المحتوى الرئيسى

2014 .. عام "انهيار" الدولة و"سيطرة" المليشيا في اليمن

12/21 09:01

لم يكن عام 2014، عاديا في اليمن، بل كان ثقيل الوطاه، ضخم الارث، وربما تظل اثاره حاضره لاعوام في البلد الاسيوي الذي يضربه الفقر والتطاحن السياسي.

وبعد سنوات من الان، سيتذكر اليمنيون ان هذا العام، لم يشهد فقط سقوط العشرات من القتلي مثل الاعوام التي سبقته، بل سجّل "سقوط" الدوله، وصعود ما بات يعرف بـ"حكم الميلشيا"، وفق مراقبين.

ومنذ اواخر سبتمبر الماضي، وقع عدد من المحافظات اليمنيه، والعاصمة صنعاء، في قبضه جماعه "انصار الله"، المعروفه اعلاميا بجماعه "الحوثي"، التي رفعت مطالب شعبيه بينها "التراجع عن رفع اسعار الدعم عن الوقود واقاله الحكومه"، وتمترس عناصرها في محافظات الحديده، وحجه غربا، وذمار، والبيضاء، واب (وسط)، وعمران (شمال)، متجاهلين ما نص عليه اتفاق السلم والشراكه (وقعته الاطراف السياسيه بعد سقوط صنعاء) علي انسحابهم من كافه المناطق.

وارجع مراقبون سقوط محافظات يمنيه في ايدي الحوثيين الي "غياب" جيش مهني يدين بالولاء للوطن وليس للاشخاص.

ورُصد قرارات تعكس "تدخلا" حوثيا في شؤون الدوله، وابرزها عزل محمد صلاح شملان، محافظ محافظة عمران(شمال)، المحسوب علي حزب الرئيس السابق علي عبد صالح، وتعيين احد المحسوبين عليها مكانه( فيصل جمعان)، وعزل صخر الوجيه، محافظ الحديده (غرب) وتكليف الأمين العام للمجلس المحلي بدلا عنه، حسن الهيج، وعزل فؤاد العطاب، مدير شرطه محافظة إب وتعيين اخر محسوب علي الجماعه (محمد الشامي) والغاء اجازه يوم السبت في بعض مديريات محافظة صنعاء، التي اقرت في وقت سابق، بدلا عن الخميس.

واقتحمت عناصر الجماعه مؤخرا "شركه صافر" النفطيه (حكوميه) وتعيين مديرا لها من المحسوبين عليها، كما قاموا بنفس الامر في مؤسسه الثوره للصحافه والطباعه والنشر، التي تصدر منها الصحيفه الرسميه الاولي في البلاد.

وبحسب نقابيه ، طالبت عدم الكشف عن هويتها، "تشتكي دوائر حكوميه رسميه في العاصمه صنعاء من ان جماعة الحوثي تفرض بالقوه موظفين جدد في عدد من الادارات الحكوميه الهامه لها بحجه مراقبه الفساد، كما اجبرت الكليه الحربيه علي قبول عشرات المسلحين من انصارها كطلاب جدد، دون استيفائهم للشروط المطلوبه من لياقه بدنيه ومعدل علمي محدد.

كما يتحكم الحوثيون في عدد من الدوائر الحكوميه السياديه في العاصمه، منها مطار صنعاء الدولي، والمصرف المركزي، وكذلك ميناء الحديده غربي البلاد، في ظل صمت استمر طويلا من قبل السلطات، حسب المصادر ذاتها.

وراي الباحث والمحلل السياسي، سعيد الجمحي، انه "لا بوادر لعوده هيبه الدوله"، مرجحا تزايد تدهور الامور في البلاد، وارجع ذلك الي ان "رأس الدولة وقمتها، الرئيس عبد ربه منصور هادي، يكاد يكون الحاكم النظري لليمن، وسلطته لا تبدو حقيقيه علي الارض".

وقال الجمحي   "اليمن علي شفا كارثه، الحوثيون يتوسعون جغرافيا بشكل مقلق وبدون مشروع حقيقي، ولا يريدون ان تكون الحكومه حاكمه"، كما ان القاعده تبطش، والاقتصاد ينهار"، مضيفا: "ليس هناك من منفذ للتفاؤل".

وفي غضون ذلك، اعلنت الحكومة اليمنية، مؤخرا، عن "برنامج مستقبلي" للعام 2015، ركزت فيه علي اعاده الامن وبسط هيبه الدوله، الا ان الجمحي قال ان "طريق الاستقرار يجب ان يكون له بدايات، مثل عوده كل المحافظات والمدن ليد الدوله وكذلك تمكنها من سحب السلاح الثقيل من المليشيا"، مضيفا ان "استراتيجيه تحقيق ذلك غير متوافره".

واضاف: "مشروع الحكومه الجديد يكاد يكون لا يلامس المشكله التي نعانيها، بل هو نسخه لمشاريع دول مستقره (لم يذكرها)، ولا تشبهنا".

ويعتمد الحوثيون، في توسعهم بالمحافظات اليمنيه، علي تحالف مع صالح الذي حكم اليمن 33 عاما ومازالت قيادات عسكريه في الجيش والامن وقبائل نافذه، تدين له بالولاء له، وفق تقارير اعلاميه محليه ومراقبين.

الا ان قيادات حزب المؤتمر الشعبي الذي يتراسه صالح، ترفض ذلك الاتهام، كما نشرت صحيفه "اليمن اليوم"، المحسوبه علي الرئيس السابق، في افتتاحيه لها مؤخرا، ان الرئيس الحالي منصور هادي "هو من اعتبر في احد خطاباته، جماعه الحوثي شركاء في بناء المستقبل، وليس صالح".

والحوثيون جماعه شيعيه مسلحه يُنظر اليها علي انها امتداد للحكم الامامي الذي حكم اليمن قبل ثوره 26 سبتمبر 1962، وكانت مجُرمّه قبل العام 2011، لكن مشاركتها في الثوره الشعبيه التي اطاحت بنظام صالح، مكنها من حصد مكاسب سياسيه كبيره ثم مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني (انتهي في يناير  2014).

ويصف الصحفي، عبدالعزيز المجيدي، وهو رئيس تحرير صحيفه الشاهد الاهليه، ما حدث في اليمن عام 2014 بانه "عوده لعجله الزمن خمسين عاما الي الوراء في مخالفه لقوانين الطبيعه".

وقال المجيدي   "عادت البلاد مجددا الي مزاعم الاصطفاء لفئه معينه تدفع باحقيتها في الحكم".

ويسود قلق بالغ في الشارع اليمني من الوضع الذي تعيشه البلد تحت رحمه "المليشيا المسلحه"، ويتخوفون ان يستمر الحال علي ما هو عليه في فترات طويله من العام القادم.

وفي الوقت الذي يستبعد فيه مراقبون ان تستعيد الدوله اليمنيه هيبتها خلال الفتره المقبله، في ظل التشظي والولاءات الجهويه بالمؤسسه العسكريه، يتوقع سعيد الجمحي ان "تذهب اليمن الي نفس مستنقع الفوضي الذي تعيشه سوريا والعراق وليبيا".

وقال مصدر حكومي رفيع، فضّل عدم الكشف عن اسمه،   ان "رئيس الوزراء (خالد بحاح) اكد قبل يومين ان الحكومه (عينت مؤخرا) لن تقبل ان تكون حكومه صورّيه، وستدير الدوله بالمشروع الدستوري القانوني".

ونقل المصدر عن بحاح ايضا ان "الحكومه مستعده للانسحاب اذا تحمل الطرف الاخر (اي جماعه الحوثي) مسؤوليه اداره الدوله".

وتقول جماعه الحوثي ان البلاد في "مرحله الشرعيه الثوريه"، بعد نجاح "ثوره" قادتها، في السيطره علي صنعاء والاطاحه بمن تسميهم "مراكز الفساد"، وتوقيع اتفاق الشراكه مع القوي السياسيه الاخري.

وقال الحسن الجلال، وهو ناشط وصحفي من مؤيدي جماعه الحوثي، في تصريحات ، ان "البلاد في مرحله ثوريه، حيث استطاع الحوثيون الاطاحه باعتي رموز الفساد والاستبداد في البلد (لم يسمهم)، وهم لا يلغون الدوله بل يعملون جنبا الي جنب كشركاء".

واضاف: "الجماعه تبحث الان عن تنفيذ اتفاق السلم والشراكه (ينص علي انسحاب المليشيات وخفض اسعار المشتقات النفطيه) لكن الدوله تتملص وترفض تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار واستيعاب اللجان الشعبيه (تابعه للحوثيين) التي تكبدت عناء حفظ الامن بمفردها في العواصم، في الجيش، تحت مبررات واهيه"، دون ان يذكر مزيد من التفاصيل.

قتلي وجرحي في تفجير استهدف تجمع للحوثيين وسط اليمن

قتلي وجرحي في تفجير سيارتين مفخختين غرب اليمن

هل اقترب الحوثيون من الاطاحه بالرئيس هادي؟

الحوثيون يحاصرون معسكراً للجيش اليمني غربي البلاد

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل