المحتوى الرئيسى

مشارى الزايدى يكتب : ضربة لاتحاد القرضاوي

12/18 17:53

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. رابطة علماء المسلمين. رابطه علماء الشريعه في الخليج. وامثالها، كيانات حديثه النشاه، تتشابه في كونها تعبر عن انحياز سياسي وواضح لخيارات جماعة الأخوان المسلمين. تجمعات منغمسه في الحروب السياسيه، لا منابر بريئه للوعظ والفتيا. تجمعات تتخذ من عمامه الشيخ وجبّته سلاحا في المعركه السياسيه، تعتمد علي الوهج الديني ورصيد الاحترام المتوارث في المجتمعات العربيه لـ«مولانا» الشيخ.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يراسه الشيخ يوسف القرضاوي، وهو معجون عجنا بفكر ونظام تفكير جماعه الاخوان، بل هو جزء من بناء وصناعه هذا النظام الفكري الاخواني.

من الطبيعي بعد اندلاع المواجهه بين جماعه الاخوان ودوله مصر، وبعض الدول العربيه والخليجيه، خصوصا الامارات والسعوديه، ان تشمل هذه المواجهه غطاء الجماعه الديني وعمامتها القرضاويه الاتحاديه. تم تصنيف الاتحاد ضمن الكيانات المحظوره في الامارات، وادرج زعيم الاتحاد الشيخ القرضاوي ضمن قوائم الانتربول الدولي، وهو امر اثار غضب، وقلق، مناصري الاخوان، ومريدي الشيخ، فاصدر اعضاء الاتحاد، وغيرهم، بيانا ناريا للتضامن مع القرضاوي رئيس الاتحاد، واسبغوا عليه صفات طهرانيه بريئه، وصفات علميه باهره، والشيخ فعلا يعتبر فقيها، ولكنه ليس بتلك البراءه المدعاه له في البيان، فالرجل ناشط سياسي فعال، وعليه تحمل ثمن اللعبه السياسيه، في المغارم والمغانم.

البيان الاخير، كما نشرت صحيفه «الشرق الاوسط»، خلا من اسماء مهمه وقياديه في الاتحاد، مثل السعودي د. سلمان العوده، مساعد الامين العام لشؤون الاعلام. كما يشغل التونسي راشد الغنوشي مساعد الامين العام لشؤون القضايا والاقليات.

جاء في بيان الاتحاديين القرضاويين المطالبه بسرعه رفع اسم القرضاوي من قوائم الشرطه الدوليه (الانتربول)، التي كان يجب ان تضم اسماء «المجرمين ممن ينهبون ويسرقون ويقتلون ويحرقون شعوبهم، ويمولون الباطل»، حسب لغتهم. وقد كان توقيع السعوديين والخليجيين علي هذا البيان شحيحا، علي غير العاده. الغرض من هذه الكيانات هو مزاحمه المؤسسات القائمه بالفعل علي شان الفتيا والتكوين الديني، العريقه منها خاصه، مثل الازهر في مصر، والزيتونه في تونس، وكانت «النهضه» حاولت مسبقا الاستيلاء علي الزيتونه، مثلما حاول الاخوان السيطره علي الازهر في مصر. الفكره لدي القوم هي الاستيلاء علي الرصيد الديني الرمزي، بتسريب ابناء الجماعه ومناصريها الي احشاء مؤسسات الاسلام التقليدي، واحيانا ينجحون، فيتحدث الشيخ التقليدي بلغتهم، كانه مسكون بشبح اخواني!

في مصر كان هناك جبهة علماء الأزهر، محاوله اخوانيه، اخفقت بعد حين، والان لدينا كيانات اخري تستلهم نموذج اتحاد القرضاوي هذا، مثل رابطه علماء المسلمين، وامينها العام السعودي د. ناصر العمر، وبياناتها اكثر حده في مناصره الاصوليين، ومثلها رابطه علماء الشريعه في دول الخليج، ورئيسها هو الكويتي د. عجيل النشمي، وهو ظاهر الحماسه والمناصره للاخوان.

بكلمه، فان هذه التجمعات تقوي او تضعف، بحسب قوه جماعه الاخوان، واشباهها، او ضعفها «كالليل ان طال غال الصبح بالقصر».

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل