المحتوى الرئيسى

ثالوث البرد والسياسة والاستيراد.. يضرب أرض الملكة بلقيش

12/19 12:09

حتي ساعه متاخره من الليل، يظل سعد التهامي يسقي زراعات البطاطس في المزرعه التي يشرف عليها منذ اربع سنوات في محافظة مأرب علي بعد قرابه 173 كم شرق العاصمة صنعاء، اتباعا لنصيحه زراعيه تقول ان موجه البرد لا تُضر بالزراعات طالما كانت ممتلئه بالماء.

لا شيء يدعم هذه العاده سوي التجارب والحظ، فكثيرا ما تحول موجات البرد المزرعه الي مساحه سوداء محترقه، ويخسر المزارعون ملايين الريالات، لا سيما في مزارع البطاطس التي تنشط زراعتها في موسم البرد نظراً للطبيعه الصحراويه لمارب، وعرفت قديما بـ"ارض الجنتين" وورد ذكرها في القرآن الكريم باسم "سبا"، موطن الملكه "بلقيس".

والزراعه هي النشاط الرئيس لسكان مارب، وهم حوالي 286 الف نسمه من اصل اكثر من 26 مليون نسمه، حيث تحتل المحافظه المرتبه الثالثه بين محافظات اليمن في انتاج المحاصيل الزراعيه بنسبه 7.6% من اجمالي انتاج المحاصيل الزراعيه بعد محافظتي الحديده وصنعاء، واهم محاصيلها الزراعيه هي الفواكه والحبوب والخضروات.

سعيد حسن، وهو مزراع شاب، يرجع،  جانبا من الخساره الكبيره في مزارع البطاطس الي "غلاء البذور الجيده، حيث يتجاوز سعر كيس بذور البطاطس العشره 10 الاف ريال (حوالي  50 دولارا امريكا)، اضافه الي غلاء اسعار الاسمده الطبيعيه والصناعيه التي تضاف الي الارض لتنمو الزراعات قويه".

وبحسب سعيد، "يبلغ سعر كيس السماد الصناعي 5800 ريال (قرابه 27 دولارا امريكا)، وسعر الاسمده الطبيعيه المستخرجه من مخلفات الحيوانات 1200 ريال للكيس الواحد ( 6 دولار)، بالاضافه الي المبيدات الزراعيه لمكافحه الحشرات الضاره، والتي التي تكلف قرابه 13 الف ريال (60 دولارا) للرشه الواحده".

ويسمي المزراعون موجات البرد التي تضرب الزراعه بـ"الضرب"، وفي مناطق اخري جبليه يسمونها "الضريب"، ويجمعون علي انها خطر كبير يهدد المزارع دون حل حتي الان، في ظل غياب تام، بحسب مزارعين، لوزارة الزراعة والجمعيات الزراعيه، التي تكتفي باصدار برامج ارشاديه يبثها التلفزيون والاذاعه الرسميه، دون ان ينتبه اليها الكثير من المزارعين.

وتمتلك مارب مساحات واسعه من الاراضي، الا ان جزءا منها بحاجه الي لتصبح اتصبح صالحة للزراعة، التي تعتبر النشاط الرئيسي لمعظم سكان المحافظه. ووفقا للمركز الوطني للاحصاء (حكومي) بلغ انتاج مارب عام 2011 من الحبوب 25 الف طن، ومن الخضروات 70 الف طن، ومن الفواكه 85 الف طن، ومن البقوليات قرابه 3 الاف طن، تم جنيه من مساحه زراعيه بلغت 39 الف هكتار.

والي مارب يتجه سنويا الكثير من العاطلين عن العمل من مختلف المحافظات اليمنيه، وتجار الجمله للاستثمار في الاراضي الزراعيه عبر ضخ اموال يفتقد اليها اصحاب المزارع.

ويدخل هؤلاء التجار في شراكه مع اصحاب الارض لزراعه الكثير من المحاصيل، ابرزها البطاطس والطماطم والبصل، كما يشترون محصول البرتقال الموسمي وينقلونه الي الاسواق المركزيه في صنعاء وغيرها من المحافظات الرئيسيه.

لكن، هذا العام جاء مختلفا، فالكثير من تجار الجمله لم يتجهوا الي مارب، التي يحتشد ابناؤها علي اطرافها، تحسباً لهجوم مسلح من قبل جماعه "انصار الله" (الحوثي)، التي يسيطر مسلحوها منذ سبتمبر  الماضي علي العاصمه والعديد من المحافظات حتي صارت الجماعه، وفق مراقبين، هي الحاكم الفعلي في البلاد.

هذه الاوضاع الامنيه الملتهبه ادت الي عزوف كثير من تجار الجمله عن الذهاب الي مارب هذا العام، ومن ذهب منهم لم يستثمر الكثير من امواله، مكتفيا بشراء نصف ما كان يشتريه عاده.

"الصراع بين اطراف النزاع في صنعاء جعل الوضع الامني متوتراً في مارب؛ ما ادي الي تراجع التجار عن الذهاب الي مارب لشراء المحاصيل ونقلها"، بحسب سالم طالب، وهو شاب من منطقه "النقيعا" في مارب، لديه مزرعه برتقال وبطاطس، ويخشي "كسادها هذا العام جراء الوضع الامني والصراع السياسي في صنعاء".

ولا تقتصر معاناه مزارعي مارب علي ذلك، فبحسب طالب،  ، "هناك مشكله اخري، وهي "الاستيراد من الخارج بكميات كبيره واسعار رخيصه نسبياً مقارنهً بالانتاج المحلي؛ ما ادي الي تحكم تجار ومؤسسات الاستيراد في اسعار السوق وكساد البضاعه المحليه".

اليمن.. صراع النفط يحتدم في مارب

اليمن.. القبائل تهدد بتفجير انابيب النفط

تفجير خط رئيسي لتصدير النفط في مارب

الحوثيون يتقدمون نحو حقول مارب النفطيه

سد مارب اليمني.. من سيل العرم الي الاهمال

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل