المحتوى الرئيسى

الأغبى من المؤمن الغبى

12/19 12:37

ليس جيدًا ان تكتب عن نجيب محفوظ، بل الجيد ان تقرا ما يكتبه نجيب محفوظ عن مجتمعك ومستقبلك.. هل تريد ما هو افضل؟!، تدبر الاتي من كلمات اديب نوبل بعد ان ارتدي ثوب عبدربه التائه، وتامل تفاصيلها تحصل علي كثير من الاجابات للاسئله التي تشغل بال مصر.. محفوظ كان يري المستقبل، تلك الحقيقه المجرده فلا تهرب منها، وحاول ان تتعلم.

- هذه محكمه وهذه منضده يجلس عليها قاض واحد، وهذا موضع الاتهام يجلس فيه نفر من الزعماء، وهذه قاعه الجلسه، حيث جلست انا متشوقا لمعرفه المسؤول عما حاق بنا، ولكني احبطت عندما دار الحديث بين القاضي والزعماء بلغه لم اسمعها من قبل، حتي اعتدل القاضي في جلسته استعدادا لاعلان الحكم باللغة العربية فاستدرت للامام، ولكن القاضي اشار اليّ انا، ونطق بحكم الإعدام، فصرخت منبها اياه بانني خارج القضيه، وانني جئت بمحض اختياري لاكون مجرد متفرج، ولكن لم يعبا احد بصراخي.

- انتصر العدو واشترط لوقف القتال ان يتسلم تمثال النهضه الذهبي المحفوظ في الخزانه التاريخيه، وذهبت مع فريق لنحضر مفتاح الخزانه المحفوظ بالصندوق الامين، ولما كشفنا غطاء الصندوق تبدي لنا ثعبان مخيف ينذر بالموت كل من يدنو، فتفرقنا وانا اداري فرحتي وادعو للثعبان بالسلامه والتوفيق في حفظ المفتاح.

- قال الشيخ عبدربه التائه: لا يوجد اغبي من المؤمن الغبي، الا الكافر الغبي.

- سالت الشيخ عبدربه: ما علامه الكفر؟ فاجاب دون تردد: الضجر.

- سالت الشيخ عبدربه التائه: كيف تنتهي المحنه التي نعانيها؟ فاجاب: ان خرجنا سالمين فهي الرحمه، وان خرجنا هالكين فهو العدل.

- الشيخ عبدربه التائه قال: عثر يوما علي حقيبه تحوي كنزا من المال وفيها ما يدل علي شخص صاحبها وعنوانه، وكان من المنحرفين الذين ابتليت بهم البلاد، فقررت الا اردها اليه، واودعتها سرا بدروم رجل فقير من اصحابنا عرف بالتقوي، وانا لا اشك في انه سينفقها في سبيل الله، ثم علمت انه ردها الي صاحبها، متنازلا عن حقه الشرعي فيها، فحزنت واسفت، ثم توفي صاحبنا التقي الفقير، فهرعت اليه، وغسلته وكفنته، وحملته الي الجامع، وصليت عليه، ولما انتهت الصلاه لمحت بين المصلين خلف نعشه الرجل الغني المنحرف وهو يبكي بحراره، واهتز فؤادي وقلت «سبحانك يا مالك الملك، تعلم ما لا نعلم، وربما جاءت الصحوه باذنك من حيث لا يدري احد». قال الشيخ عبدربه التائه: من خسر ايمانه خسر الحياه والموت.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل