به جمهوره بعد ان اعلن اصابته بالتهاب في الزائده الدوديه يتطلب خضوعه لعمليه جراحيه سيحاول تاخيرها قدر استطاعته، كي يتمكن من المشاركه في بطولتي باريس بيرسي وكاس الاساتذه الختاميه لموسم رابطه لاعبي التنس المحترفين.

ولكن مفاجات نادال في هذا الموسم انتهت بخسارته في ظهوره الاول ببطوله شنغهاي، ليعلن بعدها غيابه عن البطولتين المتبقيتين في الموسم لخضوعه لعمليه جراحيه اجراها بنجاح، وبدا التدرب علي امل العوده في المقبل بقوته المعهوده، بعد مفاجات 2014.

- افضل عوده في العام:.

موسم السويسري روجيه فيدرير كان مفاجئه بكل ما للكلمه من معني من بدايته وحتي النهايه، فبعد موسم للنسيان في 2013 لم يفز فيه سوي بلقب واحد راي الكثيرون ان مسيرته تلفظ انفاسها الاخيره فقدم في 2014 اداء استحق عليه لقب افضل عوده في العام، والصعود الي وصافه التصنيف وبلوغ اكبر عدد من النهائيات (11 مره).

في اول ظهور له في الموسم، وصل نهائي بطوله بريسبن ذات الـ250 نقطه حيث خسر امام الاسترالي ليتون هيويت في النهائي، لكنه قدم اداء جيدا اعطاه دفعه معنويه كبيره، لكنها لم تكن كافيه لتخطي "عقده" نادال في نصف نهائي استراليا المفتوحه.

استعاد فيدرير ذاكره التتويج بالالقاب مجددا هذه المره في بطوله مبادله للتنس بعد ان تجاوز عقبه ديوكوفيتش في نصف النهائي والتشيكي توماس بيرديتش في النهائي، ليتوج باول القابه في الموسم.

واصل فيدرير ادائه القوي ليبلغ نهائي انديان ويلز لتنس الاساتذه، لكنه خسر امام ديوكوفيتش، قبل ان يخسر في ربع نهائي ميامي امام نيشيكوري، ليعود مجددا الي النهائي، ولكن هذه المره في مونت كارلو، من بين الالقاب القليله التي تغيب عن خزانه "المايسترو".

وكما حدث في المرات الثلاثه السابقه التي بلغ فيها نهائي البطوله، لم يتمكن من تحقيق اللقب، ولكن هذه المره خسر امام فافرينكا، رغم الاداء المفاجئ الذي قدمه من بدايه البطوله مرورا بنصف النهائي امام ديوكوفيتش، الا ان "ستان" كانت له الكلمه العليا.

ورغم الاداء الكبير الذي يقدمه فيدرير فقد فاجا الجميع مرتين، الاولي بالغياب عن بطوله مدريد لتنس الاساتذه ليكون الي جوار زوجته ميريكا وهي تضع ثاني توام لهما، والثانيه بالمشاركه في بطوله روما، دون التحضيرات اللازمه ليخرج امام الفرنسي جيرمي شاردي في الدور الثاني، ويثير قلق عشاقه قبل انطلاق بطوله رولان جاروس.

وكان هذا القلق في محله، حيث خرج بصوره مفاجئه امام ارنست جولبيس في ثمن النهائي، قبل ان يتمكن من الدفاع عن لقبه في بطوله هاله دون عناء لتتجه الانظار صوب ملاعب اول انجلند كلوب، التي تستضيف بطولة ويمبلدون.

وتجنب فيدرير المفاجات خلال مشواره للنهائي، الذي تخطي فيه عقبتي فافرينكا والكندي ميلوس راونيتش، لكنه خسر اللقب امام ديوكوفيتش.

وحملت الجوله الامريكيه في جعبتها الكثير من المفاجات لعشاق "المايسترو"، فقد حل ضيفا دائما في المربع الذهبي، علي الاقل، في هذه البطولات الثلاثه.

ففي بطوله تورونتو لتنس الاساتذه، بلغ الدور النهائي بعد مشوار مفخخ تخطي فيه الاسباني ديفيد فيرير والكرواتي مارين سيليتش، لكنه خسر بشكل مفاجئ امام الفرنسي جو ويلفريد تسونجا، الذي توج باول القابه في بطولات الاساتذه.

الوضع في بطوله سينسيناتي كان افضل حالا بالنسبه لـ"المايسترو" وعشاقه، حيث بلغ النهائي ايضا باداء قوي وحازم، ولكن هذه المره تمكن من الفوز باللقب، علي حساب فيرير، ليرتفع سقف التوقعات قبل بطولة أمريكا المفتوحة، اخر بطولات الجراند سلام الاربع الكبري.

ومن جديد عاد 2014 ليذكر بانه موسم المفاجات، بخروج فيدرير من نصف النهائي امام سيليتش وفي ثلاث مجموعات نظيفه، وذلك بعد مباراه ملحميه في ربع النهائي، عاد فيها امام الفرنسي جايل مونفيس بعد تاخره بمجموعتين ليفوز بلاث مجموعات مقابل اثنتين.

وفي شنغهاي، فاجا فيدرير الجميع وهو في الثالثه والثلاثين من عمره بالفوز باللقب الذي غاب عن خزانته خلال مشواره الاحترافي، وذلك بعد تغلبه علي ديوكوفيتش في نصف النهائي والفرنسي جيل سيمون في النهائي.

حافظ فيدرير علي لقبه في بطوله بازل قبل ان يخرج بصوره مفاجئه من ربع نهائي بطوله باريس بيرسي، امام راونيتش، لتتجه الانظار صوب كاس الاساتذه الختاميه لموسم رابطه لاعبي التنس المحترفين، حيث لم يخسر اي مجموعه في الدور الاول ليرتفع سقف الامال، خاصه بعد فوزه علي فافرينكا في نصف النهائي بمباراه قويه.

وتعود "لعبه المفاجات" من جديد الي الواجهه، فقبل سويعات من انطلاق مباراه النهائي امام ديوكوفيتش، خرج فيدرير الي الجماهير التي حضرت الي مجمع (او تو) للاعتذار عن خوض المباراه، لتعرضه لالام في الظهر، لتصبح مشاركته في نهائي كاس ديفيز مع منتخب بلاده امام فرنسا محل شك.

بل اصبح امكانيه فوز سويسرا باللقب محل شك، فبخلاف اصابه فيدرير وقع خلاف بين زوجته وفافرينكا، القطب الاخر بالفريق السويسري نظرا لتعليقاتها خلال المواجهه التي جمعت اللاعبين في نصف نهائي البطوله الختاميه.

زاد الطين بله الاداء الهزيل الذي قدمه فيدرير في اولي مبارياته امام مونفيس، لكن المفاجات تعود من جديد حيث لعب في مباراتي الزوجي الي جانب فافرينكا والفردي امام ريتشارد جاسكيه ليفوز الفريق السويسري باول القابه في تاريخ البطوله ويسقط "المايسترو" علي ارضيه الملعب فرحا بفوز كان مسك ختام لعام مليء بالمفاجات.

- لاعب العام "طريد" المفاجات:.

رغم ان واحده من ضمن اهم مميزاته هو ثبات المستوي، والقوه الذهنيه، فان ذلك لم يمنع مفاجات 2014 من مطادره الصربي المتالق نوفاك ديوكوفيتش، بوجهيها.

استراليا المفتوحه كانت اولي مفاجات العام بالنسبه لديوكوفيتش الذي خرج من ربع النهائي امام فافرينكا، لكنه تمكن من استعاده قواه بما مكنه من الفوز ببطولتي انديان ويلز علي حساب فيدرير وميامي، علي حساب نادال، بعد انسحاب منافسيهما في نصف النهائي.

عادت المفاجات لتطل بوجهها القبيح مجددا لديوكوفيتش في مونت كارلو، حيث تعرض لاصابه في معصم اليد اليمني، خسر علي اثرها نصف النهائي، وانسحب من بطوله مدريد لتنس الاساتذه.

فاجا ديوكوفيتش الجميع بالفوز بلقب بطوله روما علي حساب نادال، ما انعش امال "نولي" في التتويج بلقب رولان جاروس، الوحيد من بين البطولات الكبري الذي يغيب عن خزانته، لكن "رافا" حقق مفاجاه بدت علي ملامح "نولي" اثناء تتويج الاسباني باللقب.

تجاوز الصربي هذه "الغصه" وفاز بلقب ويمبلدون، علي حساب فيدرير، بعد تخطيه عقبتي سيليتش والبلغاري جريجور ديميتروف في ربع ونصف النهائي بالترتيب.

توالت مفاجات ديوكوفيتش غير الساره بعد لقب ويمبلدون، وان تضخمت مثل كره الثلج حيث خرج من ثالث ادوار بطوله تورونتو امام تسونجا ومن الدور نفسه في بطوله سينسيناتي امام الاسباني تومي روبريدو، وخسر في نصف نهائي امريكا المفتوحه امام كي نيشيكوري.

في بكين تمكن من الفوز باللقب قبل ان يخرج في نصف نهائي بطوله شنغهاي امام فيدرير، لكنه فاجا الجميع بالفوز ببطوله باريس بيرسي، ليصبح اللاعب الوحيد الذي يتمكن من الدفاع عن لقبه.

شحذ ديوكوفيتش قواه و"حظه" بهذا اللقب، ليخوض منافسات البطوله الختاميه بقوه كبيره ليفوز في الدور الاول دون خساره اي مجموعه، ويتغلب علي نيشيكوري في نصف النهائي، قبل ان يهديه "الحظ" لقب البطوله بانسحاب فيدرير، ليصبح ثالث لاعب يتوج به لثلاث مرات علي التوالي، بعد الروماني ايلي ناستاسي (1971 و1972 و1973) والامريكي ايفان ليندل (1985 و1986 و1987).

مفاجات "نولي" لم تقف عند حدود الملعب، بل امتدت لخارجه، ولكنها كانت سعيده بكل تاكيد.

فخلال الموسم الماضي، تزوج ديوكوفيتش من رفيقته العاطفيه يلينا ريستيتش في جزيره سفيتي ستيفان بمونتنيجرو خلال حدث اقتصر حضوره علي عشرات المدعوين فحسب.

كما شهد 2014 مفاجاه اخري، بانضمام ديوكوفيتش الي نادي الاباء، بعدما انجب في اكتوبر/تشرين اول الماضي ابنه الاول، الذي ربما يكون افضل مفاجات العام بالنسبه لـ"نولي".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل